رغم مطر ليلِ الجمعة بالرباط، التأم آلاف المواطنين، من بينهم وجوه حركية ونقابية وسياسية بارزة من انتماءات متعددة بين اليمين واليسار، إحياء لذكرى يوم الأرض بشعار "رغم القتل والتدمير والتجويع، غزة انتصرت والعدو الصهيوني إلى زوال"، رافعين في مسيرة بشارع محمد الخامس بقلب العاصمة شعارات قوية مطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل، والمحاسبة الدولية لها، وداعمة ل"المقاومة الفلسطينية". وفضلا عن مسيرة الرباط التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عرف اليوم الجمعة تنظيم أزيد من 100 مظاهرة في 52 مدينة مغربية، دعت إليها للأسبوع 25 على التوالي، منذ "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، تعبيرا عن "تواصل الدعم المغربي اللامشروط للشعب الفلسطيني (...) ورفض المغاربة للجرائم الإسرائيلية وتضامنهم مع سكان غزة الذين باتوا يعيشون أوضاعاً مأساوية ومزرية في ظل الحصار والتقتيل والتجويع (...) وشجبهم للصمت والتواطؤ الدولي والخذلان العربي الرسمي، وتجديدهم دعوتهم السلطات المغربية للتراجع عن اتفاقية التطبيع المشؤومة." وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عضو سكرتارية "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عبد الرحيم شيخي، إن "هذه المسيرة تنظم في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتتميز بصموده البطولي أمام حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني". وأضاف "من واجبنا في مثل هذه الظروف تصعيد الأشكال النضالية، إذ بعد الوقفات التي كانت تنظم كل يوم جمعة حولنا الوقفة إلى مسيرة ليلية، تضامنا مع ما يقع، خاصة مع تصاعد الأحداث في مستشفى الشفاء وفي رفح وغيرهما، وأيضا بمناسبة يوم الأرض، الذي يحتفي فيه الفلسطينيون بصمودهم من أجل استعادة كافة حقوقهم، سواء في أرضهم المغتصبة أو في عودة اللاجئين والأسرى". وختم شيخي تصريحه بالقول: "الشعب المغربي يعبر دوما عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني، وهذه المسيرة تطالب بإسقاط التطبيع وكافة الاتفاقيات مع هذا الكيان الإجرامي الغاصب". امحمد الهلالي، قيادي في حركة "التوحيد والإصلاح"، أوضح لهسبريس أن "هذه المسيرة جزء من حراك شعبي عربي وإسلامي أطلقه المجاهدون والمرابطون والمقاومون بأرض فلسطين"، بعد "خيانة النخب"، إذ "انطلق حراك لمناهضة الإبادة الجماعية المرتكبة في فلسطين"، كما "جئنا للاعتزاز برجال الضيف والسنوار ورجال المقاومة، ولنقول إن ما ذهب بالقوة لن يعود إلا بالقوة (...) وفي المغرب بالتوازي مع ما يجري في فلسطين جئنا لنسقط التطبيع، ونسقط سرديته، ونقول للخونة المرتبطين اليوم مع الكيان الصهيوني باتفاقات العار إنه آن أوان (...) طرد الصهاينة من أرض المغرب الأصيل". أما مصطفى المعتصم، أمين عام حزب البديل الحضاري، فقال في تصريحه لهسبريس إن المحتجين انتظموا "في مسيرة هذه الليلة الرمضانية، بالرغم من هذا الطقس، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولنصرخ من جديد: أوقفوا التطبيع. ولنقول للعالم: الشعب الفلسطيني ليس وحده. ولنقول للمنتظم الدولي: أوقفوا حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة أو في غزة." واسترسل قائلا: "هذه المسيرة تصرخ: لن نكون هنودَ حمرِ القرن الحادي والعشرين، فكفى من هذا التعامل المزدوج مع قضايا حقوق الإنسان، وكفى من التنكر للأعراف الدولية، وكفى من الصمت المريب. كما نقول للأنظمة العربية: كفاكم تخاذلا وتساهلا، وكفاكم تخلّيا عن إخوانكم الذين هم في حاجة اليوم إلى لقمة خبز، وإلى خيمة تُؤويهم من القر والحر، وإلى قرص دواء".