حاول وزير الخارجية الإفريقي المكلف بالشؤون الإفريقية رينالدو بوليفار إلباس قرار المغرب سحب سفيره من كاراكاس وقطع علاقاته الديبلوماسية مع بلده رداء آخر للتعتيم على حقيقة الأمور، ولم يجد في هذا الصدد غير اتهام المغرب بالانحياز للكيان الإسرائيلي، وكأن الرباط هي التي كانت تربط علاقات ديبلوماسية مع هذا الكيان وليس فنزويلا في الوقت الذي كانت فيه آلة الدمار الاسرائيلية تمارس حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني، والتي لم تبدأ على كل حال في محرقة غزة ولن تنتهي بها.. وهذه صيغة تحايل ليست ذكية على كل حال، لأن كاراكاس حاولت استمالة مشاعر الشعوب المحبة للسلام والاستقرار في العالم بتبرير أن فنزويلا طردت السفير الإسرائيلي من كاراكاس. والحقيقة التي لا يمكن لكاراكاس إنكارها أن الرباط كانت تغض الطرف عن ربط كاراكاس لعلاقات ديبلوماسية متينة وقوية مع جمهورية جبهة البوليساريو الانفصالية وتقدم لها جميع أشكال الدعم، وكانت الرباط تتجاوز هذا المعطى رغم أن المغاربة لا يمكن أن يقبلوا بهذا الأمر، لكن تجلت حقائق اكتست خطورة بالغة جدا لا يمكن التساهل معها في أية نقطة في العالم، حيث تأكد أن سفارة فنزويلا بالرباط - وليس سفارة هذا البلد لدى جمهورية الوهم ولا سفارتها في الجزائر - كانت تتجسس لفائدة الجزائر والجبهة الانفصالية، ولذلك لم يكن مقبولا بالمرة الخضوع لهذا الانتهاك الخطير جدا للقوانين الدولية والمس الفظيع بسيادة المغرب.