اتهم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، الولاياتالمتحدة بأنها تعامل بلاده بطريقة غير متكافئة مقارنة مع غيرها من الدول، رغم أنها حليف عنيد في الحرب التي أعلنتها واشنطن على الإرهاب. "" وقال مشرف في مقابلة مع شبكة CNN الجمعة "يُتعامل مع باكستان بطريقة غير متكافئة رغم أننا من يلعب دوراً قيادياً في مواجهة الحرب العالمية على الإرهاب." وأضاف من مدينة دالاس بتكساس، "هذا ما يضر بباكستان، ويضر بقيادتها. في الحقيقة المسألة تضر بالحكومة وشعب باكستان." المقابلة مع الرئيس الباكستاني السابق تزامنت مع تقارير عن قيام طائرات بدون طيار أمريكية بقصف أهداف للمسلحين المتشددين في باكستان الجمعة، وبعد أيام معدودة من تسلم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما -التي وضعت في سلم أولويات أمنها القومي محاربة مسلحي حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في المناطق القبلية بباكستان المتاخمة لأفغانستان- مهامها رسمياً الثلاثاء. ورد مشرف عندما سئل عن مدى رضاه عن تواصل هذه العمليات خاصة الآن مع رئيس وإدارة جديدين "لا أحد في باكستان مرتاح لهذه الهجمات عبر الحدود، لا شك في ذلك.. الرأي العام ضدها بالمطلق.. لكن فيما يتعلق بمسألة الرئيس الجديد- تسلم الرئيس أوباما مهامه وتواصل هذه العمليات- لطالما قلت إن السياسات لا تتغير مع الأشخاص، السياسات لديها مصالح قومية والسياسات تعتمد على بيئة ما." وأضاف مشرف "لذا البيئة والمصالح القومية للولايات المتحدة مازالت على حالها، اعتقد أن السياسات ثابتة." كذلك علّق الرئيس الباكستاني السابق على تصريح كان قد أعلنه بشأن مساعدات أمريكية تسلمتها باكستان وتقدر بعشرة مليارات دولار، واصفاً إياها بأنها "أجر زهيد لدولة تلعب دوراً قيادياً في محاربة الإرهاب." ورغم تشديده على إظهار عرفان الجميل للولايات المتحدة إزاء التمويل غير أن الرئيس السابق الذي أجبر على التنحي عن السلطة في أغسطس /آب الماضي، قال إن المبلغ متدني مقارنة بالمليارات التي تنفق في أفغانستان و"حتى أكثر من تريليون دولار" تنفق في العراق. وأعلن مشرف "رجاء لا تعتبروا مبلغ العشرة مليارات دولار عظيماً جداً لجعلنا ممتنون للأبد في حين ندرك أننا نستحق أكثر بكثير وكان يجب أن نحصل على أكثر بكثير إذا كان علينا محاربة الحرب العالمية ضد الإرهاب." وشدد مشرف أن باكستان "تلعب دوراً قيادياً في القتال في حرب لكم لعشر سنوات بين 1979 و1989" في إشارة إلى تحالف باكستان مع الولاياتالمتحدة ومجاهدي أفغانستان خلال احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان. وأكد الرئيس الباكستاني السابق إن باكستان ول42 عاماً وحتى العام 1989، كانت "شريكاً إستراتيجياً" للولايات المتحدةالأمريكية. غير أن العديد من الباكستانين شعروا بأن الولاياتالمتحدة قد تخلت عنهم بعد الانسحاب الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان. وقال الرئيس السابق الذي صعد للحكم في انقلاب أبيض عام 1999 "أرباح السلام" لعام 1989 ذهبت لأوروبا وشرق أوروبا. وأضاف أن باكستان "تركت لوحدها" بين 1989 و2001 وخلال هذ الفترة فرضت مليشيات حركة "طالبان" سيطرتها على أفغانستان. ورد مشرف في المقابلة على المقدم وولف بليتزر "ماذا حصدت باكستان من القتال لكم لعشر سنوات؟ لا شيء يا سيدي، شارحاً أسباب النقمة في الشارع الباكستاني ضد الولاياتالمتحدة. وقال إن الرأي العام في بلاده يعارض بشدة القصف الجوي الأمريكي للمسلحين في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان. ورغم قوله إنه يجب مواجهة طالبان والقاعدة، إلا أن "الرأي العام هو ضد الأساليب التي يتم تبنيها." وردا على تساؤل بليتزر لماذا لم يتم العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي يعتقد أنه موجود في مكان ما في المنطقة الحدودية مع أفغانستان، أجاب مشرف "أرغب في سؤال الولاياتالمتحدة لماذا لم يتم العثور عليه. لديهم استخباراتهم.. كما تعلم لديهم قدرات استخباراتية.. أريد أن أسأل الولاياتالمتحدة، لماذا لم يتم العثور على الملا عمر، زعيم حركة طالبان في أفغانستان؟."