قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف إن بلاده لا تريد الحرب مع الهند ولكنها مستعدة لها إذا اقتضى الأمر. وأضاف في خطاب بمناسبة المولد النبوي الشريف يوم السبت الماضي "لا نريد حربا ولكننا لا نخشاها. إننا مستعدون للحرب". وهنأ مشرف "العلماء والمهندسين وجميع العاملين في البرنامج الصاروخي على النجاح العظيم الذي تعتز به الأمة". وكانت باكستان أعلنت أنها أكملت بنجاح تجربة إطلاق صاروخ متوسط المدى يوم السبت الماضي من نوع حتف5/ غوري قادر على حمل رؤوس نووية. وقال بيان عسكري صدر في إسلام آباد إن التجربة أجريت لإظهار تصميم باكستان على الدفاع عن نفسها وتعزيز التوازن الإستراتيجي في المنطقة، مشيرا إلى أن باكستان لم تجر تجارب رئيسية على برنامجها الصاروخي منذ أبريل 1999.وأوضح مصدر أمني باكستاني أن التجربة تمت في شمال باكستان، مشيرا إلى أن مدى الصاروخ يبلغ ما بين 1500 إلى 2000 كلم. وكانت الحكومة الباكستانية أبلغت الهند باعتزامها إجراء هذه السلسلة من التجارب, مؤكدة أن لا علاقة للتجارب بالوضع المتوتر حالياً بين البلدين. وفي نيودلهي أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية أن غايات سياسية داخلية تقف وراء التجربة الصاروخية الباكستانية. وأوضح المتحدث أن نيودلهي ليس لديها أي تعليق وأن ما ستقوله كانت قد عبرت عنه وزارة الخارجية يوم الجمعة. وكانت الخارجية الهندية طلبت تفسيرات حول التجربة الصاروخية. وكررت المتحدثة باسم الخارجية الهندية نيروباما راو القول إن خفض التوتر الحالي القائم بين البلدين رهن بالعمل المحدد الذي تتخذه إسلام آباد لوقف ما أسمته الإرهاب والتسلل عبر الحدود، وتدمير هياكل دعم وتمويل الشبكات الإرهابية. وجاءت التجربة الصاروخية الباكستانية في وقت حذر فيه خبراء في آسيا من اندلاع حرب نووية محدودة بين الهند وباكستان ستسفر عن قتل ثلاثة ملايين شخص على الأقل. وسيموت الملايين في الانفجار والحرائق المباشرة ومن الإشعاع، كما سيعاني آخرون من تدمير المنازل وقلة المياه ومن الأمراض بعد ذلك بسنوات. وعلى الحدود المتوترة بين البلدين والتي تقف على حافة انفجار، تبادلت القوات الهندية والباكستانية القصف المدفعي وقذائف الهاون عبر الخط الفاصل بينهما في إقليم كشمير.ووصف مسؤول عسكري هندي تبادل إطلاق النار بأنه الأشرس في الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن جنديا واحدا جرح خلال القصف. وقد قتل عشرات الأشخاص منذ أن استأنف البلدان النوويان التراشق المدفعي قبل أكثر من أسبوع. وقد أبدت دول عديدة قلقها من تدهور الوضع بين الهند وباكستان، فقد قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول يوم السبت الماضي إن الوضع في غاية الخطورة، معربا عن أمله بأن يدرك البلدان أنهما في مرحلة حرجة للغاية. وتعهد باول بالعمل على ثني الجانبين عن المضي قدما في هذا الطريق. وحث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الرئيس الباكستاني برويز مشرف على اتخاذ إجراءات ملموسة للوفاء بتعهده للحد من الإرهاب الذي قطعه على نفسه وقمع الجماعات الكشميرية.كما أوفد الاتحاد الأوروبي مفوضه للشؤون الخارجية كريس باتن إلى الهند في محاولة لخفض التوتر بين الجارين النوويين. والتقى باتن وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ وعددا آخر من المسؤولين بهدف إقناعهم بضرورة خفض حدة التوتر عبر الحدود. من ناحية أخرى حذرت الولاياتالمتحدةالسبت نفسه رعاياها من السفر إلى الهند وباكستان، وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن التوتر على الحدود بين البلدين وصل إلى مستوى خطير ولا يمكن استبعاد خطر وقوع عمليات عسكرية مكثفة.