وأنت تشاهد مجموعة من الأفلام الأمريكية لا يسعك إلا إن تقول أن هذه الأخيرة عالم مستقل بذاته تسكنه كائنات فضائية لا نعلمها. "" وكثيرا ما نسمع عن العرب و المسلمين في الإعلام الأمريكي الذي يؤكد نظرة واحدة راسخة هي إن العرب والمسلمين همجيين إرهابيين و غير متحضرين. خاصة من يقاوم في العراق فلسطينإيران و أفغانستان . ليس هذا فقط فالإعلام الأمريكي لا يكتفي بالترويج لهذه الشائعات بل يتجاوزها لتأصيلها. وما خير دليل على ذلك إلا كثرة الأفلام المهتمة بهذا الموضوع و التي تصور الإسلامي على انه إنسان غير متحضر و يحل جميع مشاكله بالعنف . لم ينتبه المسلمون و العرب لهذه الظاهرة و إنما ظلوا متعايشين معها لكن مع تطور هذه الشائعات كان لابد من وقفة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر التي جعلت الشعب الأمريكي يصدق ما لم يكن يصدقه سابقا و بالتالي دعمه لكل الخطوات بوش الهادفة بالأساس إلى التدمير و الاستعمار . لقد حاول كاتب أمريكي أن يعالج هذه الظاهرة و ألف كتابا ووثائقيا انطلاقا من مشاهدته لأزيد من 100 فيلم . في هذا المنحى فلاحظ أن هذه الأخيرة لم تكن واقعية و إنما حاولت تجسيد نمط معين من الأفكار المسبقة حول العرب والمسلمين لدى الشعب الأمريكي . والأطفال لم يسلموا من التنميط من خلال الرسوم المتحركة التي تجسد ادوار العنف و السيف كرمزية للقتل والنهب لدى العرب . تساؤل الكاتب الأمريكي في الأخير حول صمت العرب و طالبهم بالصراخ و استنكار هذه الأفكار الخاطئة التي تؤثر في المنحى العام لحياة العرب من خلال اعتبار أغلبهم إرهابيين و كل إسلامي يساوي إرهابي . إن توظيف الإعلام في تنميط الشعب و التحكم في قراراته ليست وليدة اللحظة و إنما تاريخها طويل خاصة مع و.م.أ .التي تحاول الدفاع عن مصالحها بحشد الشعب و راء قراراتها . لكننا نتساءل ما جدوى استعمال إعلامنا لتنميط الشعب و خلق الشعب المهادن الذي لا يملك مقومات النقد و التحليل في عالم تحكمه السياسة وبث روح الهزيمة ، والتغريب ونبذ كل سلوك للمقاومة و الدفاع عن الوطن من الفاسدين و المفسدين ،وترسيخ ثقافة الذل والعار وعقدة الأجنبي. هكذا ومع الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في التأثير عن الرأي العام كان لابد من انتفاضة على مستوى الوعي و التأطير ليس فقط من اجل تحصين بلادنا من الاستعمار بشتى أنواعه بل ليكون إعلامنا في مستوى الحدث لتوعية الشعب و ليس لتنميطه .