أظهرت العناصر الأولية للتحقيق، الذي فتحته وزارة الصحة بعد الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام، بشأن أربعة رضع تلقوا جرعة لقاح رباعي ضد الديفتيريا والكزاز والسعال الديكي والإنفلونزا البكتيرية (د ت سي-أش إي بي)، بأحد المراكز الصحية بالدارالبيضاء، أنه تم احترام شروط التخزين وإدارة اللقاحات بشكل سليم. وذكر بلاغ لوزارة الصحة أن الأطفال الرضع الأربعة تكلفت حاليا مصالح وزارة الصحة بالاعتناء بهم. وأوضح ذات المصدر، أن جميع الحالات المبلغ عنها على مستوى هذا المركز الصحي، ظهرت بعد تلقيهم الجرعة الثالثة من اللقاح، مشيرا إلى أنه ابتداء من فاتح شتنبر الماضي، تم تلقيح 177 طفلا في المركز ذاته وفي نفس الظروف دون ظهور حوادث. وأشار البلاغ إلى أن وزارة الصحة، تقوم بمراقبة منهجية ومنتظمة لتاريخ صلاحية اللقاح، وكذا احترام ظروف حيازته وتخزينه (سلسلة التبريد) وإدارته، مضيفا أن جميع اللقاحات المستخدمة في الخدمات الصحية، تحصل عليها الوزارة عن طريق إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) بتغطية من ميزانية الدولة؛ وذلك منذ سنة 1992، حيث أن اللقاحات المقتناة هي معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. وتشمل جدولة اللقاح، الجاري بها العمل في المؤسسات الصحية العمومية، تلقيح جميع المزدادين الجدد والأطفال إلى غاية بلوغهم ستة أعوام، ضد الأمراض التسعة الأشد فتكا بالرضع والأطفال، ويتعلق الأمر بالسل، والدفتيريا، والسعال الديكي، والكزاز ، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد (باء)، والتهابات الجهاز التنفسي الخطيرة الناجمة عن الانفلونزا البكتيرية والحميراء والحصبة. ويعد اللقاح الرباعي ضد الديفتيريا والكزاز والسعال الديكي والإنفلونزا البكتيرية «دت سي-أش إ ب»، الذي يعطى للرضع ثلاث مرات، خلال الأسبوع السادس وال 10 والأسبوع ال 14، معترفا به دوليا، ودخل إلى المغرب منذ فبراير 2007. ولم تسجل مصالح وزارة الصحة منذ دخوله، أية أحداث مماثلة لتلك التي ظهرت عند الرضع بمدينة الدارالبيضاء. كما أوضح البلاغ، أن هذا اللقاح يمكن أن يتسبب بشكل طبيعي في مضاعفات غير مرغوب فيها لدى 30 إلى 50% من الأطفال، تظهر في غضون 48 ساعة بعد الحقن، وتختفي بعد أربعة أيام، مضيفا أنه يتم سنويا على المستوى الوطني تلقيح حوالي 600 ألف طفل بمعدل ثلاث حقنات لكل طفل خلال السنة الأولى من حياته، أي ما مجموعه مليون و800 ألف حقنة في السنة. وأضاف أنه عند تلقي اللقاحات، يتم تخزينها في أربعة خزانات كبرى باردة على المستوى الوطني، بعد وصولها إلى مطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، حيث يتم نقلها في شاحنات تتوفر على حاويات تبريد إلى جميع أقاليم وولايات المغرب. وأشار إلى أنه يتم على مستوى كل مركز صحي تخزين اللقاحات في ثلاجات تتم مراقبة درجة حرارتها مرتين في اليوم، مضيفا أنه وللتحكم أكثر في مراقبة درجة الحرارة، يتم تزويد كل قارورة لقاح بقرص للمراقبة التي تمكن من تسجيل أي تغيير يطرأ على درجة الحرارة. وأضاف البلاغ أنه بفضل جودة اللقاحات المقتناة على المستوى الوطني، فإن الحالة الوبائية للأمراض المستهدفة (شلل الأطفال والكزاز والسل والدفتيريا والسعال الديكي والتهاب الكبد «باء» والإنفلونزا البكتيرية والحميراء والحصبة) تغيرت بشكل كامل، فضلا عن أنه لم يتم تسجيل أية حالة إصابة شلل الأطفال بالمغرب منذ عام 1987 وأية حالة إصابة بالدفتيريا منذ عام 1991.