بعدما ظل الفلاح المغربي يرقب التساقطات المطرية التي انقطعت منذ يناير الماضي دقت ساعة الحقيقة وحل موسم الحصاد مبكرا هذا العام، مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة منذ أيام بالمملكة، لجمع محصول لم تكتمل حباته بسبب قلة الماء. وانطلقت عملية الحصاد بعدد من المناطق وسط البلاد، المعروفة بسخونة تربتها مقارنة بباقي المناطق، ما يجعلها الأولى على مستوى الحصاد، خاصة على مستوى جهتي الدارالبيضاءسطات وبني ملال خنيفرة. وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لآلات الحصاد وهي تجني محاصيل الحبوب بمختلف أنواعها، كالقمح والشعير، فيما يبدو إنتاجها دون المستوى المطلوب، بسبب ضعف التساقطات المطرية. وفي منطقة الشاوية التي تعد سلة الحبوب بالنسبة للمغرب لم يتجاوز معدل إنتاج الهكتار الواحد في عدد من الحقول 5 قناطير، وهو رقم يعبر عن نفسه، ويؤكد الحقيقة المرة التي يكابدها الفلاحون وحصيلة الموسم الفلاحي المرتقب أن تكون كارثية على أكثر من مستوى. رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "من السابق لأوانه الحديث عن توقعات وأرقام بخصوص المحصول الزراعي لهذا الموسم". وأضاف بنعلي موضحا: "مازلنا في بداية موسم الحصاد، وأربعة أيام من انطلاق الموسم غير كافية لتمنحنا مؤشرات يمكن أن نبني عليها"، مؤكدا أن المعطيات الأولية حتى الآن توضح أن هناك تباينا كبيرا على مستوى المحصول حسب المناطق المختلفة. وأكد المتحدث ذاته أن "المعطيات الأولية تبين أن حجم المحصول كان أقل من 5 قناطير في الهكتار ببعض المناطق، في وقت بلغ ما بين 30 و35 قنطارا بمنطقة الغرب، وهو الأمر الذي يرجح أن تسجل نتائج المحصول السنوي من الحبوب تراجعا قياسيا مقارنة بالسنوات الماضية". وزاد رئيس كومادير مبينا: "نعيش جفافا لم نشهده من قبل، ومازلنا في أواخر أبريل فيما درجات الحرارة فاقت 30 بالرباط، وهذا أمر غير معتاد"، في إشارة واضحة منه إلى أن المؤشرات الأولوية لا تبشر بخير.