أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن الرئيس باراك أوباما سيزور تركيا في غضون شهر أو نحوه لبدء "عصر جديد" من العلاقات بين البلدين "الحليفين"، خاصة فيما يتعلق بالدور التركي في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي التي تضررت بشدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. "" ولم توضح الوزيرة خلال زيارتها لأنقرة أمس السبت إن كانت زيارة أوباما -وهي الأولى التي تعلن لبلد إسلامي- تنفيذا لإعلان أوباما أنه سيوجه خطابا للعالم الإسلامي من عاصمة مسلمة، أم أنها تأتي لحضور مؤتمر تحالف الحضارات المقرر بإستانبول الشهر المقبل. وأضافت أن زيارة أوباما "تعكس القيمة الكبيرة لصداقتنا مع تركيا"، مشيرة إلى أن تاريخ يوم الزيارة الذي اتخذ قرار بشأنها قبل ساعات سوف يعلن قريبا، ورفضت كلينتون إعطاء تصريح حول ماهية العاصمة الإسلامية التي سيلقي منها أوباما خطابه للمسلمين. وكان أوباما قد صرح لصحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية قبل توليه مهام منصبه في يناير الماضي أنه ينوي إلقاء كلمة في عاصمة بلد إسلامي خلال أول 100 يوم من عمله الرئاسي لتصحيح صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي. وثارت توقعات عدة حول ماهية تلك العاصمة، فبينما قال البعض إنها ستكون العاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ باعتبارها عاصمة أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، وشهدت المراحل الأولى من تعليم أوباما، قالت مصادر أخرى إنها ستكون المغرب التي كانت أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولاياتالمتحدة في القرن الثامن عشر. وبإعلان خبر زيارة أوباما لتركيا -وهو أول إعلان عن زيارة له إلى دولة إسلامية- أصبحت أنقرة هي المرشح الأكبر لتكون العاصمة المقصودة، خاصة أن كلينتون سبق أن أعلنت قبل أيام أنها طلبت من تركيا مساعدتها على تحسين صورة واشنطن في العالم الإسلامي. ويقوي هذا الاحتمال إعلان بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت أن الجانبين اتفقا خلال زيارة كلينتون على إنشاء منظمة تحمل اسم (تركيا شابة- أمريكا شابة.. علاقة جديدة لعصر جديد)، وذلك في إطار مساعي إدارة أوباما لتحسين العلاقات الشعبية مع تركيا والعالم الإسلامي. والتقت كلينتون في زيارتها مع كل من أردوغان في اجتماع مغلق أمام الصحفيين، بحسب ما نشرته صحيفة "صباح" التركية اليوم الأحد، وكذلك مع الرئيس التركي عبد الله جول الذي أكد أن العلاقات بين البلدين "متعددة الأبعاد وإستراتيجية". وشملت المباحثات التي شارك فيها أيضا وزير الخارجية التركي علي باباجان مناقشة التعاون في ملفات العراق وسلام الشرق الأوسط وإيران، وانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، والمشاركة التركية العسكرية في أفغانستان وقبرص، والأزمة المالية العالمية، إضافة إلى الحرب التي يشنها الجيش التركي على حزب العمال الكردستاني على الحدود مع العراق. ولم يتم التطرق لمسألة مساعي اللوبي الأرمني في الولاياتالمتحدة لإقناع الكونجرس بالتصديق على مشروع قانون يتهم تركيا بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الأرمن في عهد الدولة العثمانية.