إلى الأرض التي تسكنني وأسكنها، إلى " سوس"، زهرة تفوح أريجا، لتملأ الوطن عبقا نديا. 1- ديباجة تعريفية تفسيرية: من أهم التعاريف والتفاسير التي وردت في لسان العرب، حول كلمة "دجل" مايلي: " دجل الرجل وسرج، وهو دجال: كذب وهو من ذلك لأن الكذب تغطية.... والداجل: المموه الكذاب، وبه سمي الدجال...قال ابن خالويه: ليس أحد فسر الدجال، أحسن من تفسير أبي عمرو قال: الدجال المموه...قد جمعه النبي صلى الله عليه وسلم، في حديثه الصحيح فقال: يكون في آخر الزمان دجالون، أي كذابون مموهون...الأزهري: كل كذاب فهو دجال، وجمعه دجالون، وقيل : سمي بذلك لأنه ستر الحق بكذبه...وقال مرة أخرى سمي دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل، يقال : قد دجل إذا موه ولبس"(1). تمنحنا هذه التعاريف والتفاسير، إمكانية تحديد معاني "الدجل"، وهي كالتالي الكذب والتمويه، والتلبيس، معاني يسعى صاحبها إلى ستر الحق وتزيين الباطل، وهو مايعني أن الدجال يسعى إلى تشويه الحقيقة وذلك عبر التمويه والتلبيس، اختيار هذه التعاريف والتفاسير يستجيب والموضوع الذي أحاول أعرضه في هذا المقال والذي يعبر عن وجهة نظر تسعى لكشف الحقيقة وتوضيحها، فلنبدأ. 2- الهوية الوطنية و قيم الذات المغربية: في الوقت الذي تسعد فيه الذات المغربية بتحقيق تصالح حميمي مع مختلف مكوناتها الهوياتية، حيث الاحتفاء بالتعدد الثقافي والحضاري للمغرب والمغاربة و التشبث بروح الانفتاح على القيم الكونية، بعد أن تم ترسيخه مؤسساتيا بالتصويت على الدستور المغربي الجديد الذي ينص في ديباجته على " صيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوئ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء"(2). في هذا الوقت بالذات، ينسل من جحر من بين الجحور (و ما أكثرها في هذا الزمن الرديء) صوت ذو أنفاس دجلية تنفث، شرار عنصرية وعصبية منثنة (3)، لاتراعي حرمة الذوات والديار، متأبطا أوهام الجاهلية الأولى، ومحاولا استضحاك أصحاب الفضل عليه بالتنكيث على المغاربة وعلى قيم الكفاح والتضحية والإيثار والصبر والمثابرة التي اعتنقوها منذ القدم والتي أهلتهم لكي يقوموا بدورهم الوجودي في إعمار البلاد وإسعاد العباد. 3- الدجل و العبث بقيم الذات المغربية: الكفاح والتضحية والإيثار والصبر و المثابرة، قيم رمزية حولها المحاضر بلغة تدجيلية إلى عناصر تؤثت محاضرته التفكهية، حول الهوية والذات المغربية، فلنسمع: "في المغرب عندنا تجار معروفون بنوع من البخل وهم من عرق معين لن أقولهم، حتى لا أتهم بالعنصرية في المغرب، فيقولون إن أحدهم من خوفه من المساعدين معه في المتجر أن يسرقوه، ومن حرصه على ماله وضع في قعر درج النقود مرآة، فإذا فتحه نظر في المرآة حتى يتأكد أنه هو الذي يفتح الدرج، وليس غيره" (4). هذا نص هماز لماز يشير إلى "البقال"، و يحمل في ثناياه كل أمارات الدجل التمويهية والتلبيسية، عبر متواليات نصية تحول القيم وتعيد بناءها بما يلبي استيهامات المحاضر و ما يثير رضا أهل الفضل عليه و يستدر عطفهم حتى ينعموا عليه بالهبات والعطايا ويغدقوه بالدعوات في محافلهم، مدمرا بذلك المرجعية الفكرية التي يستند إليها في خطاباته و محاضراته، فلنفكك هذه المتواليات: المتوالية الأولى: "في المغرب عندنا" "نا" في "عندنا" تدل على الجماعة، السؤال: عن أية جماعة يتحدث؟ وباسم أية جماعة يتكلم؟هل هي جماعة وعظية؟ام جماعة حزبية؟ أم جماعة إثنية؟ أم الجماعة الوطنية كلها؟ المتوالية الثانية: " تجار معروفون بالبخل". التجارة والبخل" السؤال: ماعلاقة التجارة بالبخل؟ التجارة نشاط مادي، والبخل صفة معنوية، التجارة ترتبط بقواعد التدبير، والبخل يرتبط بشروط تلبية الحاجيات الذاتية والاجتماعية، التجارة عمل مؤسساتي، والبخل فعل ذاتي، فما هي علاقة المؤسسة بالذات؟ هل هي علاقة تدبير أم تبذير، هل هي علاقة اكتفاء أم امتلاء؟ هل هي علاقة استثمار أم استنزاف؟ المتوالية الثالثة: "هم من عرق معين لن أقولهم، حتى لا أتهم بالعنصرية في المغرب" "العرق والعنصرية" السؤال: ما علاقة العرق بالعنصرية؟ ولماذا لا يفصح عن هوية هؤلاء التجار؟ وبالتالي ما سر هذا الحذر من التعريف بهويتهم؟ هل هي التقية بمفهومها الديني؟ وما علاقة هذه التقية بالاتهام؟ وما علاقتها بالعنصرية؟ هل هو الخوف؟ وما علاقة كل ذلك بالكلمة الواردة في المتوالية الثانية "معروفون"، وهل تتطابق المعرفة مع التردد في الافصاح عن هوية هؤلاء؟ و إذا كانوا هم من عرق معين ، فإلى أي عرق ينتمي هو؟ المتوالية الرابعة: "فيقولون إن أحدهم من خوفه من المساعدين معه في المتجر أن يسرقوه" "المساعدون والسرقة"، المساعدة تعني مد يد العون، أي التعاون، وهي قيمة إنسانية تمنح الإنسان الإحساس بالاطمئنان وتضعه في موقع الثقة، السرقة، تحيل إلى التطلع إلى ما في يد الغير والرغبة في الاستيلاء عليه، وهي قيمة سلبية، تضع صاحبها في موقف الخيانة ، إذن نحن أمام قيمتين متناقضتين، والسؤال: كيف يمكن الجمع بين منطق المساعدة الذي يولد الإحساس بالاطمئنان والثقة، ومنطق السرقة الذي يولد الخيانة؟ أي كيف يمكن الجمع بين منطق الثقة ومنطق الثقة. . المتوالية الخامسة: " فإذ افتحه نظر في المرآة حتى يتأكد أنه هو الذي يفتح الدرج، وليس غيره" "الذات والمرآة" الذات تجسيد لكينونة ممتدة في الزمان والمكان، المرآة عاكسة لصورة في لحظتين زمنية ومكانية، الكينونة الوجودية للإنسان تتغير بتغير الأحوال والمقاصد، والصورة تعكس لحظة انفعال وتفاعل مع حدث معين في برهة زمنية محددة، السؤال: كيف يمكن اختزال الكينونة الوجودية للكائن البشري بتفاعلاتها المادية والمعنوية في لحظة زمانية ومكانية مرتبطة بحدث معين؟و ماعلاقة الكينونة بالصورة؟ هل هي علاقة تناظر،أم علاقة تماثل، أم علاقة تماه؟ تفتح هذه الأسئلة للمتأمل، لكي يعيد صياغة هذا الموقف التدجلي لقيم الذات المغربية، التي تم بناؤها من منظور فكر ارتكاسي، يستعيد استيهامات الجاهلية الأولى بمفهومها القبلي، غافلا أو متغافلا عن إحدى أهم العناصر البانية للمرجعية الفكرية التي يستند في خطاباته ، التي تحرم التنكت على الأقوام الأخرى، فلنستمع لننصت(5) : جاء في القرآن الكريم: يأيها الذين ءامنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولاتلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالأ لقاب بيس الاسم الفسوق بعد الإيمان" (6) صدق الله العظيم. إن ما قام به المحاضر يدخل في أعمال السخرية واللمز والتنابز، التي تفسح له المجال لكي يفرغ المكبوتات البدائية التي تأصلت في أعماقه حول مكون أساسي وراسخ من مكونات الهوية المغربية (الأمازيغية)، من خلال التعرض لحامليها التجار الصغار (البقالة)، رغم محاولاته التنصل منها والتي تجلت في عدم جرأته على الإفصاح عن هويتهم "السوسيون"(*) أو "الشلوح"(7)، في التعبير العامي المغربي، بهذا الموقف التمويهي ارتكب هذا المحاضر جريرتين كبريتين في حق الوطن والمواطنين بالمغرب، تستصغر الشخصية المغربية وتبخس قيمها النبيلة، فبئس الكبت وبئس حامله، فلنحذر. 4 - البقال وفعل الاندماج السوسيو اقتصادي: أبي بقالا كان، من أعماق سوس جاء، يحمل أمالا، في صدره تسكن آيات، وبين حناياه أنغام تفوح ، تراتيل و أناشيد تكسر عنف الحياة، وتقوي الإيمان بالوجود. مع بداية المد الكولونيالي خلال القرن الماضي، ولمواجهة الحاجيات اليومية وتطوير قدراتهم التنموية، وبتأثير من سياسة الانفتاح الثقافي و الاقتصادي بالمغرب آنذاك على العالم، بدأ العديد من المغاربة القاطنين بمختلف المناطق القروية بالهجرة إلى الخارج أو إلى بعض المدن المغربية وخصوصا مدن أكادير، مراكش، الدارالبيضاء، الرباط، فاس، مكناس، وجدة، طنجة، تطوان....وغيرها من المدن المغربية التي بدأت في الانخراط في الاقتصاد الجديد، الذي خلق وظائف جديد إدارية، صناعية، وتجارية. في هذا السياق السوسيو اقتصادي، انخرط السوسيون كغيرهم من المواطنين المغاربة،في مجال العمل بالتجارة، واستطاعوا أن يحققوا لذاتهم ولمجتمعهم المحلي والمغربي منافع جليلة، عبر وظائف اجتماعية، استثمارية وتنموية. الوظيفة الاجتماعية: لا يخلو حي من الأحياء أو درب من الدروب بمختلف المناطق والمدن المغربية، من تواجد دكان، أغلب مشغليه من سوس يلبي حاجيات السكان المعيشيىة ويسد متطلباتهم الحياتية في كل وقت و آن، منذ الصباح حتى منتصف الليل، بحيث أضحي مؤسسة اجتماعية يتفاعل معها سكان الدرب والحي ، ويتعايشون مع صاحبها صباح مساء، يشاركونه ويشاركهم الأفراح والمسرات مما يرسخ عنصر التلاحم بين أفراد هذا المجتمع الصغير. الوظيفة الاستثمارية: أهم ما يميز هذه الشريحة من المجتمع المغربي التي اختارت الاشتغال بمجال التجارة، هي القدرة على تنمية مواردها البشرية والمادية، عبر استقدام مساعدين وبالخصوص الذين لم يتمكنوا من اتمام تعليمهم للعمل معهم في الدكان، حيث يتعلم هؤلاء المبادئ الأولية والأساسية للعمل التجاري، مما يفسح لهم المجال لاكتساب الخبرة ويؤهلهم للاندماج في المجال التجاري، حيث يقوم مشغلهم باستثمارات جديدة عبر فتح دكاكين، يتولى المساعدون الذين اكتسبوا الخبرة على تسييرها وفق اتفاق مبني على الثقة، يصطلح عليه في عرفهم "الحساب"، وبذلك تتراكم الموارد المادية لهذ الشريحة الاجتماعية بالمغرب الذين بدؤوا بالاشتغال في "البقالة" بالأحياء و الدروب، بمختلف المدن المغربية واستطاعوا أن ينهضوا بمواردهم المالية ويلجوا مجالات أخرى في ميدان الاستثمار والعمل الحر . الوظيفة التنموية: تراكم الموارد المالية فتح المجال أمام هؤلاء التجار، لأداء مهامهم التنموية إزاء مجتمعهم الصغير(الأسرة)، والمجتمع الوسيط (الحي و القبيلة)، والمجتمع الكبير ( الوطن وبالخصوص المنطقة التي ينتمون إليها)، وذلك عبر آليتين أساسيتين: * دينية: من خلال الحرص على إخراج الزكاة، حيث يقوم هؤلاء عند كل بداية سنة هجرية، بعملية جرد لرأس المال الذي يتوفرون عليه، بهدف ضبط المستحقات السنوية للزكاة والمتعارف عليها لدى أغلب المغاربة ب "لعشور"، والتي يتم توزيعها على المعوزين سواء بالمدينة التي يشتغلون بها أو القاطنين بالمناطق التي ينتمون إليها، وبالخصوص، الأرامل واليتامي، والنساء المطلقات، والفقهاء المرابطين بمختلف المساجد والمدارس العتيقة بسوس وطلبتههم الوافدين من كل الآفاق بوطننا العزيز (الآفاقيين)، امتثالا لقوله تعالى:" إ نما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله حكيم عليم" . (8) صدق الله العظيم وهو مايؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد وبالخصوص للمشككين في رسوخ الإيمان بالعقيدة الإسلامية بخصوصيتها المغربية ('العقيدة الأشعرية)، لدى هذه الشريحة من المجتمع المغربي، والاعتزاز بهويتهم الأمازيغية والتي تحمل في مكامنها بذور الإيثار والتضحية والتطوع و الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الاقتصادية، والثقافية والعمل بتفان و إخلاص من أجل تنمية وطنهم وتقدم مواطنيهم. *جمعوية: ترسخت لدى هؤلاء التجار قناعة أساسية تتجسد في التشبث بالمكان الذي ينتمون إليه، فبالرغم من النجاحات التي حققوها داخل المدن التي جاءوا إليها، فقد ظل ارتباطهم بالبادية وبالقرية وطيدا بل إنهم رسخوا هذه القناعة لدى أبنائهم الذين تفتحت أمامهم آفاق جديدة في الحياة بفعل التمدرس، وذلك من خلال تأسيس جمعيات تنموية تشجع السكان على الانخراط في المشاريع التنموية لمناطقهم، عبر كهربة القرى، توفير الماء الشروب، تهييء الطرق تعبيدها، وتأسيس تعاونيات لتطوير استغلال الموارد الطبيعية والحيوانية التي تتوفر عليها هذه المناطق، و إحداث جمعيات تهتم بتوفير الموارد المالية لترميم و إصلاح المدرس العتيقة، والإشراف على المواسم الدينية والمهرجانات الثقافية التي تقام بهذه المناطق، والتي تشكل لحظة من لحظات التواصل الاجتماعي بين سكان هذه المناطق وفرصة السكان بتقاليدهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية والتي تلعب دورا كبير في الحفاظ على شخصيتهم الروحية المرتبطة بهويتهم الاجتماعية والثقافية وهم بذلك يساهمون في المشروع التنموي ببلادنا بمختلف تجلياته الاقتصادية الاجتماعية والثقافية. تلكم، أهم الوظائف التي ساهمت بها هذه الفئة من المواطنيين المغاربة، القادمة من منطقة سوس العامرة بأهلها والعالمة بعلمائها و المبدعة بمبديعيها والمفكرة بمثقفيها، الزاهية بأهازيجها، وفنونها وإيقاعاتها، والمنفتحة على التطور بجهود أبنائها، الذين اختاروا عشق الأرض بماهو عشق للحياة والعالم والإنسان. استصغار هذه الوظائف، كان أساس هذا الموقف التدجيلي، بالتمويه على القيم الرمزية النبيلة التي كانت تحرك هؤلاء التجار وهم يلجون مغامرة إثبات الذات في ظل التحولات التي بدأ المجتمع المغربي يعيشها بانفتاحه على العالم الجديد، ومن تم تظهر للعيان حقيقة هذا الموقف الذي توارت في ذهنه كل هذه القيم النبيلة ولم تنهض أمامه سوى قيم البخل، السرقة(الخيانة)، الشك، والتي ترتبط عنده بقلة " الهبات والعطايا" التي اكتشف منابعها الريعية في أمكنة آخر غير المكان المغربي الذي اختار قيم البذل والعطاء. يبرز هذا الموقف التدجيلي، عدم استحضار المحاضر للتجارب الحياتية والمعيشية للمواطنين المغاربة، والاكتفاء باستعراض ما تلقفه من معارف، دون رغبة منه في استثمار تلك المعارف بما يخدم المسيرة التنموية لبلادنا، ويساهم في التنوير بالخصوصيات الثقافية والحضارية لوطننا، وتبيان المكاسب التي حققها المغاربة في استيعاب تعددهم الثقافي وتنوع منابع إرثهم الحضاري (قديما وحديثا)، وحركيتهم التاريخية، مكتفيا بسرد مواقفه التمويهية والتضليلية، ضدا على حركية المجتمع المغربي المتفاعلة مع حركية الحياة، وهو ما حاول العديد من المثقفين المغاربة مساءلة عناصرها السيولوجية والثقافية والاقتصادية بهدف الانصات لما هو كامن في رحمها. لكن الدجل منع صاحبنا من الانتباه إلى أن الإنسان والمكان المغربيين، يسطران تاريخهما الذي لا يمكن التمويه عليه. لسوس (المكان) حضور لا يمكن انتزاعه لأنه عنوان الأنفة، والشموخ و الإباء، ولأنه أيضا يشم الجسد المغربي كغيره من الأمكنة بوطننا الحبيب الزاهية بتنوع تضاريسها و فضاءاتها الطبيعية وبعزة أهلها، بهذا الأثر الأمازيغي بامتداداته الزمنية اللامتناهية و بجدوته الوقادة والتي لن تنطفئ شعلتها رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين، فلنفهم ! ذلك، ما تبوح به هذه الأبيات للشاعر الأمازيغي الراحل الحاج محمد الدمسيري، الحاضر بسلطته الابداعية الشامخة شموخ جبال الأطلس، فلنصغ: ءا هايي كشمغ أنوض ءاد سلمغ ءي تكات، ءا "سوس" ءاي كان ءانوض لغشيم ءيغ ءو رسين، ءا لابد ءي وا نا تيد ءيكشمن ءاد نيت ءي حرش، ءي كون ءا على بال ءي ضوف ماني غ ءا تاكلن، ءا دور ءي ضفور لغرض ءا ر سوالن س لعار، ءار ءي تاضر ءار ء ي حلب ءار كيغ ءيشا تكات، ءا كادا نيان لباز ءاس نيت نان ءوفنت، ءار ءي لكم "سوس" ءي كا ءامر ءافولوس ءي تلف، لهذه الأبيات، إياك أدعو أن تصغي، وحاول أن تفهم و إذا لم تفهم، فابحث في" دروبنا و أحيائنا" عن"بقال"، لعله عليك بالشرح والتفسير لن يبخل. المراجع: 1- دستور اللملكة المغربية الصادر الأمر بتنفيذه بموجب الظهير الشريف رقم 1-11-91 بتاريخ 27 شعبان 1432 (29 يوليوز 2011، ج.ر، عدد5964، مكرر بتاريخ 30 يوليوز 2011. 2-لسان العرب، لابن منظور، المجلد الحادي عشر ، ص236- 237 ، دار الكتب العلمة، بيروت ، لبنان. 3-حديث مرفوع إلى رسول الله (ص)، وفيه: عن جابر ابن عبد الله قال" كشح رجل من المهاجرين رجلان من الأنصار، فجاء قوم ذا وقوم ذا، فقال هؤلاء يال للمهاجرين ! وقال هؤلا يال للأنصار! فبلغ ذلك النبي (ص)، "فقال "دعوها فإنها منثنة" ثم قال: ألا مابال دعوى الجاهلية! الا مابال دعوى الجاهلية! 4-من نص المحاضرة التي ألقاها المقرئ أبوزيد في إحدى دول الخليج، والتي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. 5- جاء في القرآن الكريم: " و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون" سورة الأعراف، الآية 204. 6-القران الكريم، سورة الحجرات، الآية11. 7-انظر مقدمة كتاب "سوس العالمة"، للعلامة محمد المختار السوسي. 8-القران الكريم، سورة التوبة، الآية 60.