دعت الفيدرالية الوطنية لجمعيات المقاهي والمطاعم والوحدات السياحية بالمغرب، اليوم الأربعاء، أرباب المقاهي والمطاعم في مدينة الرباط إلى التراجع عن الإضراب المزمع تنظيمه في 31 ماي الجاري، وتبرأت من الدعوة إلى الإضراب التي أطلقتها الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب. وقالت الفيدرالية الوطنية لجمعيات المقاهي والمطاعم والوحدات السياحية بالمغرب، في بيان تلقت جريدة هسبريس الإلكترونية نسخة منه، إن مشروعية الدفاع عن القطاع أو المهنيين "لا ينبغي أن تتجاوز أو أن تتعارض مع مصلحة الوطن والمصلحة العامة للمجتمع، بما في ذلك مؤسسات حكومية ومهنيون وأجراء". وأضافت الفيدرالية، في رسالة إلى مهنيي المقاهي والمطاعم بالرباط، أن الجهة الداعية إلى الإضراب "غير منضوية تحت لواء الفيدرالية؛ وبالتالي فهي تتحمل كامل مسؤوليتها، مع التأكيد منا على التبرئة التامة لذمة الفيدرالية من هذا القرار، وما يدخل في شاكلته من قرارات أخرى مجانفة للمعروف ومتجاوزة لحدود اللياقة والأدب". وطالبت الرسالة بعدم "الانسياق اللامسؤول استجابة للجهة الداعية إلى الإضراب، وتحكيما لمقتضيات القانون، مع الاستمرار في الحوار مع المسؤولين"، وأكدت أن من باب النصح "تدعو إلى العدول عن الإضراب، وسلك مبدأ التدرج بأساليب أخرى معقولة ومنطقية، يمكن اتباعها في التعبير عن الاحتجاجات التي تشخص بالملموس المقنع تضرر المهنيين، وإيجاد توافقات مع المؤسسات ذات الصلة، بعيدا عن أي مسلك ارتجالي وانفعالي، قد يؤثر سلبا على السير العادي لمؤسساتهم المهنية". وأفاد البيان بأن الفيدرالية عقدت، أول أمس الاثنين، اجتماعا حضوريا مع عمدة مدينة الرباط وبعض رؤساء الأقسام، "دام أزيد من 3 ساعات، وتم التوصل فيه إلى اتفاق يؤسس لاجتماعات أخرى وأيام دراسية في المستقبل القريب؛ للنظر في شأن قطاع المقاهي والمطاعم، وتدارس المشاكل التي صاحبت القرار الجبائي". وزاد المصدر ذاته موضحا أن أعضاء المكتب الفيدرالي عقدوا، أمس الثلاثاء، اجتماعا ثانيا مع رؤساء أقسام تابعة لمجلس مدينة الرباط، من أجل "التدقيق وفهم الأسس التي اعتمدوا عليها للمصادقة على القرار الجبائي. وقد اتفقنا كمكتب فيدرالي، بما أن القرار هو تحصيل حاصل، بأن نعمل على التوجه بالدراسات التي سهرت عليها الفيدرالية مع شرح مفصل وطلب استعطافي إلى من يجب من أجل مراجعة هذا القرار". وشددت الفيدرالية على أن المرجعيات القانونية ببلادنا "صريحة وواضحة في مجال التمييز بين الإطارات الجمعوية والنقابية"، مذكرة بأن تأسيس الجمعيات يقوم على مقتضيات الظهير رقم 1.58.376، الصادر بتاريخ 1958 بينما تأسيس النقابات المهنية يقوم على مقتضيات الظهير رقم 1.57.119 بتاريخ 1957، وفي تحديدات المرجعيتين تتضح الفروق بين الإطارين الجمعوي والنقابي". وانطلاقا من المرجعية القانونية، خلصت الفيدرالية إلى أنه "لا يسوغ للجهة الداعية إلى الإضراب (باعتبارها إطارا جمعويا لا نقابيا) أن تدعو إلى الإضراب؛ لأنه ليس من مشمول اختصاصها، ولأن الاستجابة لدعوتها ستفتح منعرجا جديدا، يفضي إلى خلط الأوراق بين الجمعيات والمنظمات النقابية، ويؤجج اضطرابات في الأدوار والمهام، وهو ما يعد مخالفا للمقتضيات التشريعية الجاري بها العمل"، في إشارة واضحة لأن موقفها الرافض للإضراب يتأسس على هذا المبدأ. ودخلت أسماء أغلالو، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، في معركة مع أرباب المقاهي بالعاصمة بسبب رفع قيمة الرسوم الجبائية التي يؤدونها والتي يعتبرها المهنيون "غير عادلة" ومن شأنها تعميق هشاشة القطاع. ويرفض أرباب المقاهي بالعاصمة رفع الضريبة على المشروبات إلى عشرة في المائة، وهي الأعلى في المغرب مقارنة مع باقي المدن. كما يرفضون رفع الرسوم المؤداة عن استغلال الملك العام، ويطالبون بتيسير تسوية وضعية المقاهي والمطاعم غير المتوفرة على التراخيص وتسهيل أداء المتأخرات الجبائية.