قال أحمد الطلحي، رئيس لجنة التعمير والبيئة بجماعة طنجة، إن مشروع التلفريك المزمع تنفيذه مستقبلا بمدينة طنجة "قد يكون عقبة في وجه تصنيف المدينة كتراث عالمي، بل إنه سيحرمها بشكل نهائي من هذه الإمكانية". وأورد الطلحي، في تصريح خصّ به هسبريس، أن ملاحظات فريق خبراء اليونسكو، الذي زار المدينة ثلاث مرات في إطار إعداد ملف ترشيح طنجة لتصنيفها تراثا عالميا، "كانت كثيرة؛ لكن يمكن تجاوزها، بينما كانت هناك ثلاث ملاحظات أساسية وحاسمة". الملاحظة الأولى، وفق المتحدث، همّت ضرورة العناية بالبنايات التاريخية والمواقع التي تم تقييدها كتراث وطني، حيث سجلت اللجنة ملاحظات تقنية خصوصا على الكيفية التي جرت بها تهيئة موقع "فيلا هاريس"، المصنف كتراث وطني، حيث اعتبروا أن التدخل الذي حدث "لم يكن موفقا". وزاد الطلحي موردا الملاحظة الثانية والتي همت المشاريع المستقبلية، سواء منها ما تم الترخيص له وما لم يتم بعد، بخليج طنجة، حيث اعتبرت اللجنة أن "أي تغيير في معالم خليج طنجة يعني رفض ملف الترشيح". الملاحظة الثالثة للجنة ركزت على مكان محدد، وكان هو "ساحة فارو" الشهيرة ب"سور المعكازين"، والتي تتميز بزاوية النظر 180 درجة، حيث يمكّن المكان من مشاهدة خليج طنجة، إسبانيا، الميناء والمنار، حيث تم تصنيفها منذ 1947، هي وزاوية حجرة سيدي عمرو، في قرار واحد، باعتبارهما أول زاوية نظر تم تصنيفها في عداد التراث الوطني في المغرب ككل". واعتبرت اللجنة، وفق ما أورد الطلحي دائما، أن مشروع خط التلفريك الذي يفترض أن يربط بين الميناء وساحة فارو "سيؤثر على هذه الزاوية سلبا، وبالتالي فإن تنفيذه يعني أننا لن نحلم أبدا بتصنيف مدينة طنجة تراثا عالميا"، بتعبير المتحدث. وذكّر الطلحي في حديثه بأن اللجنة المشرفة على ملف طنجة، المكونة من ممثلين لمجموعة من المؤسسات المدنية والعمومية، كانت قد اختارت عن طواعية معيار "المشهد الحضري" ليتم اعتماده كمعيار أساسي لترشيح طنجة كتراث عالمي؛ من بين 10 معايير معتمدة لدى اليونسكو، 6 تراثية ثقافية والأربعة الأخرى طبيعية. وختم المتحدث أن معيار "المشهد الحضري" هو واحد من بين المعايير الستة التراثية الثقافية، "وخبراء اليونسكو اتفقوا معنا على هذا الأمر بعد زيارة عدة مواقع لمدينة، حيث وقفوا على مشاهد بانورامية مهمة جدا، هي أهم ما هو موجود، إضافة إلى المواقع التاريخية طبعا". حري بالذكر أن مشروع التلفريك، وفق الموقع الرسمي ل"طنجة مارينا باي"، جاء "من أجل خلق حلقة وصل مباشرة وتسهيل الولوج إلى وسط المدينة والميناء الترفيهي وميناء الصيد الجديد والقصبة، ويعتبر هذا المشروع مبتكرا في مجال البيئة؛ لأنه الأول من نوعه في المغرب". ويضيف المصدر ذاته أن التلفريك "يحترم البيئة؛ لأنه يسهم في عدم استخدام وسائل النقل التقليدية، مع السماح للسياح بالاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة العتيقة والميناء الترفيهي والخليج. ويعتبر التلفريك وسيلة النقل الأولى غير الملوثة للبيئة التي تستخدم في المغرب. وسيتألف هذا التلفريك من 90 مقصورة تتسع ل10-12 راكبا. ويمكن ل2800 شخص أن يستخدموه على رأس كل ساعة، وعليه سيصل عدد مستخدميه إلى 32000 راكب يوميا". وتبلغ المسافة الإجمالية للرحلة، وفق المصدر ذاته، 1882 مترا، "وسيتم تقسيمها على ثلاث مراحل. وسيتوفر التلفريك على أربع محطات وهي محطة ساحة فارو؛ محطة شارع محمد السادس؛ محطة باحة المسجد؛ وأخيرا محطة القصبة". كما سيشمل المسار 17 برجا يتراوح طولها ما بين 30 و50 مترا، وتتناسب تماما مع جغرافية مدينة طنجة، وفق المصدر عينه دائما.