تبدو الصورة قاتمة فقد بيع كل شيء كما قال المفكر المغربي المهدي المنجرة، بيعت الأرض و الزرع ولكن ماذا تبقى؟ الإنسان المغربي الذي ينسجم مع مشاكله اليومية مقاتلا شرسا مع القوت اليومي ،،، الحياة الصعبة بصيغتها المغربية ،،، هجرة بشتى ألوانها حتى الحلزون المغربي يرحل إلى ديار الغربة ،،، الحياة لا تستقيم إلا على هذا النسق الأسطوري ، صراع الجبابرة و الفقراء حتى لم تعد للفظة صراع أية فحوى، هبة الدولة مواطنيها فهل ينعم المواطن المغربي بهذه الهيبة ؛ هيبة الأرض و الطبيعة ؛ فهل نبخس هذه القيمة كذلك بوصف المغاربة جملة وتفصيلا بالشعب المتسخ ؟؟؟ لا أظن ولكنها صيغة مجازية في وصف حالة التدني التي تشهدها البلاد و يكتوي بويلاتها العباد، فقد أصبحت المرأة المغربية كتخلع بمحاولة البعض رسم تلك الصورة القاتمة عن تلك الإنسانة الرقيقة التي ربت و علمت وأطرت و ناضلت في كل الجبهات ؛ هي المرأة المغربية بشجاعتها ضد المستعمر و ضد الأفاقين و المخادعين و ضد الجوع و القهر ، لماذا يحاول البعض فرض أحكامه المسبقة بدون أن تواتيه الشجاعة بالقول بأن العهارة و التعهر السياسي يفضي إلى كل ما يفضي إليه ،،، ألم يكن المفكر المهدي المنجرة على صواب بأن كل شيء قد بيع في سوق النخاسة، كيف يفكر المغاربة في الزمن المغربي و كيف يستشرفون المستقبل القريب؟، هل العيون المغربية قادرة بأن تلملم أشلاءها لتعيد الهيبة المغربية في صورة معركة وادي المخازن ولو بصيغة مجازية ؟؟ في اسبانيا يحتفلون بالفلسفة الإسبانية و بإلإنسان الإسباني، ألايستظيع المغاربة فعل نفس الشيء من أجل إعادة الثقة في أن الأرض المغربية تصلح للزرع و النبث ،،، ما تبقى للمغاربة هو هذا الأمل الرحب في أن الأرض التي أنجبت عبدالكريم الخطابي تظل معطأة وأن سماءها بكل ما تحبل به ستمطر يوما ربيعا مغربيا يانعا، أعيدوا رسم البسمة على كل الشفاه ولا تنسوا أبدا أن مغرب التعايش و التسامح و القيم المغربية الكبيرة و الكريمة سيظل قائما مادام في القلب وطن يسمى المغرب، تحية إلى عشاق هذا الوطن الحبيب... ""