ما تفرق في السياسة يمكن أن يوحده البحث العلمي، ذلك على الأقل ما حاول رؤساء جامعات بدول اتحاد المغرب العربي التأكيد عليه من خلال "إعلان مدينة وجدة"، الذي تم التوقيع فيه على إنشاء فضاء للتعليم العالي المغاربي، والإعلان عن ميثاق اتحاد جامعات المغرب العربي الذي سيتم تبنيه كإطار عمل هذه الجامعات. وأشارت الوثيقة، التي تم الكشف عنها أمس بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، أن الفضاء المغاربي الجديد للتعليم العالي سيكون بمثابة لبنة لبناء الصرح المغاربي المنشود، وخطوة نحو التكامل والاندماج بين الدول الخمسة"، مشددا على "أهمية البحث العلمي في التطور الاجتماعي والاقتصادي للدول المغاربية". وقالت سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إن "ميثاق إنشاء اتحاد الجامعات المغاربية ينبغي أن يشكل برنامج عمل تحشد له الإمكانات المادية الضرورية والخبرات المغاربية الوفيرة". وأبرزت الوزيرة أن "هذا الفضاء المغاربي سيسهل حركية تبادل الطلبة والباحثين بين الدول المغاربية الخمس، وتوفير التكوينات ذات الجودة العالية والقيام بالأبحاث العلمية المشتركة في الميادين المرتبطة بالانشغالات والانتظارات الحقيقية لهذه الشعوب". واعتبرت بنخلدون أن "نجاح اتحاد الجامعات المغاربية وتفعيل الفضاء الجامعي المشترك، رهين بنضال علمي حقيقي دءوب ومتواصل، من شأنه إعطاء دفعة قوية لبناء الاتحاد المغاربي الذي تتطلع إليه الشعوب المغاربية بالمنطقة"، مؤكدة على "أهمية تحقيق نقط إيجابية على سلم النمو الاقتصادي الذي ينعكس إيجابا على رفاهية المجتمع المغاربي". ومن جانبه، أكد وائل بنجلون، رئيس ندوة رؤساء الجامعات المغربية، أن اتحاد الجامعات المغاربية إطار عام يتسم بتوحيد الرؤى الجامعية عبر العالم وتوحيد المعايير من ناحية الجودة والاهتمام بالطالب من جانب البحث العلمي"، مبرزا أن "هذا الاتحاد الذي سيكون بمثابة وعاء يحتضن مختلف الجامعات، يروم تبادل الخبرات والتجارب في ميادين الحكامة والعرض التربوي والبحث العلمي."