ملايير صرفت على فنانين من أجل إنجاح مهرجان " محمد الماجدي موازين " في حين لو وظفها لمحاربة الفقر والتهميش لجزاه الله في الدنيا والآخرة . "" هل المغاربة في حاجة إلى مهرجانات واستضافة نجوم دولية من أجل أغنيتين لن يحلا قضايانا العالقة من تشغيل وسكن وتوفير على الأقل الخبز الحافي لكل مواطن, لن يحلا ورطة الأحزاب التي فقدت المصداقية وأصبحت قيمتها لا تساوي " بصلة " أمام تشبثها بالوجوه القديمة وشعارات النضال المحسوب على رجال دون غيرهم والشفوي وربطة العنق والتناوب على المناصب والحقائب وتهديد كل من قال كلمة حق واتهامه بالتيئيس والظلامية. فبالرجوع إلى القناتين المغربيتين سنتعرف مباشرة عن جمهور " موازين " فالأغلبية هم مراهقون ومراهقات , أعمار بين 12 و 19 سنة و يليهم نساء ورجال الأحياء المجاورة لمكان الحفل الذين فرض عليهم شعار " مجبر أخاك لا بطل" فأمام الأبواق من مكبر الصوت وتقنيات "الصونو ريزاسيون " الحديثة فكثير من الأسر لن تنام ففضلت مصاحبة أبنائها وليس رغبة في الفرجة إلا الناذر فلا حكم له. فالمغرب ما شاء الله غني بالمهرجانات وخاصة الاحتجاجية ففي كل يوم وقفات ترفع صوتها من أجل لقمة شريفة من أجل مسار كريم من أجل عدالة نزيهة ففي كل مدينة مسيرة وغناء الشعب يدمي القلب في غياب موسيقى الريكي والدجاز والشعبي وبعض أصوات المسخ والرذيلة والعري وهز الوسط والصدر. فأغاني الشعب التي لا تطرب بعض المسؤولين تقاوم بعصي وهراوات السلطة فيسقط حملة الشواهد العليا أمام البرلمان بغرفتيه وترى بعض المخازنية يصابون " بالسعر " لايعرفون الرحمة حتى مع النساء الحوامل لأن الفرق شاسع بين أغنية "ستيفي واندر " وبين " المجاز العاطل " فالأول سيعود بالدولار إلى وطنه والثاني سيعود إلى المستعجلات بعد كسر أطرافه وأضلعه أو بعد إغمائه. علاش كنضحكو على بعضنا ؟ ثلاثة ملايير سنتيم تخسر في مهرجان موازين علاش اعباد الله أليس في المغاربة رجل حكيم يقول اللهم إن هذا منكر فالمغرب يجلب مساعدات وديون أي أنه في حاجة لأموال تصرف على مشاريع كبرى تساعد المواطن في رفعه من الفقر والتهميش من الحياة الضنكى من الذل والعار من الحكرة وفي الأخير اللي حرثو الجمل دكو . ومهرجان هذا !!! خسران اموال الشعب وزادها بخسران أرواح ابنادم فبالله عليكم شكون هو " الستاتي " فمن المثقف والأديب والعالم والفقيه الذي سيتابع أغاني " الستاتي " مع الاحترام والتقدير فأنا لا أفقه في الطرب الذي يساير القرعة والكاس ؟ ومدير المهرجان نفسه لم يكن موجودا عندما وقعت الواقعة وحصل ما حصل حتى زهقت الأرواح واستقبلت المستشفى عددا كبيرا من الجرحى والمعطوبين وكان ختاما حزينا. نعرف مسبقا أن اللي معجبهمش الحال سيقول عنا أننا من دعاة " التيئيس و الظلامية " لكن ما نرغب في قوله أننا نحب المغرب والمغاربة لكن لا نحب العسكرة والسلطة الزائفة ولانرغب في اللاتكافؤ ولا نحب الكذب والافتراء ولا نرغب بيننا أهل الإفك والمحتالين والنصابين والمبذرين من إخوان الشياطين. المغرب للجميع وخيراته للجميع والملك للجميع. فحتى لا تفوت الفرصة أتقدم بالتعازي لكل عائلات الضحايا راجين من الله أن يرحم ويغفر وأن يلهمهم الصبر وإنا لله وإنا إليه راجعون.