أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيوجه خطابا إلى العالم الإسلامي خلال زيارة رسمية يقوم بها إلى مصر في الرابع من يونيو المقبل، وذلك في إطار سعيه لإصلاح العلاقات التي تضررت بشدة في ظل إدارة سلفه جورج بوش. "" ومن مصر التي يلقي خطابه فيها عشية ذكرى حرب يونيو 1967، سيتوجه أوباما فورا إلى ألمانيا يوم 5 يونيو المقبل، لزيارة أحد معسكرات الاعتقال التي أنشأها النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت جيبس في تصريحات مساءأول أمسالجمعة في البيت الأبيض: "هذه الكلمة ستلقى في مصر في الرابع من يونيو". وأضاف قائلا: "هذا الخطاب المنتظر يندرج في سياق الجهد المستمر الذي يقوم به هذا الرئيس وهذه الإدارة للتأكيد على أن في استطاعتنا العمل معا لضمان أمن ورفاهية أطفال هذا البلد (الولاياتالمتحدة) والعالم الإسلامي من خلال تقديم لهم الأمل والازدهار". وفي مقتطفات من الخطاب الذي نشرت صحيفة المصري اليوم المصرية المستقلة نصه اليوم السبت يقول أوباما: "لقد عانينا جميعا من تبعات حرب مضللة غير محسوبة العواقب، وارتعدت فرائصنا خوفا من شبح الإرهاب والتطرف الذي اجتاح الجميع، ونعاني معا الآن أنتم ونحن من أزمة اقتصادية طاحنة، نالت من كل شيء.. ومن عالم يموج اضطرابا بكل أزماته مهما صغرت". "طريق جديد" ويضيف: "أريد أن أؤكد لكم أن الشعب الأمريكي مثلكم يسعى للتغيير، يحلم به ليل نهار، يحلم بطريق جديد، لا أحد ينتهك الآخر، تحت أي زعم أو ادعاء، فالإرهاب الراديكالي الذي يؤرقنا ليل نهار يجب أن يؤرقكم أيضا، فما ينالنا أيضا ينالكم". ويمضي قائلا: لا أخفي عليكم أني وضعت هذا الهدف نصب عيني، وأوليته ترتيبا متقدما في أجندتي الخاصة، حتى قبل دخولي البيت الأبيض، لكن ما أريد أن أقوله إن الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تعمل وحدها من أجل السلام دون شراكة حقيقة في المنطقة، ودون أن يكون لنا حلفاء مخلصون لقضيتهم أولا، نريد منكم أن تساعدونا كي نخلق سلاما حقيقيا ودائما، كائنا متكاملا غير مشوه. يشار إلى أن مستشارة أوباما داليا مجاهد الباحثة المصرية ذات الجذور الإسلامية كانت إحدى الشخصيات التي شاركت في كتابة الخطاب. وكان أوباما قد وعد أثناء الحملة الرئاسية بتوجيه كلمة مهمة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية أثناء الشهور الأولى لإدارته، وتعد القاهرة أول عاصمة عربية يزورها الرئيس الأمريكي، منذ تنصيبه مطلع العام الجاري. وخلال خطاب تنصيبه، عرض أوباما على العالم الإسلامي "مقاربة جديدة ترتكز على أساس المصلحة والاحترام المتبادلين". وتعتبر واشنطن مصر شريكا رئيسيا لواشنطن في جهود السلام في الشرق الأوسط، كما أنها واحدة من كبرى الدول التي تحصل على مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية، وأحد البلدين العربيين (بجانب الأردن) الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل. سجل حقوق الإنسان اختيار مصر التي لها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان قد يلقي بظلاله على جوهر كلمة أوباما، بحسب رويترز. وفي هذا الإطار وجد جيبس نفسه في موقف الدفاع بشأن هذه المسألة خلال مؤتمر صحفي، حيث قال "إنه بلد يمثل من أوجه كثيرة قلب العالم العربي.. مدى الكلمة ورغبة الرئيس في التحدث (إلى العالم الإسلامي) أكبر من مسألة أين ستلقى الكلمة أو ما هي قيادة البلد الذي ستلقى فيه الكلمة". وتبدي دول عربية وإسلامية كثيرة استياء شديدا بسبب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد كل من أفغانستان في عام 2001 والعراق عام 2003 وكذلك إحجام بوش عن السعي لتحقيق لسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان أوباما قد وجه دعوة الشهر الماضي، إلى عدد من زعماء الشرق الأوسط، من بينهم الرئيس المصري حسني مبارك، لزيارة واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لإجراء مباحثات ومشاورات حول عملية السلام. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما وجه دعوة لكل من الرئيس المصري، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وإلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذكرت مصادر أن هذه المباحثات ستكون منفصلة. وسيتابع العالم الإسلامي سياسات أوباما كي يقيم موقفه إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويرى معظم المسلمين أن سياسات بوش تجاه المنطقة كانت منحازة لصالح إسرائيل. وكان أوباما قد دعا إلى السلام والحوار مع العالم الإسلامي في كلمة ألقاها أمام البرلمان التركي في أول زيارة رئاسية يقوم بها إلى دولة إسلامية مطلع أبريل الماضي. كما اختار قناة "العربية" التلفزيونية السعودية التمويل بعد أيام من توليه منصبه لإجراء أول مقابلة تلفزيونية، وقد اعتبر ذلك تعبيرا عن رغبته في تحسين علاقات الإدارة الجديدة مع العالمين العربي والإسلامي. وعلى صعيد آخر ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما سيتوجه إلى ألمانيا، في الخامس من الشهر المقبل، لزيارة مدينة درسدن ومعسكر الاعتقال "بوخنفالد" الذي أنشأه النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية.