مع دنو شهر رمضان الكريم، يزيد سؤال المغاربة حول وفرة الأسماك وأسعارها بالأسواق؛ فموائد الإفطار تؤثثها أطباق الأسماك، ما يجعل الإقبال عليها كثيرا ويرافقه ارتفاع في أسعارها. جولة ببعض الأسواق المحلية وكذا سوق الجملة في الدارالبيضاء تظهر وفرة السلع هذه الأيام، إذ إن العرض يفي الطلب؛ لكن الأسعار تتغير يوما تلو آخر، وتنذر بارتفاع قد يدفع المغاربة إلى التخلي عن هذه الوجبة بهذا الشهر. وفرة الأسماك وضعف الإقبال على مستوى السوق المركزي بمقاطعة سيدي بليوط بالدارالبيضاء، تبدو مختلف الأسماك متوفرة وبكميات مهمة. التجار داخل هذا الفضاء وغيره من الأسواق المحلية بالعاصمة الاقتصادية يؤكدون وفرة السلع، ولا مخاوف من ندرتها وقلتها خلال شهر رمضان. التجار، الذين تحدثت إليهم جريدة هسبريس بأسواق عديدة، يؤكدون وفرة مختلف أنواع الأسماك، خصوصا التي يقبل عليها المغاربة في شهر رمضان. ووفق ما صرح به محمد من باعة السمك على مستوى سيدي البرنوصي، فإن المغاربة يقبلون خلال هذه المناسبة الدينية بشكل كبير على اقتناء أنواع؛ من قبيل "ميرلا"، وقمرون (كروفيت)، و"الصول"، والحبار (كلامار). وأضاف هذا البائع أن الإقبال على الأنواع الأخرى، من قبيل "الباجو" و"القرب"، يكون ضعيفا مقارنة مع الأسماك الأخرى، على الرغم من وفرتها. ولفت المتحدث نفسه إلى أن هذه الوفرة في الأسماك لا يوازيها إقبال عليها من طرف المواطنين، على غرار السنوات الماضية. وأكد البائع ذاته: "في السنوات الماضية، كان الزبون يقتني كميات من الأسماك بمختلف أنواعها من أجل حفظها في آلات التبريد لشهر رمضان؛ لكن الوضع اختلف، إذ لم يعد ذلك الإقبال، وصرنا أمام زبون يقتني كيلوغراما أو أقل". غلاء في الأسعار وفق تجار بيع السمك بالجملة، فإن أسعار "الكلامار" بلغت 170 درهما، أما "ميرلا" فيتراوح ثمنها ما بين 70 درهما و90 درهما. أما ثمن "قمرون" فسعره يصل إلى 120 درهما، فيما يتراوح ثمن "الصول" الذي يعرف إقبالا من طرف الزبناء في رمضان ما بين 80 درهما و100 درهم. لكن الملاحظ هو أن أثمنة بيع السردين، باعتباره النوع المفضل لدى الفئات الهشة والضعيفة، يصل ثمنه عند البيع بالجملة ما بين 13 درهما و20 درهما، في وقت يؤكد فيه صيادو السمك بيعه في البواخر بثمن لا يتجاوز 3 دراهم! عبد الإله عكوري، رئيس جمعية تجار "مارشي سنطرال" للتنمية المستدامة، قال إن أسعار الأسماك عرفت ارتفاعا مقارنة مع السنوات الماضية. فحسب رئيس الجمعية، فإن هذه الأثمنة راجعة بالأساس إلى إضرابات تجار السمك والطقس الذي لا يخدم الصيد ببعض المناطق. وسجل المتحدث نفسه أن هذه الأسعار تضر بالقدرة الشرائية للمواطنين؛ وهو ما يجعل الإقبال على هذه المادة الحيوية قليلا، إلى حدود الساعة. مضاربون وراء الارتفاع أمام الحديث عن ارتفاع في أسعار بيع السمك في شهر رمضان، فإن مهنيين يتهمون المضاربين والمحتكرين بالوقوف وراء هذه الوضعية، مطالبين بالعمل على تسقيف الأسعار. وأكد كمال صبري، رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، أن الغلاء الذي تعرفه أسعار الأسماك يرجع بالأساس إلى المزايدة والمضاربين الذين يرفعون هذه الأسعار في وجه المواطنين. وأوضح صبري، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن بعض التجار، على غرار ما يقع في ميناء آسفي، يقومون بالمضاربة؛ ما يتسبب في رفع الأسعار على حساب المستهلك. وسجل المسؤول نفسه أن غرفة الصيد والمنتجين للأسماك يرفضون هذه المضاربة والزيادة التي تطال الأسماك، مؤكدا أن سعر بيع السردين على سبيل المثال يصل إلى 3 دراهم، بينما يتم بيعه للمواطنين ب20 درهما وأكثر في مثل مناسبة شهر رمضان. ودعا رئيس الغرفة إلى ضرورة التدخل من أجل تحديد سقف الأسعار، ووقف الاحتكار، والعمل على تحديد ثمن مرجعي يكون المواطن على علم مسبق به. وبخصوص وفرة السلع في شهر رمضان، أوضح المتحدث نفسه أن مختلف أنواع السمك متوفرة بالسوق الوطنية، مؤكدا أنها لن تعرف خصاصا خلال هذه المناسبة الدينية.