قد يبدو للوهلة الأولى أن أسفي وأحوازها (Extra muros /Intra muros) تتواجد برقعة جغرافية شبه منعزلة عن باقي ربوع المملكة المغربية، وكيف لا تكون كذلك والبدوزة (Cap cantin) تعتبر من أقاصي الأرض داخل البحر المحيط. فهذه العزلة إذن هي ديدن العديد من الثغور البحرية. لكن التمحيص وإعمال النظر في البعد الثقافي لأسفي، حاضرة المحيط، يجعلنا أمام حقيقة امتداد حضاري دياكروني (Diachronique) لعدد لا بأس به من العناصر المؤسسة ليس فقط للضمير الجمعي المحلي، بل كذلك لمجمل العروة الوثقى التي ننضوي تحت لوائها وبيرقها كمغاربة داخل جغرافيا الوطن الإدارية، وكذلك لدى الغالب الأعم من مغاربة العالم. بالفعل، وفي إطار مشروع فكري يمتد لأكثر من عقدين من الزمن على الأقل ويزاوج ما بين التنظير والسرد، حاولت أن أنحت مفهوما جامعا لهذا الامتداد الثقافي لأسفي الذي أجمله في العناصر التالية. هذه باختصار شديد ما أسميته: أسفي.. المغرب الصغير (Little morocco) أما بالنسبة للمنجز، فإنني أعتبر كل عنصر من هذه العناصر على حدة أو بصيغة المثنى أو الجمع منطلقا للحكي/ وفي هذا الإطار أورد 3 أمثلة: -ديوان لملاغة، محكيات عن شخوص بعضها عاش بداية القرن الماضي وأواسطه: كالبيدق وزقيوة. -البعد العبري من خلال رواية حسن رياض "أوراق عبرية". -البعد الإفريقي الحاضر بقوة خلال الملتقى الدولي للحكاية عبر رواية "GNAOUA" التي تربط بين أسفي المغربية وعمقها الإفريقي حتى تخوم تمبوكتو ببلاد السودان (مالي حاليا). (*) جامعة القاضي عياض-الكلية متعددة التخصصات أسفي ألقيت هذه المداخلة خلال افتتاح الملتقى الدولي للحكاية بأسفي يوم 25 ماي 2023