نفى عمدة مدينة فاس حميد شباط أن تكون معركته التي أثارها بحق الزعيم الوطني المغربي الراحل المهدي بنبركة موجهة ضد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأكد أن هدفه كان إثارة النقاش حول مرحلة حساسة من تاريخ المغرب الحديث امتدت بين عامي 1955 و1959 لا أكثر ولا أقل، حيث لم يكن وقتها الاتحاد الاشتراكي قد تأسس ولا الشبيبة الاتحادية. وأعرب الكاتب للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعمدة مدينة فاس حميد شباط في تصريحات خاصة ل"قدس برس" عن الانزعاج الذي أبداه قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيال تساؤلاته عن دور المهدي بنبركة في بعض الاغتيالات التي جرت بين عامي 1955 و1959، وقال: "لم تنته الضجة التي أثيرت بسبب مطالبتي بتصحيح التاريخ وإظهار الحقيقة حول المرحلة التي مر بها المغرب بين عامي 1955 و1959، وهي بالمنسبة لم تكن معركة مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي لا أدري لماذا أقحم نفسه في الموضوع عنوة، ذلك أن هذا الحزب تأسس عام 1975 بينما المهدي بنبركة توفي عام 1965، وكان يومها زعيما في حزب الاستقلال ولم يكن هنالك حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي للأسف عمد إلى استغلال هذا الملف لأسباب انتخابية بحتة". واتهم شباط حزب الاتحاد الاشتراكي باستغلال الأموات سياسيا، وقال: "لقد درس الاشتراكيون أبناءهم على حساب قضية المهدي ودخلوا الحكومة عن طريق هذا الملف، وهذا أمر مغلوط، أنا أحترم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولكنني ضد استغلاله للأموات عندما يدعي بأن بنبركة كان اشتراكيا، وأستغرب حقيقة ما تضمنته الدعوى التي رفعتها الشبيبة الاتحادية والتي تقول فيها بأن بنبركة هو من أسسها عام 1956، بينما هي تأسست عام 1976، فهذا تحريف خطير للتاريخ". وأكد شباط أن معركته من أجل تبيان الحقيقة بشأن دور بنبركة في الاغتيالات التي عرفها المغرب في تلك المرحلة ليست معركة يقودها باسم حزب الاستقلال، وقال: "أنا مواطن مغربي أجدادي كانوا في المقاومة ومنهم من استشهد ومنهم من نجا، وأنا باحث عن الحقيقة، وعلى المؤرخين أن يظهروها، وأتكلم باسمي كحميد شباط وكمواطن من حقه أن يعرف تاريخ بلاده". ونفى شباط الأنباء التي تحدثت عن وجود جفوة بينه وبين زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي على خلفية إثارته لقضية المهدي بنبركة، وقال: "الحديث عن وجود جفاء بيني وبين زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي كلام يروجه الاتحاد الاشتراكي، وهو كلام غير صحيح على الإطلاق، أنا أحترم الأمين العام لحزب الاستقلال، وحزب الاستقلال لازال يحافظ على الأبوية وعلى مرجعيته الاسلامية الوسطية المعتدلة، المتمثل في الإسلام الحقيقي، ولا يمكن لي أن أخالف الأمين العام للحزب، وأنا من مسانديه ومعميه كاستقلالي وكنقابي". وكشف شباط النقاب عن أنه دشن موقعا إلكترونيا خاصا به تحت اسم "شباط أون لاين" لمتابعة الآداء الجماعي والبرلماني والنقابي وتقديم تاريخ فاس كمدينة التي احتفلت العام الماضي بمرور 12 قرنا على تأسيسها، حيث يحتوي الموقع على فيلم وثائقي عن مدينة فاس، وسيكون مكانا لحوار مباشر بين حميد شباط ومتساكني فاس، فهو أسلوب جديد للحوار والتواصل، كما قال. على صعيد آخر سألت "قدس برس" عمدة فاس عما إذا كانت المرجعية الإسلامية لحزب الاستقلال مدخلا لتحالف مع حزب العدالة والتنمية الذي ينطلق أيضا من مرجعية إسلامية، قال شباط: "الفرق بيننا وبين حزب العدالة والتنمية شاسع جدا، فحزب العدالة والتنمية يستغل الدين بينما حزب الاستقلال يدعم الدين. لقد مددت يدي منذ سنوات لحزب العدالة والتنمية ولكن كانت تجربة فاشلة، وأعتقد أن بعض الاشخاص المتنفذين في حزب العدالة والتنمية يتحركون خارج المرجعية الاسلامية، اختلط عليهم الأمر بين الدين والسياسة، فأغلبهم تربى في اليسار، وأنا الآن بصدد قراءة كتاب جديد بعنوان "الجالية اليسارية المقيمة بحزب العدالة والتنمية"، ولذلك لن نمد يدنا مرة أخرى لحزب العدالة والتنمية"، على حد تعبيره.