أكد المعهد الوطني للجيوفيزياء تسجيل هزة أرضية وصلت قوتها إلى 4,5 درجات على سلم ريشتر خلال الساعات الأولى من اليوم بعرض ساحل إقليم الدريوش، أحست بها ساكنة الأقاليم الشمالية، بما فيها الناظور والحسيمة، وذلك عند حلول الساعة الواحدة و40 دقيقة و25 ثانية صباحا. وفي نشرته الإنذارية في هذا الصدد لفت المعهد إلى أن الهزة جرى تحديد مركزها بعرض ساحل إقليم الدريوش، وسُجلت على عمق 16 كيلومترا، وتحديدا عند نقطة التقاء خط العرض 35.531 درجة شمالا وخط الطول 3.502 درجة غربا. وأثارت هذه الهزة الأرضية نوعا من الخوف لدى ساكنة المناطق الشمالية بخصوص إمكانية تسببها في حدوث هزات متتالية، في وقت تستحضر زلزال الحوز الذي وقع خلال الليل بدوره، فضلا عن التاريخ الأليم للمنطقة مع الزلزال، خصوصا الذي أودى بحياة الآلاف سنة 2004. ورغم كون المنطقة الشمالية للمملكة نشيطة زلزاليا، لكونها نقطة التقاء الصفيحتين الأوروبية والإفريقية، إلا أنه من المؤكد أن النشاط الزلزالي بالمملكة خلال الفترة التي تلت 8 شتنبر الماضي عرف ارتفاعا ملحوظا، تزامنا مع توالي الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال الحوز رغم مرور ما يصل إلى ثمانية أشهر على الواقعة. وأوضح مختصون في الجيولوجيا وعلوم الأرض أن "هذه الهزة الأرضية رغم قوتها إلا أنها تظل في حكم المألوف بالمنطقة التي تظل نشيطة زلزاليا"، غير مستبعدين "حدوث هزات أخرى ارتدادية"، وموردين أن "النشاط الزلزالي الوطني عرف طفرة بعد زلزال الحوز، في وقت يحتاج إلى وقت إضافي من أجل العودة إلى مستوياته الاعتيادية". بدر الصفراوي، خبير باحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات، قال إن "المنطقة الشمالية للمملكة في الأصل عبارة عن منطقة نشيطة زلزاليا، إذ توجد في محيط التقاء الصفيحة القارية الإفريقية مع نظيرتها الأوروبية؛ وبالتالي فالهزة بقوة 4 درجات على سلم ريشتر تظل متوقعة وعادية، ورغم قوتها إلا أنها لا ترقى إلى قوة الزلازل الأخرى". وأضاف الصفراوي، في تصريح لهسبريس، أنه "كلما ارتفعت قوة الهزة الأرضية فإنها تساهم في الرفع من منسوب عودة الهزات الارتدادية، إذ إن هذه الشدة هي المتحكمة في وقوع هذه الهزات من عدمه"، لافتا إلى أن "الباطن المغربي مازال يعيد ترتيب نفسه بعد زلزال ثامن شتنبر الماضي الذي كان قويا وأحدث شرخا في الطبقات الجيولوجية". وبخصوص إمكانية استعادة الباطن المغربي عافيته بعد واقعة الحوز، لفت المتحدث إلى أنه "كلما تراجعت الهزات الارتدادية مع مرور الوقت فإن ذلك مؤشر جيد بخصوص العودة التدريجية نحو الحالة الطبيعية المستقرة؛ وفي الوقت الراهن لم تستقر الأمور بعد ويصعب الحسم في الأجل الزمني اللازم لذلك". من جهته قال نصر الدين اليوبي، خبير بالمركز الوطني للبحث العلمي، إن "الهزة الأرضية تظل نتاجا لتحرك الصفيحة القارية الإفريقية للالتقاء بنظيرتها الأوروبية، في وقت تعد المنطقة الشمالية من بين المناطق النشيطة زلزاليا على المستوى الوطني"، مردفا بأن "هذه الهزة مستقلة عن زلزال 8 شتنبر الماضي بمنطقة الحوز، وهو أمر يعود أساسا إلى التركيبة الجيولوجية بالمنطقة". وبخصوص النشاط الزلزالي بالمغرب ككل بعد زلزال الحوز لفت الباحث في علوم الأرض، في تصريح لهسبريس، إلى أن "قوة الزلزال الماضي أدت إلى وقوع هزات ارتدادية خلال الفترة السالفة، لتتطلب بذلك عودة الأمور إلى نصابها وقتا طويلا من أجل إعادة ترتيب باطن التراب المغربي، إذ أن قوة الزلزال أحدثت شرخا في التركيبة الجوفية للطبقات الأرضية".