قلل الباحث محمد ضريف من إمكانية تغيير السياسة الأمريكية إزاء العالم الإسلامي بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، خاصة وأنه لاتوجد مؤشرات وخطوات ملموسة تدل على ذلك، وتساءل ضريف تعليقا على عزم أوباما توجيه خطاب للمسلمين من مصر في الشهر المقبل إن كان الرئيس الأمريكي الجديد يريد فعلا تدشين مرحلة جديدة في التصالح مع العالم الإسلامي ارتكازا على خطابات تنوه بالمسلمين؛ أم أنه مقدم على إيجاد حلول جذرية للقضايا الراهنة وخاصة القضية الفلسطينية. وشكك ضريف في إمكانية تحقيق التغيير كما يتصوره المسلمون؛ لكون الثوابت الأمريكية والمؤسسات والسياسات ما تزال هي نفسها، موضحا أن الأسلوب فقط هو الذي سيتغير، بحيث لا يستفز المسلمين، واعتبر أن تغيير الخطاب الموجه للمسلمين وكذا الأسلوب يهدف إلى توظيف العالم الإسلامي السني ضد إيران، خاصة وأن السياسة الأمريكية بدأت تتجه نحو احتواء إيران، ولكن ليس بعزلها بل بتقوية العالم الإسلامي. وشدد ضريف على أن العالم الإسلامي يتعاطف مع أوباما كشخص بسبب أصوله الإفريقية والمسلمة، مبرزا أن انتخابه رئيسا أسهم في تحسين صورة الولاياتالمتحدة لدى جزء مهم من الرأي العام الإسلامي والعربي. هذا وكان شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي قد أعرب عن أمله في أن يوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى مصر الشهر المقبل خطابه إلى العالم الإسلامي من جامع الأزهر باعتباره منبرا للوسطية والاعتدال وللحضارة الاسلامية. من جهته رحب مفتي الجمهورية المصرية علي جمعة بتوجيه أوباما هذا خطاب من مصر، معتبرا ذلك خطوة إيجابية لبناء الثقة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي. وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي يوم الأحد أن شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الدول العربية الرئيسية تفوق بكثير شعبية الولاياتالمتحدة نفسها. وقال معهد إيبسوس الذي أجرى استطلاعه في مارس وشمل سبعة آلاف شخص بالغ في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان ومصر والأردن. (قال) إن 33 في المائة ممن شملهم الاستطلاع كان لهم رأي إيجابي في الولاياتالمتحدة؛ مقابل 34 بالمائة كان لهم رأي سلبي، والتزم 41 بالمائة الحياد، وقال عشرة بالمائة إنهم لا يعرفون. وقال المعهد إنه على النقيض من ذلك حظى أوباما بشعبية ايجابية بلغ متوسطها 84 بالمائة في المنطقة كلها. وأوضح معهد ايبسوس أن شعبية أوباما وصلت الى 85 بالمائة في الأردن، فيما حققت أدنى مستوى لها بين المصريين حيث بلغت 53 بالمائة. وقال معهد إيبسوس في بيان له إن الفجوة بين شعبية أوباما والولاياتالمتحدة تشير الى أنه هناك فرصة للرئيس كي يعمل بشكل واقعي على سد الفجوة، بحيث يعمل رصيده من حسن النوايا على زيادة حسن النوايا تجاه أمريكا.