ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد درويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي .. كيف يمكن للتعليم العالي أن يساهم في تحسين موقع المغرب في سلم الترتيب العالمي؟

اعتبر محمد درويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ندوة «التربية والتكوين ورهان الجودة وتحديات الانصاف والتنمية المستدامة» أن الموضوع يسائل الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين و السياسيين والخبراء والمسؤولين والاسر والمجتمع المدني، باعتباره قضية أساسية في حياة كل فرد وجماعة ، و وكذلك لأنه يمثل القضية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية للمغرب ويهم بناء الشخصية المغربية التي نريد في المستقبل.
لقد شدد درويش قبل إلقاء مداخلته، مكتوبة، على قضيتين أساسيتين أولها التعبير عن قناعة داخلية شخصية في موضوع التعليم العالي والبحث العلمي إذ أنه لا وجود لشيء اسمه مخطط استعجالي في منظومة التعليم العالي و البحث العلمي.
وأشار الى أن المجتمع المغربي اليوم يعيش أزمة قيم قبل أن تكون أزمة اقتصادية أو تربوية أو غيرها، ودعا الى ضرورة الكف عن تحميل منظومة التربية والتكوين لوحدها مسؤولية كل الازمات التي يعيشها المجتمع. وعلى أن المسؤولية في هذا المجال مسؤولية مشتركة وجماعية.
ونادى الكاتب العام بضرورة إحداث فصل بين قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الاطر وقطاع التربية الوطنية والتكوين المهني ،مذكرا في هذا الباب بالعدد المتزايد للطلاب المسجلين في مؤسسات التعليم العالي ،إذ عرف عددهم ارتفاعا غير مسبوق منتقلا من 300000 طالب تقريبا سنة 2003 الى 500000 طالب تقريبا سنة 2011بينما عرف عدد الأساتذة الباحثين نقصا، إذ انتقل من 10413 استاذ باحث سنة 2003 الى اقل من 9600 سنة 2011 مع التأكيد على ان نسبة ولوج التعليم العالي تظل ضعيفة مقارنة مع دول مماثلة إذ لا تتعدى 14 في المائة.
ولم تفته الفرصة أن يسجل أن هناك تغييبا للعلوم الإنسانية و الاجتماعية من مضمون المواد المدرسة في التخصصات العلمية و الطبية والهندسية وأثر ذلك على شخصية المتعلم ،مستعرضا نسيج التعليم العالي ومؤسساته في مغرب اليوم، إذ بلغ 15 جامعة و 26 مدينة جامعية و 140مؤسسة للتعليم العالي تابعة لأكثر من 12 قطاعا حكوميا، مما يستوجب تجميع هاته المؤسسات وإمكاناتها المالية والمادية والبشرية في إطار توحيد التعليم العالي توحيدا شموليا و شاملا ، وضرورة الاستثمار الدبلوماسي الحكومي والموازي للإمكانات الهائلة التي يتيحها البعد المغاربي والمتوسطي والافريقي والعربي والاسلامي .... ملحا على الاجابة عن سؤال مركزي « أي جامعة نريد لمغرب القرن 21 وأي دور نريده لجامعاتنا؟» .
وشدد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي على أن مسألة الاستثمار في القضية التعليمية هي استثمار للمستقبل، متناولا في الصدد ذاته عدة قضايا رقمية وقيمية واقتراحية وسجالية في ردوده وعرضه الذي هم قضايا المنظومة ومناحيها المطلبية و البنيوية والمؤسساتية والجغرافية والتدبيرية والتمويلية الاجتماعية واللغوية و البشرية كما هو مبين في العرض الذي نقدمه كاملا للقارئ.
«أما بعد، أتشرف خلال هاته المرحلة بأمرين اثنين أولهما عضوية المساهمة إلى جانب أخواتي وإخواني المناضلات والمناضلين في إعداد مشروع البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لحزب القوات الشعبية، وأما الأمر الثاني فعرضي هذا تصور شخصي ناتج عن مزاولتي لمهمة الكتابة العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي منذ مايو 2009 واحتكاكي قبل ذلك وبعده بأساتذة أعزاء مناضلين، خبروا قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من عدة مناح، وهذا شرف ثالث أعتز به وبمساره.
شكلت منظومة التربية والتكوين منذ بداية الستينات، محوراً أساسياً من محاور انشغالات واهتمامات ونضالات حزب القوات الشعبية، ومن ثم كان أمر التعليم عموماً والتعليم العالي والبحث العلمي خصوصاً وموارده البشرية على وجه أخص، حاضراً خلال كل مؤتمرات الاتحاد ولقاءاته الفكرية من أيام دراسية ومناظرات ساهمت فيها الأطر الحزبية للاتحاد (مناظرة المعمورة سنة 1964، وايفران، ومناظرة الشهيد المهدي بن بركة، ومشاريع الإصلاح لسنوات:
*1955تحت اشراف الشهيد المهدى بنبركة 1966،
*1975 والذي هم بالخصوص منظومة التعليم العالي والبحث العلمي؛ إذ صدر عنه قانون 1975،
*1980 الذي شمل التعليم الابتدائي والثانوي (أعداد المستفيدين، والحد من ارتفاع الهدر المدرسي...) ،
*1985 الذي ركز على التعليم الابتدائي والتكوين المهني، وتعميم التعليم، محاولا وضع كل العراقيل الممكنة للحد من الالتحاق بالتعليم العالي،
*1994 الذي جدد تأكيده على مجانية التعليم وإلزاميته وتوحيده وتعريب مجالاته السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، علماً بأن مقتضيات هذا الاختيار تم إلغاؤها من قبل الحكومة المغربية لذاك الزمن،
*1999 الذي نتج عنه الميثاق الوطني للتربية والتكوين،
*مرحلة تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني وتطويره .وقد همت هاته المرحلة سنوات 2000-2009 باعتبارها عشرية وطنية للتربية والتكوين مع جعل قطاع التربية والتكوين، قضية ثانية بعد قضية الوحدة الترابية للمغرب.
إن ما طبع كل هاته المراحل هو تحكم الهاجس الأمني مرة والهاجس المالي مرة أخرى، وهما معاً مرات عديدة، مما حال دون الإسراع المبكر بالإصلاح العميق لمنظومة التربية والتكوين، الشيء الذي جعل المغرب يتأخر سنوات عدة عن ركب دول مثيلة له. ومن ثم وجب الاعتراف بأن الإصلاح الحقيقي كما كان حزب القوات الشعبية يطالب به لم تفك قيوده إلا في عهد حكومة التناوب، إصلاح نتج عن توافق عام وتوافقات خاصة مست كل المجالات، وفي مقدمتها المسألة التعليمية. وهكذا تمت بلورة الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي شكل محور مشروع إصلاح المنظومة بشقها المدرسي والتعليم العالي والبحث العلمي، وعلى أساسه تمت صياغة القانون 01.00 المنظم للتعليم العالي.
وقد بني الميثاق الوطني للتربية والتكوين على :
I. مبادئ أساسية همت مرتكزات ثابتة للهوية والثوابت، والتراث الحضاري والثقافي، والرغبة في التحديث والتطور وجعل المتعلم محور الاهتمام والفعل، مع التأكيد على ضرورة جعل التعليم العالي قاطرة حقيقية للتنمية بكل تجلياتها وتمظهراتها محلياً وجهوياً ووطنياً. تشمل نتائجها كل المجالات وتمارس الدبلوماسية الموازية وغيرها من المبادئ.
II. مجالات تجديد ودعامات للتغيير مست أسس ومبادئ ربط المحيط الاقتصادي بنتائج التعليم والمعرفة مع تجديد التنظيم البيداغوجي، وإعادة النظر في تنظيم أطوار التعليم المدرسي والعالي، وهذا يؤدي إلى الرفع من جودة المنظومة القائمة على دعامات همت اللغة والتعميم والأنشطة الموازية، ودعم البحث العلمي وتطويره، والجودة والتفوق، وتجديد البنيات، وحفز الموارد البشرية مع تحسين ظروف اشتغالها وتقويتها اجتماعياً... وتحسين حكامة وجودة التدبير والتسيير والتحصيل.
يسجل التاريخ المعاصر دور الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باعتبارات تاريخية ونضالية وقدرات ذاتية لمناضليه في تحمل مسؤولية قطاع التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، حكومياً ونقابياً، ولم يكن المغرب لينخرط في مسلسل بولون الذي قرر خلاله أغلب الدول الأوربية تطبيق نظام الإجازة، ماستر، دكتوراه لولا جرأة ووعي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من جهة والاحزاب الوطنية الدمقراطية و مناضلي النقابة الوطنية للتعليم العالي على الاختلاف والاتفاق من جهة اخرى بضرورة هذا الانخراط في هذا الاختيار الدولي، وهكذا بدأ المغرب سنة 2003 في تطبيق هذا النظام دفعة واحدة بفضل هاته القناعات الجماعية والفردية الاتحادية وغيرها مهما اختلفت المواقع والمهام والمسؤوليات وتوالت السنوات وتعاقب المناضلون على المسؤوليات باختلافها. وتأكد صواب هذا الاختيار رغم أن بعض الجهات المسؤولة والنافذة في القرار والقريبة من موقعه، كانت تجتهد في خلق كل أنواع العراقيل والمعيقات وفي مقدمتها تأخير توفير الميزانيات المخصصة للإصلاح وتنزيل بعض القرارات وغيرها مما كنا نلمسه نحن من موقع المسؤولية النقابية مثلاً، وتم تنزيل أسس الاصلاح البيداغوجي والهياكل المنظمة للتعليم العالي دون مسألة التمويل التي ظلت مؤخرة ومعرقلة ومقزمة ومقلصة إلى حدود سنة 2009، حيث تمت إزالة كل المعيقات والحواجز المادية للاستجابة للمطلب التاريخي للنقابة الوطنية للتعليم العالي ومناضليها والاحزاب الوطنية الدمقراطية وكل المهتمين بالمسألة التعليمية، سواء من داخل البنيات السياسية أو الاطارات النقابية ،والمتمثل في توفير الإمكانات المالية للإصلاح.
لقد كان مطلب ورغبة الاتحاديين وحلفائهم، نقابيين ومسؤولين حكوميين، في موضوع إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي يهمّ ثلاثة محاور أساسية :
1- إصلاح الهياكل ودمقرطتها.
2- الإصلاح البيداغوجي.
3- توفير الإمكانات المالية والبشرية.
بالنسبة للمحورين الأول والثاني تم البدء في تنفيذهما ابتداء من سنة 2000 و2003 بينما تعذر - بالشكل المنفذ به اليوم - تنفيذ المحور الثالث ، إلى أن جاءت الحكومة الحالية بمشروع التعاقد الذي تم يوم 6 أكتوبر 2009 بين الجامعات والحكومة، فتم توفير ميزانيات غير مسبوقة في تاريخ المغرب التربوي، من أجل تمويل مشاريع محددة همت كل مجالات البنية التحتية والموارد البشرية والتلميذ والطالب، وتطوير منظومة البحث العلمي من تكوين مستمر وتطوير القدرات وتبادل الخبرات والتجارب وغيرها. وقد تم تحديد ستة أهداف موضوعاً لهذا التعاقد أولا تطوير حكامة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، ثانيا تنويع العرض الجامعي، ثالثا توسيع التعليم العالي، رابعا تنمية قدرات وطاقات الموارد البشرية، خامسا تطوير مجالات البحث العلمي ونتائجه، وأخيرا تحسين الخدمات الاجتماعية للطلاب وكل ذلك بغية تحسين بنية الاستقبال وتوسيعها، تنويع مسالك التكوين، تشجيع التفوق ودعم المبادرات، تحسين الحكامة، ربط التعليم العالي ومراكز البحث بالمحيط السوسيو اقتصادي، تحسين المردودية الداخلية والخارجية، تأهيل الفضاءات، تحسين جودة التكوين والبحث، إرساء جيل جديد من التكوينات في المجالات التقنية والبحثية والمهنية، الرفع من أعداد الخريجين من %45 إلى %70.، بلوغ نسبة الإدماج في الحياة العملية إلى حد %60 تقريباً. بالاضافة الى دعم البحث التطبيقي بشراكة مع المقاولات لبلوغ 1700 مشروع سنوياً، ثم بلوغ عدد 2300 أطروحة دكتوراه سنوياً، وتنويع مصادر تمويل البحث العلمي، دعم الابتكار لبلوغ 330 براءة اختراع، دعم علاقات تبادل الخبرات والتجارب بين الأساتذة الباحثين، أفراداً ومؤسسات ووحدات بحث وطنياً ودولياً.
ولبلوغ ذلك وفرت الدولة المغربية، ولأول مرة في تاريخ التعليم العالي كما قلنا، ميزانية غير مسبوقة بلغت 12,6 مليار درهماً لسنوات 2009-2012 موزعة كما يلي:
* 8,2 مليار درهم ميزانيات للتسيير دون احتساب الأجور
* 4,4 مليار درهم ميزانية الاستثمار
* توفير 2400 منصب مالي .
فإلى أي حد استطاعت المنظومة أن تبلغ نتائج مقتضيات الميثاق الوطني المسطرة منذ سنة 2000 أهدافها في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ؟ سؤال يؤرقنا جميعاً باعتبارنا آباء وأولياء وأساتذة باحثين ومناضلين ومسؤولين سابقين، واسمحوا لي أن أبادر إلى الإشارة إلى بعض النقط التي لم يستطع الفاعل الحكومي والنقابي والاقتصادي والثقافي والمعرفي والسياسي، بلوغ نتائج مرضية لنا جميعاً تاركاً لكم مجال الإشارة وفضح قضايا أخرى لم يُتوفق في تحقيقها. فأبرزها:
*المسألة اللغوية.
*مسألة التمويل ومساطره.
* التعميم.
*جغرافية التعليم العالي والجهوية.
* تطوير الحكامة.
*الدمقراطية في اختيار المسؤولين.
*المسألة الاجتماعية الخاصة بثلاثي التعليم العالي : الأساتذة الباحثون، الطلاب والإداريون.
* المجانية.
وكيف يمكن أن يساهم التعليم بكل مستوياته في تقدم المغرب وتحسين موقعه في سلم الترتيب العالمي ؟
بل كيف يمكن للمغرب أن يساير الواقع العالمي الجديد الموسوم بتطور غير مسبوق في تقنيات التواصل وسوق الإعلام سلباً وإيجاباً، وزمن اقتصاد المعرفة وتغييب الحدود بين انتاجات الأسواق شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً إلى حد تحكم الشركات الدولية في كل المجالات اقتصاداً ومعرفة وسياسة وتنمية.
وأخيراً وليس آخراً وقبل ذلك وبعده مقتضيات العولمة التي ساهمت في تقدم مجالات وتأخر أخرى بل في حل إشكالات وصناعة أخرى.
حتى يتمكن التعليم العالي والبحث العلمي من :
1- سن سياسة متجددة ومتطورة في مجالات التكوين والبحث النظري والتطبيقي.
2- الانخراط المباشر في مشاريع الأوراش الكبرى للدولة وطنياً وجهوياً ومحلياً.
3- اعتماد اختيار المقاربة التدبيرية كما هي متعارف عليها دولياً لكل مشاريعها.
4- التجاوب التام مع نظام آليات المراقبة والتتبع وربط المشاريع بالنتائج.
5- الاستجابة للكم الهائل من طلبات ولوج التعليم العالي.
6- تقوية سياسة اللامركزية واللاتمركز.
7- جعل التعليم العالي والبحث العلمي قاطرة حقيقية للتنمية بكل مستوياتها وأبعادها وطنياً وجهوياً، معرفياً، اقتصادياً.
8- جعل التعليم العالي والبحث العلمي يمارس الدبلوماسية الموازية لمغرب القرن 21 : المغرب الديمقراطي الحداثي المتطور اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً...
أعتقد أن الأجوبة العملية - في نظري ونتاجاً لتجربتي المتواضعة - عن هاته الإشكالات المطروحة تتمثل في الاختيارات والقرارات ذات العمق السياسي والاقتصادي والاجتماعي بإشراك كل القوى المعنية، هاته الإجراءات يمكن تلخصيها في ما يلي :
1-التشخيص العلمي الدقيق لواقع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، استعداداً للعشرية الثانية حتى نتمكن من الوقوف على كل الاختلالات والصعوبات والمعيقات التي تجعلنا لا نرضى دائماً عن المنظومة.
2-مراجعة الميثاق الوطني للتربية والتكوين مع الاحتفاظ بكل مجالاته الإيجابية، وتعديل ما لا يلائم مغرب اليوم فيه.
3-مراجعة القوانين المنظمة للتعليم العالي والبحث العلمي وللمهنة وفي مقدمتها :
- القانون 01.00.
- النظام الأساسي للأساتذة الباحثين (يضم الأستاذ الباحث والباحث بالمعاهد).
4- مراجعة الخارطة الجامعية وملاءمتها مع مقتضيات الجهوية الموسعة (جامعة لكل جهة).
5-حل الإشكال اللغوي.
6-استمرار الدولة المغربية في توفير الإمكانات المادية والبشرية كما فعلت خلال سنوات 2009-2012.
7-توفير الموارد البشرية الكافية للتأطير والإدارة بما يناسب المعدلات الدولية لذلك.
8-وضع سياسة اجتماعية وطنية تعنى بالقضايا الاجتماعية لثلاثي المنظومة (الأستاذ والطالب والإداري).
9-توحيد التعليم العالي توحيداً شمولياً وشاملاً مع وضع حد لظاهرة تعدد القطاعات الوصية أكثر من 14 وزارة.
10-تجميع كل مصادر ومؤسسات ومصادر تمويل ودعم البحث العلمي في إطار واحد وطني له فروع جهوية بعدد جهات المغرب.
11-سن سياسة إعلامية وطنية تبين طاقات وقدرات وإنجازات التعليم العالي والبحث العلمي.
12-تبسيط المساطر المالية وسن سياسة المراقبة البعدية على المنظومة.
13- الزيادة من نسب ولوج مؤسسات التعليم العالي.
14-تطوير مجالات التكوين النظري والتطبيقي وربطها بمقتضيات مجتمع المعرفة والاقتصاد.
15-جعل المحيط السوسيو اقتصادي رافعة من رافعات التقدم والتطور في كل مستوياته.
.16- جعل التعليم العالي والبحث العلمي محوراً أساساً للتوجه الاقتصادي والاجتماعي والنمو البشري بكل مستوياته.
18-استحضار البعد المغاربي والمتوسطي والإفريقي في العلاقات الدولية، وذلك :
أولاً بالعمل على توحيد البلدانالمغاربية توحيداً يستفيد من الإمكانات البشرية والطبيعية والثقافية والمعرفية من أجل الدول المغاربية أفراداً ومجتمعات.
ثانياً :بتسخير كل الإمكانات اللغوية والمعرفية والدبلوماسية الرسمية والموازية من أجل إدماج خريجي التعليم العالي في المغرب والدول المغاربية في سوق الشغل المغربي، المغاربي، المتوسطي والعربي والأوربي...
- بجلب الاستمارات الأوربية والعربية والأمريكية والأسيوية إلى المغرب للاستفادة من طاقاته الواعدة المخلصة المكونة المقتدرة.
تلكم كانت بعض الأفكار التي راكمتها وأنا أمارس المسؤولية النقابية، محتكاً بواقع التعليم العالي والبحث العلمي، مقتربا من حقيقة واقع المحيط السوسيو اقتصادي، منصتا للسيدات و السادة الاساتذة الباحثين، مكتشفا بنية الادارة المغربية من الداخل، مراقبا عن قرب بعض دواليب القرار السياسي والإداري والمالي للمنظومة. أفكار وقضايا استطعت أن أبلغها وأنا أعلم أن ما خفي أعظم هنا وهناك. وأترك لكم مجال إغنائها إضافة وحذفاً وتصويباً. إذ أن المهم - في نظري - من هذا اللقاء هو تشارك الآراء والرؤى من أجل أن تتبوأ المنظومة المكانة التي تستحقها في مغرب القرن 21 المغرب الدمقراطي الحداثي المتطور في كل المستويات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.