قريبا ستخرج العفاريت والمردة من قماقمها ومصابيحها التي نامت فيها واختفت فيها طويلا حتى تحنطت ،ولكن حين يحين موعد خروجها وتفركها السلطات ،ستمثل لك ملائكة طاهرة طيبة تسعى لخدماتك وتلبية طلباتك ،تتأسف وتعتذر عن مافات وتعد بالأحسن والتعويض في ماهو آت . "" ستكون حينها عزيزي المواطن أهم شيء في المغرب (مؤقتا) كلهم يسعون لكسب ودك ،وصوتك المبحوح أصلا من كثرة صمته عن المطالبة بحقه وركونه للاستسلام بين الفكين . لكنه الآن ومعه أنت يتمنونه أكثر مما تتمنى أي مغنية أن يكوم صوتها مهما وجميلا. فأنت تملك صوتك لكنك لا تملك قرارك. يدفعون ثمن صوتك ليشتروا صمتك. الكل يريد تصويتك وصوتك. سميرة البلوي تريد توصيتك في طوب طرب. عماد النتيفي أو غيره يريد تصويتك في استوديو دوزيم. تهامي الغرفي يريد تصويتك في تشالنجر. ياسين زيزي يريد تصويتك في كوميديا وللا لعروسة والقدم الذهبي. بنموسى يريد تصويتك في مهرجان السحرة والسحرة يوم 12 يونيو. لاحظ الرابط المشترك الذي مازال بين أي الإعلام والداخلية. أما حين تريد أن تجهر بصوتك، يطلق بنموسى عصاه تسعى على جسدك. وحين تريد إسماع صوتك فهم صم بكم عمى و أنانيون. قريبا ستكتشف أن المغرب لم يتأثر بالأزمة المالية ،حين ستعاين الأموال تصرف سفها وتبذيرا في مسرحية تدور فصولها أمامك، حينها ستتسأل من أين تأتي هذه الأموال، وإلى أين ستذهب،وستتسأل الدولة لديها فقط أموالا تدعم بها الأحزاب والسينما والأغنية والشركات المقربة وهي قطاعات لم تنفع المغرب في شيء ،في حين يمن علينا وزير الاقتصاد بأن البوطة الكبيرة بمائة درهم ،تدفع الدولة 60 درهما لدعمها،وكأنها تعطي من جيبها لربيبها. ستخرج الكراكيز لتؤدي أدوارا لاتتقنها إلا بمقدار تحركها المرهون بالخيوط الموصولة باليد التي تتلاعب بها ،فالداخلية تريد للكركوز أن يفوز. وأن يمثلها في المجالس لا أن يمثل المواطن الذي انتخبه. ستخرج الثعالب التي تظهر وتختفي من جحورها،ناشرة انفلونزا الثعالب بين المواطنين ،متجاوزة انفلونزا الخنازير إلى انفلونزا الحناجر بين المؤيدين. فضع عزيزي القناع الواقي في وجهك كله وليست فقط الكمامات على فمك وأنفك ،والأنفع أن تعرف أن الوقاية خير من العلاج . سيخرجون وحول كل واحد منهم جوقة من المتملقين وشهود الزور و أصحاب الشخصيات الضعيفة،ومن منعدمي المباديء والمنافقين المتقلبين بين الأحزاب والمترشحين ، كلهم سيتحولون إلى أطباء تجميل ونكافات يزينون ويجملون وجه مرشحهم مهما بلغت به البشاعة والقبح وظهرت سيماهم في وجوههم. سيركبونك عزيزي حافلة مع بعض المواطنين ليروكم بعض المنجزات الباهرة قامت بها الجماعات ، فالحديقة الجماعة هي التي أقامتها،والطريق الجماعة هي التي شقتها، والمكتبة الجماعة هي التي فتحتها وزيد زيد (حين لم تجد ما تستشهد به)، والجماعة هي التي أدخلت الماء والكهرباء ،لتدفعي أختي القروية ثمن الماء والكهرباء ومعهما ضريبة تلفزة جافة ومكهربة ،مع أن هذه الأمور هي أولى أولويات أي جماعة ، ومن أهم البنيات التحتية ويجب أن يكون الحديث عنها متجاوزا ومفروغا منه ،وهناك الأهم لم يتحقق في بلاد حصلت على استقلالها منذ ستين سنة. ومادام نفس السيناريو يتكرر ونفس الأدوار تلعب ،أما كيف كنا وكيف ولينا ،فلا أيتها الوالدة كما كنا مازلنا وزيد وزيد . مادام آلية المتابعة والمراقبة معطلة أو متلكئة أو متواطئة ،فلا حساب ولاعقاب،فقط تناوب التناوب أحيانا أتسأل كيف لايسمح للمهاجرين في المشاركة في الانتخابات ،وكأنهم أجانب بينما شؤون البلاد يديرها أشخاص يحملون جنسيات أجنبية ،ورغم ذلك تجدهم على رؤوس الوزرارات ودوائر صنع القرار يعيشون في شعر تلك الرؤوس ،لكني أجد الجواب في أن الدولة تعلم أن المهاجرين يعايشون في البلاد الديموقراطية انتخابات حقيقية ويدركون الفرق بين هنا وهنالك ،وهي لاتريد إضافةنسبةعزوفهم إلى النسب المؤكدة تتذكر عزيزي المواطن عندما رمى الصحفي منتظر الزايدي الرئيس الامريكي بوش بحذائه ،عندها أحيا ثقافة الاحتجاج بالحذاء،رغم انتقاد بعض حفاة الأقلام من الصحفيين والكتاب من اللذين يتطاولون في بناء الأعمدة في الصحف والمواقع الالكترونية،رفعت بعدها الأحذية في المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة في مختلف المعمور ، ومؤخرا تعرض بعض المترشحون في الانتخابات الهندية للرشق بالأحذية ولم يسلم منه حتى رئيس الوزراء، مما دفعهم للاستعانة بالسياجات أو الزجاج درءا لحذاء قد يصيب هدفه. السلطات في المغرب تتوقع مشاركة ضعيفة في الانتخابات وتتحسب لتطاير الأحذية أثناء الحملة الانتخابية،لهذا قد تسن قوانينا وقدتقوم بإجراءات احترازية لحفظ المردة والعفاريت من من أحذية بعضها أغلى منهم. ولهذا كان مرشح حزب الاستقلال في فاس حذرا وذكيا،حين قام بحملته الانتخابية في المسجد حيث الأقدام حافية والأحذية بعيدة عن المتناول. وياحبذا لو استغنى المترشحون عن القيام بحملاتهم السخيفة والمكلفة والتي تزيد في تعميق الفوارق والاحتكاكات ،وتركوا الأمور تمشي بشكل طبيعي،كما مرسوم لها. أو قاموا بها عبر الأقمار الاصطناعية بعيدا عن وجود جماهير لم تعد تستسيغ وجوها وكلاما مكررا وخشبيا ممزوج بالكذب والنفاق والتملق. أو تكون منصات الخطابة أعلى من مستوى مقاعد الجماهير بحيث لاتصل إليها الأحذية ، أو تقام في الحمامات والمسابح. وياليت وزارة الداخلية ألزمت كل مترشح بجهاز كشف الكذب متنقل ينتقل معه. فمنا من سيتذكر أنه في إحدى الحملات حصل على فردة بلغة على أن يحصل على الفردة الثانية بعد فوز المرشح،لكنه فاز واختفى أو لم يفز وبقيت الفردة يتيمة،الآن جاء الوقت ليردها لصاحبها إن عاد هو أو لمن يشبهه في طريقته. كلهم يدعون خدمة الصالح العام ليعوموا فيه. لاأحد يدعوك لتضرب أحدا بحذائك،لكن اضرب كلامهم بعرض الحائط،فغدا سيبنون بينك وبينهم حائط برلين ،يفصل بين معسكر المغفلين ومعسكر الانتهازيين شخصيا سأصوت على حذائي بكل نزاهة وشفافية،فهو على الأقل يوصلني إلى حيث أريد ،ولن أصوت على أحدهم لأوصله إلى حيث يريد عزيزي ستشاهد وتشارك في مسرحية شبيهة بمسرحية بنات للا منانة،في الأخير ستخرج لك وزارة الداخلية لتقول لك ،أن هي أمهم. وبما أن الانتخابات يوم الجمعة المباركة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أننا لانوليها من يرغب فيها،ويقال قبل خطبة الجمعة من لغا فلا جمعة له،ويقال في خطاب الجماعة من صوّت فلا جماعة له...انصتوا يرحمكم الله. [email protected]