تأكيد بريطاني واضح على عزم الحكومة البريطانية ودراستها لمشروع الربط الكهربائي النظيف بين المغرب والمملكة المتحدة "إكس لينكس" لتوليد الكهرباء النظيفة في المغرب، ومن ثم نقلها عبر "أطول كابل بحري في العالم" من المرتقب أن يربط جهة كلميم واد نون بالصحراء المغربية بمناطق داخل بريطانيا. التأكيد جاء صريحا مع تخصيص ذكر المشروع باسمه مع الإشارة إلى تدارس إمكانياته ضمن مضامين استراتيجية الطاقة بالمملكة المتحدة المنشورة يوم 30 مارس تحت عنوان "Powering Up Britain – Energy Security Plan". وقالت الحكومة البريطانية، في وثيقتها التي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية: "كما حددنا في استراتيجية أمن الطاقة البريطانية، فإننا نستكشف بنشاط إمكانات المشاريع الدولية لتوفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة وآمنة"، مبدية اهتمامها الكبير بالمشروع مع المغرب وإمكانياته الواعدة اقتصاديا وطاقيا. في هذا الصدد، ورد أن "الحكومة البريطانية تهتم بمشروع "Xlinks"، وهو موقع مقترح واسع النطاق لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات في المغرب من شأنه أن يوفر الطاقة حصريا لشبكة الكهرباء بالمملكة المتحدة عبر كابلات التيار الكهربائي تحت سطح البحر عالية الجهد المباشر". وكشفت أن "الحكومة البريطانية تنظُر وتتدارس وتتفحص –دون التزام– جدوى ومزايا هذا المشروع المقترح من أجل فهم ما إذا كان يمكن أن يساهم في أمن الطاقة للمملكة المتحدة". وتتضمن "استراتيجية الأمن الطاقي" البريطاني، حسب المصدر ذاته، مخطط الحكومات لمستقبل الطاقة في المملكة المتحدة، موضحة كيفيات تنويع إنتاج الطاقة من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لتوفير الطاقة والمستهلكين والمناخ والأمن الاقتصادي، هذا المشروع ضمن نقاط الشق "الاستثمارات ذات البُعد المستقبلي". ويعد مشروع شركة "Xlinks" مشروعا مندمجا لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة المتأتية من الطاقة الريحية والشمسية المُعدة للتصدير إلى بريطانيا، ومن المخطط له حسب الخرائط المنشورة أن يمر عبر سواحل كل من المغرب والبرتغال وفرنسا قبل الوصول إلى بريطانيا. بينما تبلغ كلفته إنجازه الإجمالية تقديرات تصل إلى 18 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار). بدوره، لم يتأخر تفاعل الشركة المشرفة على المشروع مع المستجد، مشيدة ب"تسمية المشروع من قبل حكومة المملكة المتحدة كأحد خيارات التطلع الاستثماري في المستقبل ضمن ورقة سياسات Powering up Britain"، حسب بلاغ صادر عنها اطلعت عليه هسبريس. ونقل البلاغ عن مديرها العام سيمون موريش قوله: "نُرحب بتصميم الحكومة البريطانية على العمل مع Xlinks لتنفيذ مشروعنا للطاقة المتجددة. سيلبي مشروع Xlinks Morocco – UK Power Project الأول من نوعه ما يصل إلى 8 في المائة من حجم الطلب البريطاني على الكهرباء بالطاقة المتجددة، مما يقلل من فواتير المستهلكين ويزيد من أمن الإمداد في هذه العملية". واعتبرت الشركة، ضمن تفاعلها، أن "الورقة الرسمية البريطانية تحدد الأهم في كيف تحتاج بريطانيا وتستفيد من استيراد الطاقة، الآن وفي المستقبل، مع تأمين إمدادات الطاقة المبنية على مصادر متنوعة للإمداد والعلاقات مع شركاء وحلفاء أقوياء وموثوق بهم مثل المغرب". جدير بالذكر أن المشروع الضخم ذاته سبق أن "مُنح الإذن بتركيب ما يقرب من 12 مليون لوحة شمسية و530 "توربينات" رياح على مساحة 370 ميلا مربعا من الصحراء في جهة كلميم–واد نون ضمن الأقاليم الجنوبية للمملكة قبل أن يتم نقل الطاقة في أفق تزويد أكثر من سبعة ملايين منزل بريطاني بالطاقات النظيفة بحلول عام 2030′′، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية بريطانية متخصصة. في وقت سابق، كانت الشركة المصنعة للكابلات الفرعية "XLCC" قد أعلنت عن بدء العمل على المرحلة الأولى من تشييد أطول "كابل بحري" بين بريطانيا والمغرب في الفترة الممتدة من 2025 إلى 2027، قصد نقل الطاقة النظيفة من أقاليم الصحراء المغربية إلى المملكة المتحدة. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع عام 2029، على أن تبدأ المرحلة الثانية عامين بعد ذلك، أي عام 2031.