يتواصل الجدل السياسي في إسبانيا عقب تصريحات وزيرة الإسكان السابقة، ماريا أنطونيا تروخيو، بشأن مليلية وسبتة المحتلتين؛ إذ أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن رفضه لأي مساومة بشأن وحدة أراضي إسبانيا. وأعلن وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الجمعة في إشبيلية، عن رفضه لتصريحات المسؤولة الإسبانية السابقة ماريا أنطونيا تروخيو بشأن "مغربية سبتة ومليلية المحتلتين"، مبرزا أن "المدينتين تتمتعان بالحكم الذاتي ولهما طابع إسباني". وأورد المسؤول ذاته، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسبانية، أنه "لا أحد يشك في أن سبتة ومليلية إسبانيتان"، مؤكدا في رده على تصريح وزيرة الإسكان السابقة في حكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، أن" الحدود الدولية لإسبانيا غير قابلة للنقاش". وردا دائما على تصريح سابق للوزيرة الاشتراكية أنطونيا تروخيو التي أكدت أن وجود سبتة ومليلية على التراب الأفريقي "إهانة لوحدة أراضي المغرب"، قال ألباريس إنه ليس من الضروري "اتخاذ مثل هذا الكلام كحقيقة، لأن الحقيقة الوحيدة الثابتة هي أن سبتة ومليلية إسبانيتان". وكانت تروخيو قالت إن "سبتة ومليلية والصخور والجزر الصغيرة تمثل إهانة لوحدة أراضي المغرب"، قبل أن تضيف: "إنها بقايا من الماضي، تتعارض مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي للمغرب والعلاقات الطيبة بين البلدين"، متسائلة في السياق ذاته: "إذا كانت إسبانيا غيرت موقفها التقليدي من الصحراء، فلماذا لا تستطيع تغيير موقفها من سبتة ومليلية والجزر والصخور؟". وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في أوساط السياسيين والمسؤولين الإسبان، سواء في إسبانيا أو المدينتين المحتلتين. واعتبرت الوثيقة التي تمت المصادقة عليها في مجلس سبتة أن تصريحات الوزيرة السابقة "تفترض عدم ولاء خطير لإسبانيا، وتجاهلا مطلقا للتاريخ والقانون وازدراء وعدم احترام لمشاعر الناس من سبتة ومليلية الذين يشعرون بالإسبانية في أعمق جزء من حياتهم وقلوبهم". وأوضح المجلس أن "سيادة مدينتنا لا شك فيها، ويضمنها النظام الدستوري والدولة"، مضيفا أن "الدفاع عن إسبانيتنا غير القابلة للتصرف يجب أن يكون موقفا موحدا، بغض النظر عن الاختلافات الحزبية". وإلى جانب اعتبار الوزيرة في حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو (ما بين 2004 و2007) "شخصا غير مرغوب فيه"، سبق للأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي في سبتة، خوان جوتيريز، أن قال إن "هذه السيدة التي لم تعد عضوا في حزبنا قدمت بعض الآراء الشخصية التي رفضناها، لأن إسبانية سبتة ومليلية ليست موضع شك"، معتبرا أن تلك التصريحات "كانت هجومًا سخيفًا على مواطني سبتة ومليلية".