حذرت الأممالمتحدة من انخفاض معدلات تلقيح الأطفال مع تركيز العالم على مكافحة مرض "كوفيد-19" وآثاره الاقتصادية والاجتماعية المدمرة، مؤكدة أن مخاطر أخرى تلوح في الأفق بسبب تعطّل خدمات التطعيم المهمة لمكافحة أمراض لا تقل خطورة عن هذا المرض، تهدد مستقبل وحياة الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة. وتزامن هذا التحذير مع دعوات أطلقتها هيئات مغربية لعدم التماطل في تلقيح الأطفال. المجلس الجهوي لهيئة الطبيبات والأطباء بجهة طنجةتطوانالحسيمة حذر من أي تأخير أو تماطل بالنسبة لعلاج الأمراض المزمنة، والأمراض العامة، والتدخلات الجراحية، وعمليات التلقيح والصحة الإنجابية، وذلك "من أجل تفادي تفاقم الوضع الصحي، وللرفع من مستوى مؤشرات الأمن الصحي والسلامة البدنية"، ودعا إلى ضرورة "الحرص على أخذ مواعيد قبلية، وعدم اصطحاب المرافقين إلا عند الضرورة". وتشير المعطيات الأولية التي نشرتها الأممالمتحدة إلى تعطيل خدمات التطعيم الروتيني إلى حدّ كبير في 68 دولة على الأقل، وهو ما قد يؤثر على حياة نحو 80 مليون طفل يبلغون أقل من عام واحد يعيشون في تلك البلدان. وجاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي بجنيف شارك فيه كل من الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف). وقال تيدروس غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "نحن هنا اليوم للتحذير من أن كوفيد-19 يهدد بتقويض خدمات التطعيم المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أن عدم حصول الأطفال على اللقاحات اللازمة يهدد بتعريض عشرات الملايين منهم في البلدان الغنية والفقيرة لخطر الإصابة بأمراض قاتلة، مثل الحصبة والالتهاب الرئوي والخُناق (الدفتيريا). هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، قالت بدورها: "ندق اليوم جرس الإنذار بشأن تأثير هذا التشويش على خدمات التطعيم الأساسية حول العالم، هذه المعطيات قد تكون صاعقة". وبحسب اليونيسف، فقد تضررت حملات التطعيم بشكل كبير، خاصة التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال، وتم تعليق حملات تطعيم الحصبة في 27 دولة واللقاح ضد شلل الأطفال في 38 دولة، لأسباب تعود إلى الرغبة في الحفاظ على التباعد الجسدي، واكتظاظ المرافق الصحية، وتردد الآباء أو عدم قدرتهم على التوجه إلى مراكز التطعيم خوفا من التعرّض للإصابة بفيروس كورونا المستجد أو بسبب القيود على الحركة.