كشفت مصادر مطلعة أن عدد المغاربة المرحلين من سوريا، في السنتين الماضيتين، وصل إلى حوالي 10، من بينهم شقيقين متهمان ضمن خلية طنجة المكلفة بالتجنيد. كما تسلمت السلطات المغربية من نظيرتها السورية اثنين آخرين، بعد أيام فقط من تسلم الشقيقين، يشتبه أيضا في ارتباطهما بخلايا التجنيد. "" وأكد المصادر أن قبل هذه العملية بأيام تسلمت السلطات الأمنية بالرباط من نظيرتها في دمشق ثلاثة مغاربة يشتبه في أنهم كانوا يعتزمون التسلل إلى العراق، بهدف الالتحاق بالمقاتلين لمواجهة القوات الأميركية. وحددت مصادر موثوقة هوية أحد الموقوفين، ويتعلق الأمر بشاب في عقده الثالث يدعى (ن.ع)، مشيرة إلى أن المعني، رفقة المعتقلين الاثنين، اقتيدوا مباشرة إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي باشرت معهم تحقيقات موسعة. وذكرت أن البحث الأولي مع المشتبه بهم أفضى إلى إطلاق سراح أحدهم بعد ثبوت عدم وجود صلة له بأي شبكة لتجنيد المقاتلين المغاربة لإرسالهم إلى بلاد الرافدين، مبرزة أن المعتقلين، اللذين ما زالا يخضعان للتحقيق، يتحدران من الدارالبيضاء. وتبدأ طريق المجند نحو العراق بحجز تذكرة من مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء على متن الطائرة المتوجهة نحو مطار إسطنبول الدولي بتركيا، في رحلة تستغرق حوالي أربع ساعات. وما إن ينزل بالمطار، حتى يطلب سيارة أجرة تتوجه به إلى محطة المسافرين، حيث يقتني تذكرة ب 35 أورو على متن الحافلة المتوجهة إلى دمشق، في رحلة قد تستغرق حوالي 22 ساعة. وأبرزت المصادر أن المجند، عندما يصل إلى العاصمة السورية، يتوجه نحو أقرب فندق فندق لحجز غرفة، حيث ينزل هناك لمدة ليست بطويلة. وبعد ذلك، تشرح المصادر، يعمل على اقتناء بطاقة إلكترونية خاصة بالخطوط السورية، ليربط الاتصال مع مستقطبه ليخبره أنه وصل بأمان، ويحدد له المكان الذي يقطن به، لينقل بدروه هذه المعلومة ورقم هاتف المتطوع إلى المكلف باستقباله في دمشق عبر البريد الإلكتروني، حسب ماجاء في اعترافات متهمين ضمن شبكات مفككة أخيرا. ويشترط في المجند أن يتوفر على 10 آلاف أورو لتغطية مصارف الرحلة، كما يتوجب عليه إجادة قيادة السيارات حتى يكون على استعداد لتنفيذ هجمات بواسطة سيارات مفخخة. ودفع تزايد شبكات "استقطاب" المقاتلين لإرسالهم إلى العراق بالسلطات الأمنية إلى تكثيف تنسيقها مع الأجهزة الأمنية في العراق والمخابرات الأميركية بهدف الحصول على معلومات حول المغاربة الذين نفذوا عمليات في العراق. وبفضل هذا التنسيق، توصلت السلطات إلى معلومات حول مغاربة نفذوا عمليات في العراق، ما أفادها كثيرا في التعرف على المحيط العائلي لهؤلاء الأشخاص والعلاقات التي نسجوها قبل سفرهم، الأمر الذي ساعد بدوره في إخضاع العديد من المشتبه فيهم للمراقبة، التي أدت إلى تفكيك شبكات كانت في طور التشكل.