عرفت تلقيحات الأطفال الصغار حتى تلك الإلزامية منها، منذ انطلاق جائحة "كورونا"، بعض الاختلالات. وبات المواطنون يتخوّفون من التوجه إلى المستشفيات خوفا من العدوى؛ وهو ما ينادي أطباء ومختصون من أجل تفاديه، مؤكدين على ضرورة تلقيح الأطفال الصغار حتى لا تظهر أوبئة جديدة. وفي هذا الإطار، وجّه محمد بوسكراوي، رئيس قسم طب الأطفال بمستشفى محمد السادس للأم والطفل بمراكش، دعوة إلى المواطنين للقيام بالتلقيح؛ لأنه يظل أحسن حماية من عدد من الأمراض، وخاصة لقاحات الحصبة وشلل الأطفال التي أظهرت صلاحياتها منذ سنوات. وقال بوسكراوي، ضمن حديثه مع هسبريس، إن اللقاح هو أحسن وسيلة لمحاربة الأمراض المعدية، خاصة أن المغرب هو "دولة في طريق النمو وليس لنا دائما الإمكانات اللازمة"، مشيرا إلى أنه "حينما بدأ الحجر الصحي كان هناك نوع من الخوف؛ لكن بفضل الحملات التحسيسية تغلب الناس على خوفهم وتوجهوا لتلقيح أطفالهم". وأكد عميد كلية الطب في مراكش أن عددا من البلدان ظهرت فيها أمراض الحصبة والشلل بسبب عدم تلقيح الأطفال في تلك الفترة، وتابع: "ظهرت في دول متقدمة حيث ليس هنالك إلزامية القيام باللقاح"، مؤكدا أن برنامج التلقيح بالمغرب يعد من أفضل برامج التلقيح في إفريقيا وحقق نسب تغطية مهمة. وتحدث بوسكراوي عن أهمية الحملة التي تم إطلاقها في وقت سابق لاستئناف تلقيح الأطفال، مؤكدا أنه عقبها انخرط المواطنون في تلقيح أطفالهم سواء في القطاع الحر والمراكز الصحية، قائلا: "هذه البرامج كانت من قديم، وفي المغرب تم القضاء على شلل الأطفال منذ ثلاثين سنة؛ فيما الحصبة تظهر حالات قليلة وليس بطريقة وبائية، ويتم تتبع الحالات من قبل مديرية الأوبئة". وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وجّهتا نداء عاجلا بشأن ضرورة العمل على تفادي انتشار الحصبة وشلل الأطفال، في الوقت الذي يواصل فيه "كوفيد-19" تعطيل خدمات التلقيح في جميع أنحاء العالم؛ وهو ما يضاعف من مخاطر تعرض ملايين الأطفال الضعفاء لأمراض الطفولة، التي يمكن الوقاية منها. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن فيروس "كورونا" ألقى بتأثير مدمر على الخدمات الصحية وخاصة خدمات التلقيح في جميع أنحاء العالم.