هتف يساريون وإسلاميون اليوم الأحد، وسط الدارالبيضاء المغربية بحياة رئيس فينزويلا هوغو تشافيز، وحمل بعضهم العلم الفنزويلي. جاء هذا خلال مسيرة نظمت تضامنا مع سكان غزة. وقد تحول الرئيس شافيز إلى "أيقونة لمقاومة الإمبريالية الأميركية" حسب رأي المشاركين. ""
هؤلاء المغاربة، اعتبروا، كما صرح أحدهم، أن المغرب ارتكب خطأ عندما أغلق سفارة بلاده في كاراكاس احتجاجا على اعتراف نظام شافيز بجمهورية البوليساريو المعلنة من جانب واحد والمطالبة باستقلال الصحراء، وقال "اختار المغرب وقتا غير مناسب، فبعد أن طرد شافيز سفير إسرائيل، قطع المغرب علاقاته مع كاراكاس، رغم أنه لا علاقة بين الحادثين لكن التوقيت لم يكن في صالح المغرب"، وحملت امرأة لافتة كتب عليها "تحية تقدير للقائد الأممي هيغو تشافيز".
رضا الطاوجني، رئيس جميعة الصحراء، أبدى استغرابه لموقف هؤلاء المغاربة المناصر لشخص ضد الوحدة الترابية، وقال ل"إيلاف" هؤلاء يريدون أن يظهروا أمام الرأي العام أنهم معارضون ولا يهمهم غير ذلك".
لم تكن صورة شافيز الوحيدة في المسيرة، بل كانت صور عدد من رموز الثورة عند اليساريين من عبد الناصر إلى شي كيفارا. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أعلنت قبل أيام عن قرار المملكة إغلاق سفارتها في جمهورية فنزويلا البوليفارية. وبررت الخارجية المغربية هذا القرار ب"العداء المتصاعد للسلطات الفنزرويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية" وأضافت أن حكومة هذا البلد اتخذت قرارات "الجمهورية الصحراوية المزعومة" في إشارة إلى جمهورية البوليساريو المعلنة من طرف واحد.
جاء هذا القرار بعد أيام من تعيين الرئيس شافيز الديبلوماسي هيكتور ميشيل موخيكا ريكاردو سفيرا مفوضا فوق العادة لبلاده لدى البوليساريو. وقد استقبله محمد عبد العزيز.
الأدهى من ذلك أن الديبلوماسي الفنزويلي أكد أن زيارته تدخل في إطار تقوية روابط التعاون بين الحكومتين الصحراوية والفنزويلية "، مشيرا إلي انه "يحمل رسالة تهنئة من الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز" والشعب الفنزويلي إلي رئيس الدولة محمد عبد العزيز والشعب الصحراوي" كما ذهب إلى أن بلاده تذهب بلاده لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة.
وفي علاقة بالمسيرة، تضاربت الأرقام حول عدد المشاركين، فالأمن قدر عددهم في حوالي 40 ألف فيما ضاعف المنظمون، خاصة الأحزاب والتنظيمات الموازية لها في اليسار المغربي. وقد قاد المسيرة شخصيات معروفة منها مغربية يهودية كشمعون ليفي، القيادي السابق في حزب التقدم والاشتراكية ومدير المتحف اليهودي المغربي وسيون أسيدون، المعتقل السياسي السابق وعضو منظمة ترانسبارنسي المغرب، وقد سار هؤلاء في المسيرة نفسها مع شخصيات إسلامية كقياديي حزب العدالة والتنمية وجماعة "العدل والإحسان" وجماعة "التوحيد والإصلاح".
وقد حاول بعض المتظاهرين الاقتراب من مطعم "كا إف سي" الأميريكي للوجبات السريعة، لكن رجال الأمن حالوا دون ذلك، واكتفى بعضهم بوضع راية فلسطين بالمطعم المذكور. وقد مرت المسيرة السلمية في هدوء تام.
وقد أشرف على تنظيم المسيرة لجنة دعم الكفاح الفلسطيني والعراقي بالبيضاء وحزب المؤتمر الوطني وحزب الطليعة الاشتراكي الموحد والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب النهج ثم حزب الطليعة.