تحدث المدعو المقرئ ابو زيد عن الامازيغية والامازيغ من السعودية حيث يختلط هناك النفط بالوهابية والدولار هذا الخليط العجيب من الذهب الأسود والأخضر والظلام الدامس ينتج عقيدة تقوم على قاعدة "فجروا من الأرض تنكحوا من السماء" هذا بالنسبة لمريدي الوهابية أما شيوخهم فهو "فجروا من الأرض تنعمون بأفخم الفنادق في لندن وتنكحوا أجمل الجميلات من الشقراوات الزعروات وتأكلون وتشربون ما ألذ وطاب من الأطعمة والمشروبات، وضننا ان السيد المقرئ ابو زيد انه قرأ هذه العقيدة وفهمها وخفضها جيدا ولهذا فهو بين الفينة والأخرى يشد رحاله إلى السعودية هاربا من "بخل سواسة" كما ادعى في نكتته وشظف عيش المغاربة إلى النعيم السعودي مقتديا بأثر أخيه الريسوني وهو الذي يقيم منذ أزيد من ست سنوات بالسعودية «متفرغا» لتدوين مايسمى "موسوعة قواعد الفقه الإسلامي " والتي أنفقت عليها وزارة الداخلية السعودية ملايين الدولارات لسنوات ونال السيد الرسوني نعيمه ونعمته منها مع العلم أن الكثير من العلماء الأشراف رفضوا الانخراط في هذه المهزلة من علمائنا المغاربة وعلماء الأزهر والزيتونة لأنهم أدركو المقاصد المشبوهة لهذه الموسوعة التي تعمل على شحذ ومسخ قواعد الفقه الإسلامي في مذاهبه الأربعة من أجل إزالة كل النتوءات الناسفة والمعرية للوهابية من هذه المذاهب والعمل على تطبيع وتكييف قواعد الفقه الإسلامي في مالكيته وشافعيته وحنفيته وحنبليته مع الخروقات التكفيرية للوهابية وجعل هذه الأخيرة مقبولة ومستأنس بها بعد أن كانت المذاهب الأربعة قد اتفقت على رفض خرافات الوهابية التي ترمي المسلمين بالكفر والشرك والبدع والضلال. واليوم يطل علينا السيد المقرئ ليقرأنا علينا ما تعلمه في الأدبيات الأصولية الوهابية والاخوانية عن الامازيغية المشبعة بالفكر الطائفي والاقصائي العنصري التي تختزل الهوية في العرق والدم كقول السيد أبو زيد في محاضرته بالسعودية "تجار معروفون عندنا بالمغرب بنوعٍ من البخل، وهم من عرق معين". والحقيقة ان البنية الفكرية والاديولوجية والثقافية للعقل الأصولي الوهابي الاخواني لا يمكنه أن ينتج أكثر من هذه الأفكار المتخلفة التي تعلمها ورضعها من امها الكتب الصفراء للفكر الوهابي والاخواني التي تصدر تحت الطلب في العربية السعودية التي يحكمها نظام استبدادي رجعيي متخلف- يمنع المرأة من قيادة السيارة- يبيض وجوه أنظمة القرون الوسطى ومجاهيل إفريقيا، ونحن نقول لهذا المدعو أبو زيد بالله عليك من أين أتيت بهذه السخافات والخرافات التي تنم عن فكر عنصري حقود بغيض عفا عليه الزمن واندحر باندحار النازية الهتليرية ومررو المجتمع البشري الى الدولة الوطنية القائمة على المواطنة التي نؤمن بها والتي مفادها أن كل عنصر أو عائلة أو مجموعة بشرية التحقت بجغرافيتنا الأمازيغية وأرادت العيش فيها، فلها ذلك الحق شريطة أن تؤمن بأركان ومقومات الهوية الأمازيغية من جغرافيا وتاريخ ولغة امازيغية حتى وإن لم تنتم إليها-وبالأحرى أن يكون هؤلاء هم أهل سوس المقوم الأصيل للهوية المغربية والذين قصدهم ابو زيد بنكتته- أي خدمة جغرافيتها، وصيانة وتبني تاريخها، والإقرار والاعتراف بلغتها الأمازيغية في كافة مجالات الحياة، وتعلمها وتعليم أبنائها بها في حالة الجهل بها والدفاع عن بلادها بموروثها الديني والثقافي والاجتماعي بكافة خصوصياته وتبنيها له بدون شروط مسبقة، ولابد من التذكير بأن مفهوم الانتماء للهوية بالمواطنة مفهوم حداثي كرسته الثورة المعرفية الغربية وثقافة حقوق الإنسان، لأنه لم يكن موجودا قبلها، بل كان الإنسان الوافد على بلد ما يعامل دائما معاملة الأجنبي( لاحظوا عنصرية دول الخليج تجاه الأجانب خاصة العمال بسبب غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان) ذلك أن بعض كتب الديمغرافيا التاريخية تحدثنا بأنه حينما كانت المجاعة تصيب منطقة ما، كان الحاكم يأمر الوافدين بالخروج ليبقى الغذاء كافيا لأهل البلد الأصليين. لقد كانت أطروحة المواطنة ثورة حقيقية في المفهوم الاجتماعي والسياسي والثقافي مسددة بذلك ضربات موجعة للأطاريح العنصرية القائمة على القومية والعرقية والعائلية والدينية والمذهبية واللونية، وبناء عليه نجد أن البلدان الديمقراطية أمريكيا وأوربيا تمنح الجنسية الوطنية للوافدين عليها، يستفيدون بموجبها بحقوق المواطنة كاملة، وإن كانت مجتمعاتها لا تخلو من جيوب عنصرية لمقاومة هذه الأطروحة في أوربا وأمريكا، فبموجب المواطنة يصبح المواطن الجديد جنديا يدافع عن هذه الأرض التي منحته جنسيتها، ويستطيع تعلم وتعليم أبنائه لغتها في مدارسها، ويصبح مجبرا على تطبيق قوانينها وتبقى له حرية التدين وحرية الأحوال الشخصية. وحقوق الإنسان التي تكفلها المواثيق الدولية. ثم هل الأديان السماوية وآخرها الإسلام الحنيف يجيز للسيد المقرئ ابو زيد ان يتفوه بهذه الترهات التي تتناقض مع مفهوم التوحيد الذي يعني الوحدة الإنسانية والمساواة والعدل والحرية والمحبة والايخاء والتضحية والرحمة والمودة.. وهي قيم كلها تجتمع في قيمة التوحيد وهو اصل أصول الدين الإسلامي كما تحدث عنه القران الحكيم الذي جعل الناس سواسية وجعل معيار التفضيل بيتهم هو التقوي" انا خلقناكم شعوبا وقبائل إن أكرمكم عند الله اتقاكم" وهو ما جسده الرسول الكريم قول وعملا وتقريرا فأين انتم من هذا النهج الإلهي العظيم ؟ أم أنكم رضعتم من لبن الوهابية وخرافاتها وخروقاتها وتكفيرها ؟ الوهابية هذا الحزب السياسي الذي أسسته المخابرات البريطانية وقدمته في ثوب إسلامي ليخدم أهدافها الاستعمارية ويشوه الإسلام والمسلمين؟ هل حسبتم الامازيغ الأحرار مغفلين بلهاء حتى تنطلي عليهم دسائسكم باسم الدين وهو منكم براء؟ على من تضحكون وانتم تتحدثون عن الامازيغ بلغة النسب الدموية العرقية العنصرية وتصفون لغتهم بالشينوية ولغة الشيخات؟ إن الامازيغية هوية متجذرة عند الشعب الامازيغي وهي قائمة على الانتماء الجغرافي وحركة التاريخ واللغة الامازيغية والمواطنة التي يقرها الدستور المغربي والمواثيق الدولية التي صادقت عليها المملكة وليست عرقا ونسب دموية ياسي ابوزيد فالعنصرية والعرق توجد فقط في الفكر الاصولي الوهابي وربيبه الاخواني. رحم الله المفكر والمناضل الحسين الادريسي الذي قال عنكم مهربون دينيون فالدين عندكم أضحى سلعة رخيصة تستغفلون به الناس وتأكلون به الخبز خلف ظهورهم.