يبدو أنّ ما قاله أحد الضرفاء بكون ساكنة الناظور بأكملها متابعةً في حالة سراح ضمن ملفّ التهريب الدولي للمخدرات بهذه المنطقة،صحيح، وما اعتقال الفاعل الحقوقي شكيب الخياري مؤخّرا، والمعروف محبوبا لدى الغالب، ورئيسا لجمعية الريف لحقوق الإنسان، إلاّ تأكيد نسبي لهذا المقال. "دَابَا كُلْهَا شَادْ نُوبْتُو.. وْمَا عْرْفْنَا لِيَامْ بَاشْ تْدُورْ". "" وَشخْصِياً، أتعجَّب من مساطر الضبط والإحضار المتَّبعة في هذا الملفّ الذي تروّجه محدّدَات قضائية واضحة، حيث أنّ مَا كشفت عليه جريدة الصباح في عددها ليوم الثلاثاء 17 فبراير 2009 نسبة إلى أخ السيد امحمّد الغالي وكذا زوجته، والمتابع في حالة اعتقال بوصفه "بارون" شبكة الناظور للتهريب الدولي للمخدّرات، والمنصبّة على كونه اعتقل قبل عشرة أيام كاملة من التاريخ المعلن عنه، وبمنزله بالناظور بدل الدارالبيضاء التي يشملها نفس البيان باتخاذها كمكان للفعل..، وأنّ أسرته ضلّت تبحث عن مصيره طيلة المدّة الفارقة بين الاعتقال الاختطاف الحقيقي والضبط والإحضار الصوري..، يصيبنا ذلك بعُسْرِ فَهْم، "عْلَى هَادْ القِبَلْ وْلِّينَا فْغَابَة.. مَا عْرْفْنَا فُوقَاشْ نْتْقْرْصُو.." حَتَّى يُوَفّروا لنَا إقامة "فَاعْلَة تَاركَة" في سجن عُكَاشَة، وَ يُُكْرِمُوا سِقَايَتَنَا ورِفَادَتَنَا في "تْمَارَة". وَأخَافُ كُلَّ الخوف أن يسفر هذا النهج الغريب عن مغرب "الحدَاثة" و "حقُوق الإنسان" ودولة "الحقّ والقَانُون"، في استخدام هذه الأساليب من طرف عصابات إجرامية لانتهاك حرمة البيوت واستحلال الحرمات والأبدان بنطقها الكلمة السحرية "افْتْحْ البَابْ.. الفِرْقَة الوَطَنِيَة للشُّرْطَة القَضَائِيَة هَادِي..". فينهلوا مِمَّا طاب لهم ويأخذوا مَا أرادوا ويجهزوا عَلى "المُعْتَقَلْ" بأي وادِ أو منخفض، تَاركين آله باحثين عنه بين "سِيدِي عُكَاشَة.. ولاَلّة تْمَارَة". كَمَا أنّ صغر سنِّنَا يجعلُنَا، أمَام هذه الأحداث نرعب من تخيّل مغرب الأمس القريب وأحداث كهذه تقع في الآن المُعَاش. أمَا كَان الأمر مخيفا في ضلّ غياب وسائل الاتصال ونحن نعيش إبَّان تواجدها واقعا مهولا؟، ألا يعدّ البيان الأخير لجمعية هيئات المحامين حول مساطر الاعتقال المنهوجة في حقّ أستاذين بالناظور والتي يصفها ب "خرق القانون"، بمثابة خارطة طريق للحكم على الأساليب المتَّبعة في هذا الملفّ؟، أمْ أنّ مبرّرات الأمس لم تمت، واكتفي بتغيير الشفاه الناطقة بها.. "هِيَا نجْمْعُوا قْلُوعْنَا.. وْنْسَايْنُوا نُوبْتْنَا.." والله أعلم إذا كنّا سنعرف أم لا معنى المثل المغربي الرائج بكون "كُلّْ زْبِيبَة.. فْقَاعْهَا عُودْ..". فيا أصحاب "الحَال" نوّرونا، ويَا رجال الحقّ أغيثونا، ويا مُتَّسخي الأيادي بالاتجار الحرام أبعدُوا دنسكم عنَّا، ورفقا بنا يا معذِّبينا، بعكاشة و "تْمَارة" أرهبتمونا، وبليل كئيب تطرقون فيه أبوابنا عقَّدتمونا، وعن رجل نيّرٍ خيِّرٍ "شَكِيبٍ" فرّقتُمونَا، وبقَدَرِ مبهم وعدتمونا، فإليكم عَنّا وأبناءنا.. و انسونَا.. "هَا العَارْ..".