يبدو أنه على الدبلوماسيين المغاربة إضافة المقص إلى حقائبهم الديبلوماسية ،وأن يسمى وزير الخارجية نفسه بالفأسي الفهري،لأن مهمتها أصبحت هي قطع العلاقات وسحب السفراء ،وهدم جسور التواصل والتعاون والهروب بإدارة الظهر بدل الحوار والمحاججة ومحاولات الثني والاستمالة. "" فلثاني مرة ،يفاجئ المغرب العالم بتصرف دبلوماسي غير دبلوماسي ،فبعد قطعه لعلاقاته مع فنزويلا في عز تنامي شعبية تشافيز وبلاده وخاصة على المستوى الشعبية تتخذ الدولة القرار الخطأ في الوقت الخطأ،وفهم موقفها بذلك عقابا لموقف كراكاس الذي لم يتخذه المعنيين بالأمر،ثم تأتي الأزمة بين إيران وملكة البحرين ،بسب تصريحات خرقاء تبرأت منها طهران ،قفز المغرب منددا بالتصريحات الايرانية ،وتم احتواء الأزمة بين طهران والمنامة وعادت سمنا على عسل ،فيما ستتطور المشكلة بين طهرانوالرباط .ولاندري كيف سارع المغرب بالتنديد بمجرد تصريحات أصدرها سياسي وتلكأ في اتخاذ موقف بشأن مجازر غزة. دول مايسمي بالاعتدال العربي تتهم فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين بعدما تركتها تواجه اسرائيل لوحدها بالعمالة لإيران وخوض حروب بالوكالة نيابة عنها،إلا أن الظاهر بعد موقف المغرب هذا وقبله موقف النظام المصري هو اتخاذ مواقف بالوكالة عن أمريكا واسرائيل والغرب الذي أقتنع بضرورة وجدوى مفاوضة طهران والجلوس معها حول طالة الحوار بعدما أبدت مقاومة ضد الضغوطات والحصار لما صارت تمثله من قوة وفاعل أساسي في المنطقة وامتلاكها لقرارها. امتلاك القرار هو مات فتقده كل دول مايسمى بالاعتدال العربي (ربما سبب هذه التسمية أن حكامها يعتدلون في مناصبم حتى بعد مماتهم)لهذا يمضون قرارات بالوكالة غير عابئين بالعواقب تقربا للمعسكر المعادي لإيران ،فالمغرب الذي يستورد 95 في المائة من طاقته الكهرباء كي يشاهد المغاربة قناة الجزيرة من الدوحة وقناة العالم من طهران ،لايملك أي من وسال الضغط أو التأثير اللهم العلاقات الدولية السابقة التي شرع مقص الدبلوماسية في قطع أسلاكها،أما الحديث عن تغلغل شيعي تقوده سفارة إيران في الرباط والخوف من تأثيره على المذهب السني ،فهو كلام غير مقنع ومبرر،مادام المغاربة ثالث الشعوب تدينا ،ألم يكن من الأحرى اتخاذ موقف حازم ضد الحملات والجمعيات التبشيريةوالتنصيرية التي تعمل بشكل مكشوف أو مقنع،ومادامت الدولة تخاف على عقيدة شعبها،فلما لاتحارب الانحلال الأخلاقي المستشري فيه،أم أنها تريد إحالة الملفات المغربية الخارجية على سفراء النوايا الحسنة جدا سمير بركاشي وكوثرقناة المستقبل،ولاندري أيضا لماذا لم تحتج الخارجية المغربية على القناة اللبنانية لتشويهها صورة المغرب والتي لن تحسن ولو حرر المغرب باب المغاربة بالقدس،هنا لانطالبها بقطع العلاقات مع بيروت. على أي حال مادام سوء الحظ أو التهور هو سبب هذا التسرع في قطع العلاقات وسحب السفراء،وإن كنا كمغاربة مهاجرين نتمنى وأن المغرب أغلق معظم سفاراته وقنصلياته وسحب سفراءه وقناصله نظرا للأدوار التي لايلعبونها ويشكلون عبأ على الدولة أو أن تحولهم مثلنا إلى عمال مهاجرين يدخلون العملة الصعبة بدل استنزافنا واستنزاف الخزينة. نتمنى الصادقين على أن لا يأتي الدور بعد فنزويلا وإيران على سوريا التي تشكل إحدى دول الممانعة وقطع علاقتنا بها وهذه المرة بدعوة تتريك أو أتركة المجتمع المغربي من خلال المسلسلات التركية التي تدبلجها دمشق،عل أية حال إذا أرادت الخارجية المغربية رأب الصدع وإعادة العلاقات مع الدول التي خاصمتها فإنه توجد بقناة عين سبع معدة برنامج تسمى نسيمة الحر، تقدم برنامجا يسمى خيط أبيض تقوم بالخياطة والرتق بين المتخاصمين.