تحت شعار "المأكولات المغربية والتراث"،تستضيف العاصمة السعودية الرياض من 19 إلى 29 ماي الجاري ، مهرجانا حول المطبخ المغربي، سيتم خلاله تقديم ما لذ وطاب من الأطباق المغربية الشهية، التي نضجت على نار الحضارة الهادئة مايزيد عن 2000 سنة حسب المؤرخين؟ وان كنا نعتقد جازمين أن أصول المطبخ المغربي تمتد إلى أبعد من ذلك، بالنظر لأصوله الأمازيغية العميقة. "" أطباق هي وجه حضاري وبطاقة هوية ثقافية متوسطية، افريقية، يهودية، أندلسية و عربية. على اعتبار تاريخ المغرب هو محصلة الأصلي والأولي ثقافيا في تفاعله الجدلي مع التيارات الثقافية القادمة من شتى الاتجاهات،واختلاف أزمتنها، إضافة إلى ترابه الخصب الغني الذي كان منذ الأزل يجود بتنوع كبير من المنتجات الفلاحية، ووفرة في المكونات من خضر وفواكه وثروة سمكية وحيوانية، ناهيك عن الحديث عن الإنسان المغربي المجبول بطبعه على الإيثار وإكرام مثوى الضيف. وحسب المتخصصين في فن الذواقة " Gastronomie " فان العوامل السالفة تعد حاسمة في تطور فنون المطبخ لأمة من الأمم، وكفيلة بتحديد العلاقة بين الثقافة والغذاء. فصل المقال في ما بين التغذية والثقافة من اتصال: "أخبرني ماذا تأكل أقول لك من أنت" إن الدلالة الرمزية لأنماط المأكولات، تشي بطبيعة المغرب بطبيعة الإنسان فيه وبخصوصياته الثقافية والتراثية ومؤهلاته الطبيعية والسياحية التي تتميز بتنوعها وغناها بل قد تترجم التاريخ مختزلة مكوناته في طابق حلوى أو صحن خضار ولحم. في السعودية وعلاوة على اعتبارها من بين الدول الغنية وعلى اعتبار ان 45% من الرجال و 52% من النساء يعانون من السمنة، قد يجد المطبخ المغربي مرتعا خصبا، وحماية من اندثار هذا التنوع الغذائي ، الذي لم يعد في وسع المواطن المغربي الحفاظ عليه، باعتبار ان شح المداخيل وانخفاض مستوى المعيشة والغلاء، وكلها عوامل أساسية في اندثار ثقافة الغذاء. [email protected]