بنبرة يائسة استغربت جريدة الشعب الجزائرية الثقة الزائدة التي تتكلم بها الدبلوماسية المغربية حيال رؤيتها لطبيعة منهج المفاوضات القادمة مع البوليساريو، حيث يؤكد المغرب أن الجميع متفق على أن المفاوضات لن تنطلق من نقطة الصفر، وأن المبعوث الشخصي للأمين العام سيواصل مساعيه لحل مشكل الصحراء انطلاقا من قرار مجلس الأمن رقم 1813، تصريحات أثارت جام غضب صحيفة الشعب الجزائرية، واعتبرت أنه في نبرة تصريحات الدبلوماسيين المغاربة تواطؤ الأممالمتحدة ودول أوروبية مع المغرب في فرض شروطه خلال المفاوضات القادمة مع جبهة البوليساريو. "" مقال يفضح حشر الجزائر لأنفها في القضية التي تدعي أن لا علاقة لها بها، ويكشف أن المغرب لا يفاوض سوى الجزائر عبر صنيعتها البوليساريو. فبعد المكاسب التي حققها المغرب بفضل مقترح الحكم الذاتي الذي يواصل يوما بعد يوم كسب مزيد من التأييد الدولي الواسع، جعل أبواق العسكر تشكك في مصداقية اقتناع المنتظم الأممي والدول الأوروبية بالحلول الواقعية، وتتهمها بمحاباة المغرب خوفا على مصالحها الاقتصادية والاستثمارية، وهو ما حذا بجريدة الشروق خلال أول الأسبوع الماضي في افتتاحيتها إلى الدعوة بنقل ملف الصحراء إلى دول استكندافية لأن الأخيرة ليست مرهونة بمصالح اقتصادية في المنطقة. ففي مقال أوردته جريدة الشعب الجزائرية ليوم الجمعة الماضي اعتبرت فيه أن الدبلوماسية المغربية تعيش هذه الأيام حالة الطوارئ قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات مع جبهة البوليساريو، وأن دبلوماسية المغرب تقوم بحملة دعائية كبيرة جدا للترويج لمشروع الحكم الذاتي، وزعمت الجريدة ذاته أن الدبلوماسية المغربية تقوم بفصول درامية جراء التواطؤ الدولي الفاضح والمنحاز لها، وهو ما يعني أن المغرب سيحاول فرض شروطه على البوليساريو خلال انطلاق الجولات الجديدة للمفاوضات، مستغلا حسب قولها "خساسة دبلوماسيته" لحشد دعم ما أسماه مقال الجريدة بالدول المجهرية في الخريطة لتأييده والتحامل على الجزائر والصحراء الغربية. واعتبر كذلك أن تأكيد كاتبة الدولة المغربية لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لطيفة أخرباش في الأسبوع الماضي عقب مباحثاتها مع نائبة وزير الشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا السيدة إديث هاركسي على أهمية القرار 1813 لمجلس الأمن الدولي الذي سيعمل وفقه المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، إنما يعني حسب مقال الجريدة ثقة كبيرة ومفرطة في النفس، تفضح تواطؤ الأممالمتحدة التي تحاول قتل القضية بالوقت والسير لتحقيق أهداف المغرب. وحول ما قالته كاتبة الدولة المغربية في الخارجية لطيفة أخرباش من أن القرار رقم 1813 يدعو مختلف أطراف هذا النزاع الإقليمي إلى تفاوض جوهري على أساس روح التوافق والواقعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي مافتئ يبذلها المغرب منذ سنة 2006, والتي تتسم بالجدية والمصداقية، فسره المقال السالف الذكر بأن الدبلوماسية المغربية ستعمل خلال المفاوضات القادمة إقحام الجزائر في الصراع لتعطيل المفاوضات. وفي رده على ما صرح به الوزير البلجيكي المكلف بالتعاون والتنمية السيد شارل ميشيل الأسبوع الفائت بالرباط من أن حكومة بلاده تدعم مقترح الحكم الذاتي، وداعا إلى إيجاد حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع تحت إشراف الأممالمتحدة، اعتبر المقال أن ذلك يعد حشد الدعم للملكة المغربية في مشروعها المتعلق بالحكم الذاتي، تقوم به إضافة إلى بلجيكا المساعي الفرنسية والاسبانية والأمريكية، لبيع قضية الصحراء الغربية للمغرب على حد تعبيره. أنظر مقالات في الموضوع : صحافة العسكر الجزائري تخوض حربا ضروسا ضد المغرب الصحافة الجزائرية تقرن المغرب وإسرائيل في تغذية الإرهاب بالجزائر والاستثمار فيه [email protected]