حذرت منظمة الصحة العالمية، من عدم تناول بعض الأطفال في العالم التطعيمات المنقذة للحياة، موضحة أن أكثر من طفل بين كل 10 أطفال، في جميع أنحاء العالم يفتقدون للقاحات المنقذة للحياة، أي أن حوالي 20 مليون غير محميين من الحصبة والدفتريا، والتيتانوس. وكشف التقرير أن 19.4 مليون طفل لم يتم تلقيحهم بالكامل في عام 2018، مؤكدا احتمال تسبب معدلات التلقيح “غير الكافية” في تعرض الأطفال لخطر العدوى القاتلة. ويلقي الخبراء باللوم على “الصراع وعدم المساواة ” في حدوث فجوات التطعيم” وأصدرت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) هذا التقرير الذي يشرح بالتفصيل كيف لم يتم تطعيم 19.4 مليون طفل بشكل كامل في عام 2018، وقد ارتفع هذا الرقم من 18.7 مليون في عام 2017، و18 مليون في العام الذي سبقه. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، إن معدلات التلقيح “غير الكافية” تتسبب في تعرض الأطفال لخطر الأمراض، بدءا من الدفتريا والتيتانوس، وحتى السعال الديكي، وكذا الحصبة بشكل خاص بالنظر إلى تفشي المرض عالميا، حتى في البلدان “الغنية”. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 600 ألف طفل بريطاني فاتهم التطعيم، في الفترة بين 2010 و2018، ويلقي الخبراء باللوم في “الركود الخطير لمعدلات التطعيم العالمية” على “الصراع وعدم المساواة”، كما أنهم يشيرون إلى “المعلومات الكاذبة”. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسيس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “اللقاحات هي واحدة من أهم أدواتنا لمنع تفشي الأمراض، والحفاظ على سلامة العالم، وفيما يتم تطعيم معظم الأطفال اليوم، فإن الكثير منهم يتركون بدون تطعيم”. وأضاف “بشكل غير مقبول، غالبا ما يكون الأشخاص الأكثر تعرضا للخطر هم الأشد فقرا، والأكثر تهميشا، والذين تأثروا بالنزاعات، أو أجبروا على ترك منازلهم، وهم الذين يفقدون باستمرار”. ووجد التقرير أن التغطية العالمية للقاحات ضد الدفتريا، والتيتانوس، والسعال الديكي، والحصبة قد توقفت بنسبة 86% منذ عام 2010، علما أن معظم الأطفال غير المحصنين يعيشون في أفقر بلدان العالم، وما يقرب من نصفهم يقيمون في 16 دولة فقط، وهي أفغانستان، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، هايتي، العراق، مالي، النيجر، نيجيريا، باكستان، الصومال، جنوب السودان، سوريا، واليمن. وأكد التقرير أن التطعيم يحمي من مرض الحصبة، والنكاف والحصبة الألمانية، ومن جميع الأمراض الثلاثة في حقنة واحدة وعلى جرعتين. وأضاف التقرير أن الجرعة الأولى يمكن أن تعطى للطفل في غضون شهر من عيد ميلاده الطفل الأول، ثم يتناول جرعة ثانية قبل بدء الدراسة، وعادة ما يكون عمره 3 أعوام و4 شهور. وقال أليستر هاربر، مدير المسئول باليونيسيف(Unicef) ، لصحيفة ” The Guardian” : في البلدان مرتفعة الدخل مثل بريطانيا، يعد التضليل المرتبط باللقاحات أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بالتردد فى أخذ اللقاحات”، مضيفا، “مجموعات مكافحة التطعيم تستغل الآباء، وتخلق البلبلة، وتذكي مخاوفهم، من أجل تعطيل جداول التطعيم المنتظمة في مرحلة الطفولة”. وأشار التقرير الى أن حالات الإصابة بالحصبة ارتفعت في العام الماضي، حيث تم الإبلاغ عن 350 ألف حالة تشخيص في جميع أنحاء العالم، أي أكثر من ضعف عدد الحالات في 2017. ومن المتوقع أن يكون عام 2019 أسوأ، وتشير البيانات إلى أن عدد الحالات المبلغ عنها في الأشهر الثلاثة الأولى يزيد 300 مرة عن نفس الفترة من عام 2018، بشكل عام، سجلت أوكرانيا أكبر عدد من حالات الحصبة المبلغ عنها العام الماضي بعد أن تم تحصين 56% فقط من الأطفال بجرعة الطعن الأولى في عام 2010. وقال التقرير إنه على الرغم من أن معدل التطعيم ارتفع إلى 91% العام الماضي، إلا أن عددا كبيرا من الأطفال الأكبر سنا والبالغين ما زالوا غير محميين. وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: “الحصبة هي مؤشر في الوقت الفعلي، حيث لدينا المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لمكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها، نظرا لأن الحصبة معدية جدا، فإن تفشي المرض يشير إلى المجتمعات التي تفتقر إلى اللقاحات بسبب إمكانية الوصول إليها، أو تكلفتها، علينا استنفاد كل جهد ممكن لتحصين كل طفل”.