دورةٌ تاسعة وعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب تستقبلها مدينة الرباط شهر ماي المقبل، ضيفُ شرفِها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يشارك فيها عارضون من 48 دولة. وبعدما كرمت الدورة السابقة من معرض الكتاب عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، تكرّم الدورة الحالية، المنظمة بين 10 و19 ماي المقبل، الأديب والناقد التشكيلي المغربي إدمون عمران المالح، المعروف بمواقفه المناهضة للسياسات الإسرائيلية ضد الشعب والأرض الفلسطينيّين، بمعرض خاصّ، ونقاشات، وشهادات. وفي الندوة الصحافية لمعرض الكتاب التي استقبلتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، اليوم الجمعة بالرباط، قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل: "نعتز بنجاح معارض الكتاب السابقة، وحضور المواطنات والمواطنين، والكتب المقتناة، فهذه فرصة للمغاربة من جميع جهات المملكة للقاء بالكتب". وتابع: "ضيف شرف سنة 2024 منظمة اليونسكو؛ وهذه نقطة مهمة جدا، نظرا لعلاقاتنا المميزة معها في المجالات الأدبية والتعليمية والصناعات التقليدية، والمجال الثقافي في علاقة بالقراءة والكتاب والأركيولوجيا والتراث المادي وغير المادي"، وحضور المنظمة يبيّن "انخراطنا في المعايير التي تؤكدها". ثم زاد: "نستثمر وجود اليونسكو ليحضر كتاب دوليون، وننظم لقاءات مع شخصيات دولية تشتغل مع مؤسسة اليونسكو"، وهو موعد أيضا ل"ندافع عن تراثنا المادي وغير المادي في إطار تحديات الصعيد الدولي، وهذه فرصة لنا للتعريف بتراثنا". وحول اهتمام المغاربة بالقراءة، قال الوزير الوصي على قطاع الثقافة: "في مختلف شوارع العاصمة مثلا نجد عارضي الكتب؛ همهم البيع، فبالتالي هناك إقبال (...) لكن لا نزال نحتاج مجهودات لدمقرطة الثقافة، فسعر الكتاب مثلا إشكالٌ، وكذلك سعر الولوج للسينما والمسرح، مقارنة بالحد الأدنى للأجور، ولنا نقاش في قانون المالية المقبل مع وزارة المالية من أجل قراءة جديدة لدعم الكتاب حتى يكون ثمنه محترِما لجيوب المغاربة". إيريك فالت، مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، قال إن منظمة اليونسكو اختارت في دورة معرض الكتاب المنظمة بشعار "الثقافة المغربية في أبعادها الإنسانية" التحرّك لصالح الثقافة والكتاب والتراث، ووضع "أغورا" للشباب في رواق خاص، ومواكبة الموعد بعشرين ندوة في مواضيع متعددة. وأضاف أن مشاركة المنظمة تركز على التعليم والثقافة والعلوم والتراث العالمي، وستعلن عن منشور جديد موجّه للأطفال بثلاثة ألسنة حول التراث المغربي، فضلا عن التركيز على الذكاء الصناعي، ووضعه في المغرب. لطيفة مفتقر، مندوبة المعرض الدولي للكتاب والنشر، قالت إن استضافة منظمة اليونسكو تأتي "تثمينا للعلاقة الرفيعة بيننا، ولدورها في مد الجسور بين الشعوب، وما تشكّله دوليا من بيت للخبرة في صياغة القوانين والمعاهدات لحماية الثقافة وتثمين وصيانة التنوع". وكشفت مندوبة المعرض أن الموعد الثقافي المغربي السنوي قد اختار 743 عارضا من 48 دولة، وسيقدّم للقرّاء 100 ألف عنوان، في 3 ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلّل 241 فقرة ثقافية. ثم استرسلت قائلة: "نخصّص هذه السنة فضاء لإدمون عمران المالح، لدوره في التعريف بالثقافة المغربية، وهو ما ستواكبه لقاءات ومحاضرات لنخبة من الأدباء والمفكرين"، إلى جانب مشاركات 745 متدخلا في البرنامج الثقافي للأيام التسعة للمعرض، واستمرار الفضاء المخصص بشكل دائم للكتاب الإفريقي." وحول فضاء الطفل بمعرض الكتاب، أوضحت المتدخلة أن وزارة الثقافة برمجت أزيد من 900 نشاط للطفل، مع فضاء خاص ب"القصص المصوّرة"، بحضور رسامين من "دي سي" و"مارفيل" عقب الإقبال الذي عرفته الدورة الأولى من المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء. ومن بين تسهيلات حضور فعاليات معرض الكتاب، ذكرت مندوبته أنه تقرّر تخفيضٌ بنسبة 30 في المائة في تذاكر القطار، وتخصيص حافلات بالمجان داخل الرباط في عدد من النقاط، فضلا عن توفير البرنامج الثقافي بطريقة "برايل" للمكفوفين، والترجمة الفورية للصمّ في بعض الأنشطة. وأردفت قائلة: "توجد هذه السنة إمكانية الحجز المسبق لأنشطة الطفل، مع تخفيضات خاصة بحاملي جواز الشباب"؛ وهي إجراءات تراكمت إلى جانب جهود البرمجة لأن "رهان الحفاظ على الإشعاع الدولي ليس سهلا".