يتوجه حوالي خمسة ملايين ناخب إسرائيلي يومه الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء الكنيست الثامن عشر من بين ثلاث وثلاثين لائحة مرشحة، يكلف وكيل اللائحة الفائزة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ويبدو، حسب استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا، ميل الاسرائيليين لليمين بعد الحرب التي جرت الشهر الماضي في قطاع غزة، ومن المرجح أن يفوز حزب ليكود المحافظ بزعامة نتنياهو على حزب كاديما الوسطي الذي تقوده وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. فيما يتوقع أن يحظى حزب يميني متشدد يرأسه مساعد نتنياهو السابق افيجدور ليبرمان بتقدم في عدد المقاعد التي سيفوز بها. هكذا يبدو أن المشهد السياسي الإسرائيلي سيكون أميل إلى اليمين، وهو ما من شأنه أن يقوي اليمين في الجانب الفلسطيني من جهة ويضع عقبات جدية أمام الإرادة المعلن عنها للإدارة الأمريكيةالجديدة في إيجاد حل سلمي للصراع بالشرق الأوسط. وفي هذا الصدد قال «نيد ووكر» الذي كان سفيرا للولايات المتحدة لدى اسرائيل خلال الولاية الاخيرة لنتنياهو كرئيس للوزراء من عام1996 الى عام1999 «أعتقد أن نتنياهو سيواجه مشكلة في العمل مع هذه الادارة» في اشارة الى ادارة أوباما. مضيفا أن آراء نتنياهو «لا تتفق مع الاسلوب الذي تتحدث به ادارة أوباما حتى الان». ومن غير المرجح أن يرغب نتنياهو الذي توعد بانتهاج أسلوب اكثر تشددا مع الفلسطينيين في التحرك سريعا بصدد تعهد اوباما باستئناف محادثات السلام بوساطة أمريكية. كما أن لزعيم حزب ليكود تاريخا من العلاقات التي شهدت الكثير من الخلافات مع آخر ادارة ديمقراطية في الولاياتالمتحدة بقيادة الرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي تشغل زوجته هيلاري كلينتون حاليا منصب وزيرة الخارجية وستتعامل عن كثب مع الزعيم الاسرائيلي الجديد. وقال ووكر «كلينتون نفض يده من نتنياهو... لا أدري ما اذا كان هذا سيؤثر على الوزيرة كلينتون. لكن نتنياهو يجب أن يعي أهمية علاقة الولاياتالمتحدة باسرائيل وأن هناك حدودا». وإذا تأكدت نتائج استطلاعات الرأي وفاز حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب «إسرائيل بيتونا» المتطرف بزعامة «أفيغدور ليبرمان»، فإن سياسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستشط في تطرفها مما سيخلق تطرفا في الجانب المقابل ويهمش الأطراف الراغبة في تسوية سلمية. و مما لا شك فيه أن المفاوضات التي ترعاها مصر حاليا بين حكومة «إيهود أولمرت» وحركة حماس حول موضوع التهدئة بين الطرفين، ستوضع جانبا في انتظار الحكومة الإسرائيلية الجديدة.