قالت "اليونسيف" إنه "رغم التقدم الهائل في الكفاح المستمر منذ عقود للقضاء على شلل الأطفال، مازال الأطفال عرضة لهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه باللقاحات". وأوردت "اليونسيف" أن شلل الأطفال، "المرض الفيروسي المميت الذي كان في يوم من الأيام السبب الرئيسي لشلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، على وشك القضاء عليه، ومع ذلك لم يختف، بل إنه آخذ في الظهور في البلدان التي ظلت خالية منه لعقود". وأردفت المنظمة الأممية نفسها: "للقضاء على شلل الأطفال نهائياً يجب أن نقوم بتطعيم كل طفل في كل منزل. ورغم التقدم المحرز في جهود التحصين العالمية مازال ملايين الأطفال يفتقدون لقاح شلل الأطفال". وفي هذا الإطار يقول عبد الإله المدني، أخصائي في طب الأطفال، إنه "لا وجود لشلل الأطفال في المغرب، حيث تظل نسبة التلقيح جد مرتفعة، وما يرصده الأطباء هو حالات أخرى للشلل". وقال المدني ضمن تصريح لهسبريس: "نسبة التلقيح المرتفعة جدا جعلت مرض شلل الأطفال الفيروسي لا يصيب أي طفل مغربي منذ سنوات طوال، وبالتالي لا وجود لأي حالة مغربية". وأشار المختص ذاته إلى أن ما يرصده الأطباء من أنواع الشلل هو ما يسمى "الباراليزي فلاس"، أو حالة "ارتخاء العضلات لدى الأطفال"، مشيرا إلى أنها تعتبر "حالات شلل، لكن ليست شللا فيروسيا". كما أكد المدني أن البلاد يمكنها أن تتوجه بطلب القضاء على هذا المرض إلى منظمة الصحة العالمية، "ما يتطلب تقديم شهادات من أطباء البلاد تؤكد أن حالات الشلل المرصودة لا تتضمن حالات الشلل الفيروسي"، مشددا على أن "اللقاح جعل عددا من الأمراض تختفي في المغرب، ومنها شلل الأطفال"، ومنبها إلى أنه "إذا ما لم يستمر التلقيح سيعود المرض، لأن الفيروس موجود في الطبيعة، واللقاح هو الذي يضمن مناعة ضده". وقالت منظمة "اليونسيف" إنه منذ إطلاق المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عام 1988 تم تحصين أكثر من 2.5 مليار طفل، فتجنب أكثر من 20 مليون طفل الإعاقة، وتم منع أكثر من 900000 حالة وفاة مرتبطة بشلل الأطفال. وانخفض عدد المصابين بشلل الأطفال بأكثر من 99.9 في المائة، وتم القضاء على نوعين من الأنواع الثلاثة لفيروس شلل الأطفال البري.