لم أجد من عنوان مناسب يليق بمقالتي المتواضعة هذه عدا هذا الدعاء "اللهم كثر أبواق الكابرانات!" الذي أتمنى صادقا أن يكون دعاء مستجابا بإذنه تعالى، حتى يعلم البعيد قبل القريب مقدار الحقد الدفين الذي يكنه للمغرب حكام قصر المرادية في الجزائر من "كابرانات" العسكر، ويكتشف الجمهور الرياضي الواسع عبر العالم مدى انتهازية بعض المعلقين الرياضيين الفاقدين للحس الرياضي السليم والروح الرياضية العالية. فالعنوان أعلاه مستلهم من دعاء سابق لعاهل البلاد القائد الملهم محمد السادس في خطاب له بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية الجديدة في أكتوبر 2014، حيث قال: "اللهم كثر حسادنا" معتبرا أن كثرة الحساد تعني كثرة المنجزات والخيرات، أما من لا يملك شيئا، فليس له ما يحسد عليه". ولأن الجزائر لم تعد تملك شيئا في عهد الطغمة العسكرية الفاسدة، فإنها تحرص على الإكثار من الأبواق في ظل إفلاس الإعلام الرسمي، الذي لم يعد قادرا على تحقيق الأهداف المرسومة له في مهاجمة المغرب أمام كم الانتصارات الدبلوماسية والرياضية التي لم يفتأ يراكمها بفضل السياسة الملكية الرشيدة. ولما ارتأى "الكابرانات" أن بوقهم الكبير "حفيظ دراجي" طاله الصدأ وأصبح عاجزا عن مجاراة المغاربة في تحليلاتهم وإقناع متتبعيه بترهاته، كان لا بد لهم من البحث له عمن يشد أزره ويسند ظهره، فلم يجدوا سوى لخضر بريش المعلق الرياضي الذي لفظته قنوات "بي إن سبورت" الرياضية القطرية. وهو الذي كان إلى وقت قريب يعد من مقدمي البرامج الرياضية المتزنين والنزهاء، خلافا لأزلام شنقريحة الباحثين عن فتات موائد "الكابرانات"، إذ سرعان ما سلب بريق دولارات الغاز والبترول لبه وأفقده توازنه، ليهرول في اتجاه جوقة لاعقي أحذية أولياء نعمتهم من العساكر العجزة. فكيف يا ترى ل"لخضر بريش" أن يكسب عطف "الكابرانات" وينال رضاهم؟ ودون كبير عناء تبين له أن ليس هناك من وسيلة للتسلل إلى قلب قائد العصابة الحاكمة سوى أن يسير على خطى البوق دراجي في مهاجمة كل ما هو مغربي والإشادة بالجزائر وأنديتها ومنتخباتها الرياضية، حيث أنه سكت دهرا ونطقا كفرا عندما استضافته قناة "الشرور" الناطقة باسم النظام الجزائري، إذ على العكس من الإشادة الواسعة التي حظي به المنتخب الوطني المغربي ليس فقط من الأقطار العربية والإفريقية، بل كذلك من جميع بلدان العالم على الإنجاز التاريخي غير المسبوق ببلوغه نصف نهائي كأس العالم، فضلا عما قدمه من صورة حضارية تجاوزت عالم الكرة المستديرة، أبى الرجل إلا أن يفجر بركان حقده وكراهيته على المنتخب المغربي، متهما إياه باستخدام ما وصفه ب"الكواليس" لبلوغ بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمتها دولة قطر في الفترة الممتدة ما بين 20 نونبر و18 دجنبر 2022، قبل أن يضيف بأنه مازال إلى اليوم غير قادر على استيعاب إقصاء منتخب بلاده الجزائر من قبل المنتخب الكاميروني، مدعيا أنه كان بإمكانه الذهاب بعيدا في البطولة أفضل من منتخب "الجيران" والمقصود هنا ليس سوى منتخب "أسود الأطلس". والطامة الكبرى أن هذا "لخضر" لم يكتف بتلك الهلوسة، بل زاد قائلا بمناسبة فوز منتخب المغربي الأولمبي بلقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم تحت 23 سنة إثر تغلبه على نظيره المصري حامل لقب النسخة الماضية، بحصة (2/1) يوم السبت 8 يوليوز 2023 بالمركب الرياضي "الأمير مولاي عبد الله" في العاصمة المغربية الرباط، بأن "أسهل بطولة إفريقية للشباب، هي تلك التي نظمها 'المروك'، ولو أن منتخبنا شارك فيها لكان هو المتوج بها، ولكنا أيضا أبرز المرشحين للفوز بالأولمبياد بفرنسا، لكن لعبة 'الكواليس' حرمتنا من مشاهدة تألق شباب منتخب الشهداء" فأي ذبابة هذه التي لسعت "أبواق الكابرانات" خلال هذه السنوات؟ نسأل الله الشفاء العاجل لأشقائنا من مرضى داء "المروك" الذي أفقدهم لذة النوم. وهي التصريحات التي أثار بعضها ردود فعل غاضبة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تأسفوا للمستوى الضحل الذي أبان عنه الرجل، الذي كان في ما قبل أثناء عمله مذيعا ومقدم برامج رياضية بقنوات "بي إن سبورت" الرياضية القطرية يحظى بكثير من الاحترام والإشادة لدى الجماهير الرياضية المغربية. فيما أثار البعض الآخر من مهاتراته موجة من السخرية، وخاصة عندما لم يجد أدنى حرج في تشبيه فريق مولودية الجزائر بفريق "البارصا" الإسباني. ودون الاستمرار في الكشف عن غباء بعض الإعلاميين الجزائريين المأجورين، يمكن القول بأن نظام "الكابرانات" لم ينجح في شيء أكثر مما نجح في صناعة نماذج من "الأبواق الإعلامية" القادرة في نظرهم على الترويج للوهم في مجال كرة القدم كما في المجال السياسي، سعيا منهم إلى خلط الأوراق أمام المواطنين الجزائريين وتطويعهم. وكأننا بهم يحاولون منذ الآن تهييء الشعب الجزائري الرافض للنظام العسكري الباحث عن الشرعية، إلى القبول بولاية ثانية للرئيس المعين "عبد المجيد تبون" في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في العام القادم 2024...