تعتبر بورتو ثاني أكبر مدينة في البرتغال، وتشتهر بمناخها المعتدل وتزخر بالعديد من المعالم التاريخية والكنوز الطبيعية. وتقدم بورتو للسياح فرصة رائعة لاستكشاف الشوارع الضيقة والمباني العتيقة، التي تعود إلى القرون الوسطى، بالإضافة إلى الكثير من الموانئ والمتاحف والمعارض الفنية. تطورت مدينة بورتو منذ مطلع الألفية وتحولت من قلعة صناعية سابقة إلى واجهة سياحية جذابة. وأوضح المرشد السياحي جواو دوارتي فييرا قائلا: "لقد عايشت هذا التغيير الجذري بنفسي، وتحولت بورتو إلى مدينة أكثر إشراقا". وفيما يلي يقدم المرشد السياحي أهم 8 معالم سياحية يمكن للسياح الاستمتاع بها عند زيارة بورتو. رحلة بالقارب: تعتبر رحلة القارب على نهر دويرو لمدة 50 دقيقة من العناصر التقليدية لأي برنامج سياحي في بورتو. وخلال هذه الرحلة يبتعد السياح عن البلدة القديمة، التي تشبه قطع الليجو الملونة، وتمر الرحلة تحت الجسور، وتظهر النباتات على ضفاف النهر، وتحوم طيور النورس من فوق القوارب العائمة على صفحة النهر. وبعد فترة من الوقت يبتعد القارب عن مصب النهر في المحيط الأطلنطي وترفرف طيور الغاق فوق المياه، ويشاهد السياح أيضا الترام، الذي ينطلق بمحاذاة ضفة النهر، كما تظهر واجهات المنازل منهارة في بعض الأماكن، وهو ما يكشف عن الأعمال الكثيرة، التي يجب القيام بها للتنسيق الحضاري في المدينة. متحف كورك: كرست المنطقة الثقافية الرائدة، عالم النبيذ "وورلد أوف واين" (World of Wine)، المعروفة اختصارا باسم "WOW"، متحفها الخاص لأفضل منتج في البرتغال؛ ألا وهو الفلين، ولا تقتصر أهمية هذا المنتج، الذي يتم تقشيره يدويا من أشجار الفلين كل تسع سنوات، على استعماله في تصنيع أغطية زجاجات النبيذ أو الشمبانيا، ولكن يعرض متحف "بلانيت كورك" الاستخدامات المتنوعة للفلين، سواء كانت مواد عازلة أو أجهزة رياضية أو حتى الحقائب الجلدية المصنوعة من الفلين. مكتبة ليلو: تعتبر مكتبة ليلو من أشهر وأجمل المكتبات في العالم، وغالبا ما تظهر الطوابير الطويلة أمام مدخلها، ولم تشكل رسوم الدخول، التي تبلغ 8 يورو، أي تأثير للحد من الإقبال عليها. ولا تزال روعة وأناقة التصميم الداخلي والديكورات، التي ترجع إلى بداية القرن العشرين، ظاهرة بوضوح في هذه المكتبة العريقة، ويمثل الدرج المنحني بنقوش الزهور المنتشرة به أهم قطعة فنية في هذه المكتبة، بالإضافة إلى الفوانيس المعلقة والدرابزين. وأوضحت آنا تيكسيرا، الموظفة بالمكتبة، قائلة: "يعتقد معظم الناس أن هذه المعروضات مصنوعة من الخشب، ولكنها في واقع الأمر مصنوعة من الجص المطلي بأشكال تحاكي الخشب". برج كليريجوس: يتيح برج كليريجوس للسياح إمكانية الاستمتاع بإطلالة بانورامية 360 على مدينة بورتو، ويعتبر من أبرز المعالم التاريخية في بورتو، ويبلغ ارتفاع البرج المشيد على الطراز الباروكي 75 مترا، ويبدو بمثابة حارس للمدينة، وكان يتم استغلال هذا البرج في الماضي للإعلان عن وصول السفن التجارية، ولكنه اليوم يوفر فرصة للاستمتاع بالمناظر البانورامية. متحف الفنون سيرالفيس: شيد المهندس المعماري البرتغالي "ألفارو سيزا فييرا" الشهير هذا المتحف البديع، وهو عبارة عن مجموعة من الممرات الطويلة والقاعات والنوافذ، التي تطل على المناطق الخضراء، وقد وصلت التصميمات المتماثلة وغير المتماثلة في هذا المتحف إلى أقصى حد لها. ويشهد هذا المتحف إقامة العديد من المعارض المؤقتة للفن الحديث والمعاصر، كما تنتشر المنحوتات الرائعة لتزيين الحدائق الواسعة بشكل دائم، بما في ذلك إبداعات ريتشارد سيرا وكلايس أولدنبورج، علاوة على وجود العديد من الأعمال الرائعة للفنان الإسباني خوان ميرو في معرض "آرت ديكو هاوس" في الحديقة. كنيسة الأوراق الذهبية: تعتبر كنيسة "إيجريجا دي ساو فرانسيسكو" من أهم المعالم القوطية في مدينة بورتو، ولم يكن هناك شيء أغلى أو أكثر تعقيدا من هذه الكنيسة لتحويلها إلى الطراز الباروكي بعد قرون من إنشائها. وتمتاز المنحوتات الخشبية بأنها مغطاة بحوالي 500 كيلوغرام من أوراق الذهب. وأوضح المرشد السياحي جواو دوارتي فييرا بعض المعلومات حول أصل هذه الكنوز وكيفية استغلالها بقوله: "لم تأت هذه الكنوز من البرتغال، ولكنها كانت مستمدة من المستعمرة البرازيلية". البلاط المزخرف: يعتبر البلاط المزخرف، المعروف باسم "أزوليجوس"، من أهم المعالم التي تمتاز بها البرتغال، وعادة ما يتم استعماله لتزيين القصور والأديرة والساحات والنوافير والسلالم والمنازل، وتظهر عليه رسومات بأشكال وزخارف هندسية أو نباتية أو أشكال متنوعة. ويمكن للسياح مشاهدة ذروة هذا الفن في بهو محطة القطار "ساو بينتو" في بورتو، وقد تصل هذه الزخارف إلى السقف، ويمكن للسياح مشاهدة المناظر التاريخية والشعبية مثل الكتب المصورة، ويمكن الدخول إليها مجانا ولا تقتصر على المسافرين بالقطار فقط. رحلة التليفريك: ينعم السياح برحلة قصيرة بواسطة التليفريك، ولكنها مكثفة على ضفة "فيلا نوفا دي جايا" حيث يمكن مشاهدة مدينة بورتو من منظور مختلف، إذ يظهر نهر دويرو المتلألئ والأسطح المبلطة والكاتدرائية والقاعات المقدسة.