أثار مقطع فيديو قصير يُظهر فلسطينيين يقدمون التعازي في وفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، بعد زهاء ثمان سنوات من مرض عضال كان خلالها معلقا بين الحياة والموت، جدلا واسعا بين مرتادي المنتديات والمواقع الإلكترونية، حيث انبرى البعض إلى اتهام الفلسطينيين بانعدام المروءة، لتعزيتهم "مجرما" قتل المئات من أبنائهم إبان فترة مسؤولياته الحكومية. وردا على تفاعلات الفيديو الذي بثته عدد من المواقع الإلكترونية المغربية تحت عنوان "فلسطينيون يعزون بوفاة شارون"، أوردت كاتبة فلسطينية تدعى "وصال الشيخ" توضيحات رأت بأنها ضرورية لاستجلاء حقائق غائبة عما سمتهم "الجمهور الحانق ضد هؤلاء المعزين الفلسطينيين". وأفادت الكاتبة أن "المعزين هم فئة قليلة من البدو الذين يعيشون في الجليل شمال فلسطينالمحتلة عام 1948، وفي النقب كذلك، وهي لا تمثل الفلسطينيين وتوجهاتهم الوطنية، كما لا تمثل شريحة كبيرة من البدو الذين يعيشون في هذه المناطق، لأن هؤلاء يعتبرون أنفسهم فلسطينيين ويدافعون عن أراضيهم ضد المخططات الإسرائيلية الاستعمارية، وكان آخرها مخطط "برافر" الذي سقط أمام صمود وتحدي البدو للاحتلال". وتابعت الشيخ أن "هؤلاء المعزين لا يعتبرون أنفسهم فلسطينيين بل عربا، يدينون بالولاء لدولة "إسرائيل"، وجاءوا للتعزية بسبب سخاء شارون بالأموال والخدمات عليهم في عهده، ونتيجة علاقته الحميمة بهم". وأردفت الكاتبة بأن معظم هؤلاء المعزين خدموا ولا زالوا يخدمون في صفوف جيش الاحتلال في كتيبة تدعى "كتيبة التجوال الصحراوية" أو في وحدة "قصاصي الأثر"، تحت تصنيف "أقليات"، موضحة أن إسرائيل نجحت في كسب هذه الفئة في صفوفها بعد أن أقصت عنهم مسمى فلسطينيين، وتجنسوا بالهوية الإسرائيلية. ولفتت الشيخ إلى أن هذه الفئة كانت أول المؤمنين بإمكانية التعايش مع الإسرائيليين في دولة واحدة تدعى "إسرائيل"، وأقيمت علاقات ودية بين الجانبيين رغم ما يعيشه هؤلاء من حرمان من أبسط حقوقهم الحياتية وتهميشهم وإقصائهم. وزادت الكاتبة الفلسطينية ذاتها أنه "ليس بالأمر السعيد أن نعود كفلسطينيين أن نذوق ما فعله شارون بنا من مجازر وبشاعة، وليس بالأمر الهيّن أن نبيع أرضا حرثها الأجداد والجدات بمعاولهم وتعب سنواتهم".