سجلت الزميلة أوكتافيا نصر الخبيرة في الشؤون العربية في شبكة CNN، ملاحظاتها لما كتبته أبرز الأقلام الصحافية في العالم العربي بشأن استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وذلك في مدونتها التي تنشر ضمن صفحة "في قلب الشرق الأوسط." حمل نبأ استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف معه، مشاعر متضاربة في العالم العربي، تفاوتت بين القلق والسخرية، وحتى التهليل، وإن كان ذلك يعتمد على من تسأل رأيه. وشهدت باكستان الخميس مقتل مائة شخص على الأقل، وجرح أكثر من 80 آخرين في تفجيرين استهدفا مجمعاً لمصانع أسلحة تابعة للجيش الباكستاني، ما يعكس هشاشة الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، وهو ما تفاعل معه الإعلام العرب،ي ليس لمجرّد كونه خبراً عاجلاً، بل لأنه فرصة إعلامية من أجل مواصلة التركيز والتغطية على ما يجري في الساحة الباكستانية والمنطقة ككل بعد خروج مشرف من الحكم. الجدير بالذكر أن استقالة الرئيس الباكستاني الاثنين الماضي لم تشكل مفاجأة للكثيرين من المراقبين في العالم العربي، في الواقع لقد تكهنت العديد من الافتتاحيات والأعمدة الصحفية إزاء الطريقة التي سيختفي فيها مشرف من المشهد السياسي. فالعديد من هذه المقالات تناولت وشرّحت الخبر من كافة زواياه. وعبر التمعّن في مقالته: أين أخطأ مشرف؟ يستنتج الإعلامي عبد الرحمن الراشد الذي يعمل في فضائية "العربية" التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لها، أنه (مشرف) "منذ تسلمه السلطة، لم يحظ مشرف بمصداقية واحترام شعبه كقائد قوي بمقدوره إدارة البلاد." من جهته أعرب الصحفي عبدالله إسكندر في مقاله في صحيفة "الحياة" اللندنية عن قلقه إزاء من سيحمي سلاح باكستان النووي في غياب مشرف. وكتب في مقالته "رأى مشرف نفسه منقذاً سيمنع البلاد من التدهور على جبهات عدة. وأبرز ما يقلقه هو التصعيد الداخلي، لا يوجد ضمانات بعدم وصول الأمور إلى الفوضى.. ما يؤدي إلى سقوط سلاح باكستان النووي في يد المتشددين والمتطرفين." ويستنتج إسكندر أن باكستان "رفضت منقذها عندما وقف في صف الولاياتالمتحدةالأمريكية والحرب على الإرهاب.. وأدى به هذا إلى مقاتلة شعبه، وجعله يبدو كأنه قد شارك في حرب على الإسلام.." هذه "الحرب على الإسلام" هو بالفعل ما تصف به المواقع المتشددة على شبكة الإنترنت، حكم مشرف الذي امتد لثماني سنوات. فعلى المنتديات الإلكترونية المتشددة تلمس ابتهاجاً إزاء استقالة الرئيس الباكستاني يقابله تشجيع واضح للمتشددين بالتمدد كنتيجة لهذه الاستقالة. وجاء في أحد هذه المنتديات "في باكستان الجهاديون تسللوا إلى مواقع مهمة في المجتمع الاستخباراتي والجيش على سبيل المثال.. وهذا يمنح المجاهدين فوائد عظمى." ويعلق قراء موقع فضائية "العربية" الإلكتروني على خبر استقالة مشرف بمشاعر متضاربة، فالبعض رأى الاستقالة بأنه أفضل ما حدث لباكستان إزاء التخلص من سياسة خاسرة، والبعض رأى في الاستقالة الأسوأ لما يحصل للبلاد ويدخلها في حقبة من عدم الاستقرار، لا يمكن للمنطقة تحمل تداعياتها. وكتب آخر ساخراً من "الصداقة الوثيقة" بين مشرف والولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أورد "انتهيت يا مشرف. هل ستقف الولاياتالمتحدة إلى جانبك الآن، كما وقفت أنت معها ضد المسلمين في باكستان وأفغانستان؟" prefix = v ns = "urn:schemas-microsoft-com:vml" وعلى نفس الصفحة يقارن أحد الأشخاص بين باكستان والعالم العربي كاتباً "لا يمكن نكران أن باكستان تتمتع بالديمقراطية بالرغم من كل المشاكل التي تعيشها.. الله يعلم.. لو كان مشرف قائداً عربياً فلن يستقيل حتى لو احترقت باكستان..." كذلك من الصور الكاريكاتورية اللافتة إزاء خبر استقالة مشرف، واحدة للرسام ستافرو احتلت صفحة صحيفة "الجريدة" الكويتية، تظهر العم سام وهو يتنصت وراء باب باكستان، فيما حمل الباب يافطة كتب عليها "الرجاء عدم الإزعاج"