قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إنها لن تتعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إذا أصرت الحركة على عدم الاعتراف بإسرائيل، مشددة في الوقت عينه على ضرورة التوصل لحل الدولتين، وذلك بعد لقائها زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. "" وفي لقاء خاص مع شبكة CNN طالبت كلينتون حماس الثلاثاء بسلوك الطريق التي سبق أن سلكتها منظمة التحرير، والالتزام بما اتفقت عليه اللجنة الرباعية وأيدته الجامعة العربية لجهة ضرورة نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها السلطة الفلسطينية، وطمأنت إسرائيل بصورة غير مباشرة حيال الانفتاح على إيران، عبر التأكيد بأن ذلك سيستند إلى تفاهمات مع حلفاء واشنطن. وقالت كلينتون: "بغياب موافقة حماس على المبادئ التي وافق عليها الكثير من اللاعبين الدوليين، فأنا لا أرى فرصة لنتعامل، نحن أو هم، مع الحركة." ولدى سؤال الوزيرة الأمريكية، التي تحدثت لCNN قبل الانتقال إلى الضفة الغربية للقاء قادة السلطة الوطنية الفلسطينية، عما إذا كانت تطالب حماس باعتراف علني بإسرائيل، قالت: "لقد قامت منظمة التحرير بذلك، وأظن أنه لا يمكننا توقع أقل من ذلك من حماس، التي هي - بشكل واضح - ليست منظمة إرهابية فحسب، لكنها مرتبطة بعلاقات متزايدة مع طهران." وحول إمكانية أن تعمل واشنطن مع نتنياهو إذا ما شكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، رغم مواقفه السلبية حيال حل الدولتين، قالت كلينتون: "حل الدولتين هو المحصلة التي لا يمكن تجنبها لأي جهة، ومن الصعب تصور حل إيجابي آخر.. الولاياتالمتحدة ستقدم وجهة نظرها إلى الحكومة الإسرائيلية التي ستتشكل، لكن مستقبل الشعب الإسرائيلي ستحدده الحكومة المنتخبة ديمقراطياً." وعن قرار إرسال مبعوثين أمريكيين إلى سوريا، والنتيجة التي تأمل واشنطن تحقيقها، اعتبرت كلينتون أنه من المبكر الخروج باستنتاجات أو إطلاق أوصاف محددة على الخطوة الأمريكية، ولفتت إلى أن لدى الولاياتالمتحدة "لائحة طويلة" من النقاط المثيرة للقلق حيال السلوك السوري. وخففت الوزيرة الأمريكية من حدة القلق الإسرائيلي حيال محاولات واشنطن الانفتاح على طهران، وقالت إن أي خطوة قد تقوم بها الولاياتالمتحدة ستستند على تفاهمات مع مجموعة واسعة من الدول التي تشترك معها في الموقف حيال ملف إيران. وأضافت: "مقاربة إيران لن تتم فقط بهدف القيام بمقاربات، ما نبحث عنه هو وسيلة لإنهاء برنامج طهران النووي ورعاية إيران للإرهاب ولتنظيمات مثل حماس وحزب الله، ولوقف سلوك إيران السلبي حيال جيرانها، وهناك الكثير ما تقوم به إيران ويسبب القلق للناس في هذه المنطقة وخارجها." وكانت كلينتون قد أعلنتأن حكومة بلادها سوف ترسل اثنين من المسؤولين إلى العاصمة السورية "لبحث العلاقات بين واشنطنودمشق." وأضافت قائلة: "هناك عدد من القضايا بين سوريا والولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية الأوسع، والتي تشكل سوريا جزءا منها." واوضحت أن المسؤولين، وأحدهما يمثل البيت الأبيض والآخر من وزارة الخارجية الأمريكية سيبحثان "عددا من القضايا الثنائية،" مضيفة أن "ليس لدينا فكرة واضحة عن طبيعة ما ستكون عليه علاقتنا مع سوريا في المستقبل." وقالت كلينتون: "نحن لا ندخل في محادثات من أجل النقاش فقط، بل يجب أن يكون هناك غرض منها، وهدف يفضي إلى الاستفادة منها." وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن عددا من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في الأشهر الأخيرة. والأسبوع الماضي، اجتمع جيفري فيلتمان، مسؤول ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية إلى السفير السوري في الولاياتالمتحدة، والذي أعتبر مراقبونبأنه يمثل استئنافا للحوار الدبلوماسي بين الطرفين، بعد توقفه خمس سنوات تقريبا. وكانت الولاياتالمتحدة قد سحبت سفيرها من دمشق قبل أربع سنوات، احتجاجا على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والذي تتهم واشنطن فيه سوريا بأنها وراء حادثة الاغتيال، وهو ما تنفيه بشكل قاطع سوريا. وتفيدالتحقيقات الدولية في الحادث إلى وجودأدلة على تورط سوريا في الاغتيال الذي أودى بحياة 22 شخصا إلى جانب الحريري.