قضت المحكمة الإبتدائية بمدينة "ليتْشي" الإيطالية أخيرا بسجن رجل الدين المسيحي "دون كوينتينو دي لورينسيسْ" ثلاث سنوات ونصف حبسا نافذا، لاعتدائه الجنسي على مهاجر مغربي، وتغريم الهيئة الإدارية التابعة للكنيسة الكاثوليكية التي ينتمي إليها ذات القسيس بمبلغ 20 ألف أورو كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمهاجر ذاته. وتعود فصول القضية إلى إحدى ليالي أكتوبر من سنة 2010 عندما قام أحد المهاجرين المغاربة، كان يبلغ أنذاك من العمر 26 سنة، باللجوء إلى "دون كوينتينو" أب كنيسة "سان جيراردو ماييلا" ببلدة "ناردو" الواقعة بنواحي مدينة "ليتشي"، طلبا للمساعدة جراء الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها. وتفاجئ الشاب المغربي بمحاولة "الأب" ينقض عليه، محاولا إرغامه على ممارسة الجنس معه. ورغم الإنكار الشديد الذي عبر عنه "دون كوينتينو"، الذي لم يكن يتجاوز عمره حينها 33 سنة وكان أحد أهم رجال الكنيسة بأقصى الجنوب الإيطالي، حيث كان يترأس ملتقى شباب الكنيسة بهذه الجهة، إلا أن التحريات التي قامت بها المصالح الأمنية أثبتت تورط القسيس المذكور في محاولته الإعتداء جنسيا على المهاجر المغربي، لتقرر متابعته قضائيا في مطلع سنة 2012. ومن جانبها حاولت الهيئة الكنسية، التي ينتمي إليها رجل الدين المذكور، الدفاع عنه بقوة حيث واصل مهامه إلى غاية قرار متابعته قضائيا، بل إن أسقف البلدة دافع شخصيا عنه من خلال مجموعة من التصريحات والبيانات، وحتى عندما قرر القضاء فتح القضية دخلت الكنيسة طرفا في القضية ضد المهاجر المغربي بحكم أنه "يسيء لسمعة الكنيسة بادعاءاته". وعلى إثر صدور الحكم، الذي يدين سواء القسيس أو الكنيسة التي ينتمي إليها، طالب محامي المهاجر المغربي من أسماهم "كل من أساء إلى موكله، وعلى رأسهم الهيئة الكنسية" بتقديم الاعتذار له، معبرا عن ارتياحه للحكم القضائي. ومن جانبها أصدرت الكنيسة أصدرت توضح من خلاله أنها تحترم القضاء، مذكرة أن الحكم ليس نهائيا، وأنها تنتظر نشر حيثيات الحكم حتى يتم استئنافه. وتعتبر قضايا الاعتداءات الجنسية أو العلاقات المثلية التي يتورط فيها القساوسة من بين القضايا التي تؤرق مضجع الكنيسة، حيث يذهب العديد من المحللين إلى وجود ملف أسود سلمه البابا السابق للبابا الحالي يكشف عن هيمنة لوبي البيدوفليين ولوبي الشواذ على الكنيسة. ومن جانبهم فإن بعض المهاجرين المغاربة بإيطاليا سقطوا في فخ الإعتداءات الجنسية من رجال الكنيسة، فإضافة إلى هذه القضية تم في صيف 2012 ضبط أحد المحسوبين على الكنيسة ببلدة "روفيريتو" وهو يعتدي جنسيا على طفل مغربي لم يتعد عمره 11 سنة. ومن المنتظر أن يقول القضاء كلمته في قضية قسيس سجن ميلانو السابق في الأيام القليلة القادمة، والذي تم إلقاء القبض عليه في نونبر 2012 على إثر شكاية أحد السجناء المغاربة بالاعتداء الجنسي عليه.