تعتزم مؤسسة الأزهر، وهي أكبر هيئة دينية في مصر، إطلاق قناة تلفزيونية مطلع شهر رمضان غشت المقبل، في محاولة منها "لمواجهة التشدد،" والترويج لمنهج الوسطية والاعتدال، وفقا لما أعلنته المؤسسة الأسبوع الماضي. "" ويقول القائمون على القناة، التي سيطلق عليها اسم "أزهري"، إنها تهدف إلى "تقديم فهم أفضل للإسلام للعالم، ومواجهة بعض المنابر الإسلامية التي تعرض طرحا متشددا." ويمول القناة عدد من رجال الأعمال، من بينهم يحيى البستاني المصري الجنسية، والليبي حسن طاطناكي، بالإضافة إلى خالد الجندي، وهو أحد علماء الأزهر، والذي يرأس مجلس إدارة القناة. وتلقت القناة تمويلا مبدئيا قيمته 15 مليون جنيه مصري (2.7 مليون دولار) من طاطناكي، الذي قدر النفقات السنوية لتشغيل القناة بنحو 2.5 مليون دولار. ونقل موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن الجندي قوله، إن "القناة ستتناول قضايا متصلة بالأحداث الجارية، مثل العولمة والاستنساخ وعلم الوراثة والتبرع بالأعضاء، لكنها لن تهاجم قرارات الحكومة أو تستغل لأسباب سياسية أخرى." وأضاف الجندي يقول، إن "هناك الكثير من القنوات تجاوز عددها 500 في ظل عدم وجود قناة للأزهر، وهو ما أدى إلى تضارب الفتوى، ونشر التطرف، واشتهار دعاة، بعضهم ليس له قيمة علمية." وستقدم القناة حديثا يوميا لشيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي، وأفلاما وثائقية تتعلق بالأزهر، وبرامج حوارية وسلسلة للرسوم المتحركة مستوحاة من القرآن. وأكد الجندي أن وجود القناة سيؤدي لنشر "سماحة الإسلام، والتصدي للأفكار الهدامة للوطن، وبيان دور الأزهر، وإيجاد مرجعية فتوى أزهرية، وإذاعة أنباء ومؤتمرات الأزهر، والتعاون مع جامعة الأزهر في دفع العملية التعليمية." لكن الجندي لم يخف وجود معوقات لإنشاء القناة، قائلا: "إن أهم المعوقات هو التشكيك في رسالة القناة ورموزها، والتدخل في الشؤون الفنية للقناة، كإجبارها على أسماء بعينها، ومنع أكفياء الدعاة من التعاون مع القناة." وفي العامين الماضيين انطلق عدد من القنوات الفضائية ذات المضمون الإسلامي، بعضها يموله أفراد، والآخر بتمويل منظمات ورجال أعمال، منها قناة الرسالة وتلفزيون المجد، وقناة العفاسي، و"طيبة" و"النور" وغيرها.