جعلت مجزرة "جباليا" رئيس فنزويلا (الصورة) ورئيس مجلس وزراء تركيا يتحركون قبل أن يتحرك اي من القادة العرب، ففي الطرف الآخر من العالم، أعلنت فنزويلا انها قررت طرد السفير الاسرائيلي وطالبت بمحاكمة دولية للرئيسين الاسرائيلي والأميركي وجعلت رئيس الوزراء التركي يهدد اسرائيل بخسارة أصدقائها، أما الأممالمتحدة فدعت للتحقيق لاستهداف اسرائيل لمنشآتها. "" الموقف التركي بعد المواقف التي أطلقها في مقابلة مع "الجزيرة" وتصريحاته التي حذر فيها اسرائيل بجدية من خسارتها لحلفائها، ألقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خطابا في البرلمان التركي أمس، صعد فيه لهجته، بطريقة متماسكة، لا بد أن تحرج الكثير من المسؤولين العرب. ووصف اردوغان في كلمته هذه العدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة بأنه "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية"، وتساءل عن مبررات "هذه الوحشية" التي قال إن المسؤولين الإسرائيليين يتعاملون بها. وجدد أردوغان اتهامه لإسرائيل بالمسؤولية عن التوتر الذي تشهده المنطقة، وقال إن ما تقترفه من "مذابح ضد الفلسطينينن يفتح جروحا يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية". وقال إن العمليات الإسرائيلية في غزة تهدد سلسلة من التطورات التي تبعث على الأمل في الشرق الأوسط، ومنها محادثات السلام السورية الإسرائيلية التي تجري بوساطة تركية. وأضاف أن الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة هو "تسجيل مكاسب انتخابية" في الانتخابات البرلمانية التي من المنتظر أن تجرى بإسرائيل في العاشر من فبراير/شباط المقبل. دعوته لإسرائيل بوقف هجومها على قطاع غزة فورا، ووصف الأطراف التي لم تدن الهجوم بأن لها "معايير متعددة". وتساءل أردوغان "لماذا الذين هرولوا سريعا لمساعدة جورجيا هادئون الآن"، وذلك في إشارة واضحة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية التي سارعت بإرسال مساعدات إلى جورجيا عقب الهجوم الروسي عليها في أغسطس/آب الماضي. وكان أردوغان قد قال في مقابلة مع "الجزيرة" بأن السلطات الاسرائيلية أوقفته، وهو رئيس الوزراء، لنصف ساعة على حاجز رام الله، في سياق الكلام عن السلوك الاسرائيلي. ويذكر ان أردوغان قد قام بجولة شملت وسوريا والأردن ومصر والسعودية. كذلك أعلن أردوغان عن حملة لدعم ومساعدة فلسطين، ووجه دعوة مباشرة للأتراك من أجل المساهمة في صندوق أسسته الحكومة لهذا الغرض. فنزويلا تطرد السفير الاميركي ولجهتهاأعلنت فنزويلا أنها قررت طرد السفير الإسرائيلي شلومو كوهين مع ستة موظفين آخرين تضامنا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط مطالبة الرئيس هوغو شافيز بمحاكمة قادة إسرائيل. ووسط تصفيق عارم، قال وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورا "إن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويلية". وأعلن أنه خفض مستوى التمثيل مع تل أبيب إلى حده الأدنى، وقال بيان للخارجية الفنزويلية إن ما تقوم به إسرائيل في غزة يتناقض مع القانون الدولي. تصريحات شافيز وسبق طرد السفير تصريحات صارمة من الرئيس الفنزويلي، فقد وصف شافيز أمس الجيش الإسرائيلي ب"الجبان" بسبب "عدوانه" علي قطاع غزة، وقال إن شعب إسرائيل يجب عليه أن يتظاهر ضد هذا "العدوان". وأضاف شافيز للصحفيين "كم هو جبان الجيش الإسرائيلي، فهو يهاجم أناسا وهم مرهقون ونيام وأبرياء ويتفاخر بأنه يدافع عن بلاده وأنا أدعو الشعب الإسرائيلي بأن يثور ضد حكومته". ودعا الرئيس الفنزويلي إلى محاكمة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز والرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش بتهمة "الإبادة الجماعية" في محكمة العدل الدولية. وقال "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي. يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟". وتابع "إن الجيش الإسرائيلي يشن هجوما جبانا على أناس أبرياء أوهنهم الحصار"، وحث شافيز الشعب الإسرائيلي على الوقوف ضد حكومته، وطالبهم بأن "يضعوا أيديهم على قلوبهم وينظروا إلى أطفالهم". ووجه شافيز للمجتمع الدولي رسالة، أثناء زيارته لمستشفى لعلاج الأطفال في كراكاس بوضع نهاية "للجنون" في غزة، مضيفا أن حكومته تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن حكومته تحترم الإسرائيليين الذين يعيشون في فنزويلا، ولكنه يأمل أن "يعارض المجتمع اليهودي في فنزويلا هذا العمل الوحشي." وقال "على يهود فنزويلا أن يدينوا هذه البربرية، فاليهود يرفضون كل أشكال الاضطهاد ويرفضون الهولوكوست... فما هذا الذي نراه يحدث في غزة؟". الاممالمتحدة دعا مسؤول بالأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في الضربات الإسرائيلية العسكرية التي تستهدف منشآت للأمم المتحدة أو منشآت قريبة منها، وذلك بعد استشهاد عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في مخيم جباليا بالقطاع الثلاثاء. وحسب مدير عمليات (الأونروا) جون جينغ يشير التقدير الأولي لعدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على المدرسة إلى سقوط 30 شهيدا و55 جريحا، فيما أشارت مصادر طبية ل 40 شهيدا. وأوضح المسؤول الأممي لصحفيين في مقر الأممالمتحدة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من غزة أن ثلاث قذائف مدفعية سقطت في محيط المدرسة التي كان 350 شخصا يحتمون فيها. وشدد جينغ على أن الأونروا تزود جيش الاحتلال بانتظام بالإحداثيات الجغرافية الدقيقة لمواقع منشآتها وأن المدرسة تقع بمنطة آهلة بالسكان، ومضى يقول "بالطبع كان سيسقط حتما عدد كبير من القتلى والجرحى إذا سقطت قذائف مدفعية في تلك المنطقة. وردا على ادعاءات جيش الاحتلال بانطلاق قذائف مورتر من خارج المدرسة، قال جينغ إن موظفي الأممالمتحدة دققوا مع الفلسطينيين الساعين للجوء إلى منشآت المنظمة للتأكد من عدم استغلال النشطاء لها، وأضاف "لم نرصد حتى الآن انتهاكات من جانب النشطاء لمنشآتنا". وحسب المسؤول فإن ضربة جوية إسرائيلية منفصلة قرب مدرسة أخرى تابعة للأونروا أودت بحياة ثلاثة فلسطينيين بمنطقة لم تشهد اشتباكات وقت الضربة الإسرائيلية. وقال أيضا إنه في صباح يوم الثلاثاء أصابت نيران إسرائيلية مبنى مجاور لمركز طبي تابع للأمم المتحدة، ما أسفر عن إصابة سبعة موظفين وثلاثة مرضى بالمركز، كما نوه لسقوط قذيفة إسرائيلية أخرى قرب مدرسة ثالثة تابعة للأمم المتحدة لكنها كانت خاوية. وبدوره حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تبرير جريمته الجديدة بحق المدنيين بغزة، بزعمه أن قذائف مورتر أطلقت من المدرسة الواقعة في مخيم جباليا.