أصبح من المستبعد أن يختار الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما المغرب لأول زيارة له خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية ، بعد أن أكدت مصادر إعلامية مقربة من فريق أوباما أن اندونيسيا على الأرجح ستكون الدولة الإسلامية التي سيختارها ليلقي خطابه المرتقب والموجه للعالمين الإسلامي والعربي من أجل تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي. "" وحتى إذا لم تتحقق رغبة المغرب في اختياره بلدا للتسامح السياسي وقاعدة لخطاب من هذا الحجم ، فإن المغرب يحافظ على مكانته الرمزية باعتباره الدولة الأولى التي اعترفت باستقلال أمريكا في القرن الثامن عشر في عهد السلطان محمد بن عبد الله وظل المغرب حريصا إلى أبعد الحدود على الحفاظ على مسافات من الود الجميل بين الرؤساء الأمريكيين بسبب العلاقات والمصالح المشتركة . ويتوقع أن تشهد العلاقات المغربية الأمريكية خلال السنة الجارية ، الكثير من التحولات جوهرها الأساس الانحياز الواضح لواشنطن لمبادرة الحكم الذاتي مقابل انخراط مغربي في الحرب ضد القاعدة ، بالنظر للموقع الاستراتيجي للمغرب الذي لا يزال مرشحا لاحتضان القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (افريكوم). ورغم أن الملك محمد السادس لم يتحدث صراحة عن قضية الصحراء المغربية في برقية التهنئة التي بعثها أول أمس لباراك أوباما بمناسبة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية ، إلا أنه من المستبعد حدوث أي تغيير في الموقف الأميركي المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي خصوصا بعد اختيار "صديقة المغرب" هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية وبعد "الضمانات" التي قيل أن الملك محمد السادس تلقاها أثناء زيارته "الخاصة " للولايات المتحدةالأمريكية قبل عيد الأضحى الماضي والتي التقى فيها مع مساعدين بارزين للرئيس الأمريكي الجديد . وعلى المستوى الاقتصادي تجمع المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية اتفاقية للتبادل الحر جرى تفعيلها في يناير 2006 كما أن المغرب يشكل في نظر الأمريكيين سوقا في طور النمو تقع في موقع استراتيجي . ويستورد المغرب حاليا ما يناهز 21 مليار دولار من البضائع سنويا، من ضمنها مليار و300 مليون دولار تقريبا من صادرات أمريكا نحو المغرب سنويا ( لاسيما المعدات وبعض المنتوجات الفلاحية ) إلا أن الأمريكيين يعتقدون أن قطاعي النسيج والأدوية سيشكلان أبرز الميادين للتعامل التجاري بين البلدين مستقبلا ، كما تحذو مسؤولي البلدين رغبة في إعطاء دفعة قوية للتبادل الثنائي من خلال إحداث خط بحري مباشر بين بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن المفترض أن يكمل باراك أوباما سياسة خلفه جورج بوش في تشجيع الحوار مع الإسلاميين المعتدلين بغية محاصرة الإسلام الراديكالي الذي تعتبره الإدارة الأمريكية المغذي الرئيس للأفكار المعادية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي بشكل عام ، وهو ماجسده السفير الأمريكي السابق طوماس رايلي وفريقه عمله في الرباط من خلال لقاءات مع سياسيين وكتاب وصحافيين محسوبين على التيار الإسلامي المغربي ،ورغمعرضباراك أوباما بإتباع " نهج جديد للمضي قدما مع العالم الإسلامي" إلا أن عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والذي أعجب بكلمات أوباما قال لرويترز "نحن ننتظر أفعالا... كلمات أوباما طيبة لكننا نريد أن نرى فعلا. إنه لا يحكم أميركا بمفرده، إنه يقود الولاياتالمتحدة نيابة عن شركات عالمية من بينها تلك التي تنتج السلاح وتبيعه." [email protected]