صدرت هذا الأسبوع للكاتب سعيد لقبي عن دار "أستريا إيديسيون" بآسفي رواية باللغة الفرنسية تحمل عنوان "لمعلم صابما..آخر كناوة"، التي تتخذ من العمق الإفريقي للمغرب موضوعا للحكي القصصي. وتمحورت هذه الرواية، الواقعة في 175 صفحة من الحجم المتوسط، حول الشخصية البسيطة للطفل الصغير "صامبا"، المنحدر من "تومبوكتو" والذي ستعرف حياته، بفضل نشوة الموسيقى الكناوية، قدرا "رائعا" بعد هجرته إلى أرض المغرب، قبل قرون، رفقة الكثيرين من ما كان يعرف آنذاك ب"أرض السودان". وتتحدث هذه الرواية، بشكل إبداعي، عن "صامبا" الذي ألقي القبض عليه من طرف قبائل الطوارق ضمن ما كان يطلق عليه "عبيد البخارى" واقتياده نحو المغرب حيث استقر، في بادئ الأمر بالصحراء المغربية قبل الانتقال إلى مدينة مراكش ومنها إلى آسفي. وعبر كل هذه المحطات تجد شخصية "صامبا"، من خلال الفصول الثلاثة عشر للرواية، موقعها وتندمج في فسيفساء الهوية المغربية المتعددة، خاصة في مدينة آسفي التي استقر بها إلى آخر رمق من حياته. وقال كاتب هذه الراوية، التي يمتزج فيها المتخيل بالواقع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن اختيار الكناوي "صامبا " العيش والاستقرار في آسفي، التي دفن بها، يعكس روح التعايش والسلم بين مختلف الإثنيات التي ميزت هذه المدينة وأعطتها بعدها الكوني، منذ زمن بعيد. وصدرت للكاتب سعيد لقبي، الذي يتخذ من الإشعاع المغربي موضوعا لكتابته، عدد من المؤلفات منها على الخصوص "المفارقة الاحتجاجية في الأدب المغاربي بالتعبير الفرنسي خلال سنوات الثمانينات" ( 1998) و" ومذكرات ممثل صامت" (2003) و"الصحراء..إشكالية ساكنة وإقليم " (2010)" و وديوان "لملاغة" (2010) بالإضافة إلى أعمال أخرى.