قتل خمسة أشخاص على الأقلّ من العائلة نفسها في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة النبطية جنوبيلبنان ليل الأربعاء، بحسب حصيلة جديدة أعلنها الخميس الإعلام الرسمي اللبناني، مشيرا إلى انتشال فتى حيًّا من تحت الأنقاض. وشهد جنوبلبنان وشمال إسرائيل تصعيدا داميا الأربعاء مع شن إسرائيل غارات جوية بعد مقتل جندية شمال الدولة العبرية جراء صاروخ أطلق من الجانب الآخر من الحدود. وأفاد الإعلام الرسمي وحزب الله عن مقتل عشرة أشخاص في الغارات الإسرائيلية، بينهم ثمانية مدنيين. وشكّلت هذه الضربات تصعيدا في مستوى التوتر عبر الحدود التي تشهد منذ أكثر من أربعة أشهر تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أنه "تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة حسين أحمد ضاهر برجاوي (...) وابنتَيه وشقيقته وابن ابنته (...) وتم نقلها إلى مستشفيات النبطية". وكانت الوكالة أفادت في وقت سابق بسقوط أربعة قتلى، وأشارت إلى أن البحث عن "جثماني زوجة برجاوي وابنة شقيقته" مازال مستمرًا، فيما "تم نقل صهر برجاوي وأكثر من ستة أشخاص جرحى إلى المستشفيات". وأضاف المصدر نفسه أن فرق الإسعاف والإغاثة تمكنت "بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حيًا بعد أكثر من أربع ساعات من البحث عن ناجين". وأوردت الوكالة أن "الاستهداف الذي نفذته مسيّرة (إسرائيلية) بصاروخ موجه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة" أحدث "أضرارًا جسيمة في المبنى المؤلف من ثلاثة طبقات"، وحذرت من أن المبنى أصبح "آيلًا للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة فيه"، فيما "تضررت الأبنية المجاورة والسيارات المركونة في الطريق وشبكتَا الكهرباء والهاتف". وقال مراسل وكالة فرانس برس في الموقع إن السلطات طوقت المنطقة. وطالت ضربات إسرائيلية الأربعاء بلدات عدة بينها الصوانة وعدشيت وصليا والشهابية، يبعد بعضها عن الحدود مسافات تصل إلى 25 كيلومتراً. وتوعّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين الأربعاء بأن "العدوان الذي حصل اليوم في الجنوباللبناني، واستشهد جراءه عدد من المدنيين والأطفال لا يمكن أن يمر دون رد". وجاءت الضربات بعد ساعات من القصف من الجانب اللبناني أدى إلى إصابة سبعة أشخاص في شمال إسرائيل، بحسب خدمة الإسعاف "نجمة داود الحمراء". ومنذ اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف. ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ومنذ بدء التصعيد، قتل 254 شخصا في لبنان بينهم 177 عنصرا من حزب الله و38 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.