كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وفضله على كثير من خلقه كما قال جل جلاله (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، وهناك ضمان جعله الله للإنسان في الديانات السماوية لحقوقه، ويظهر التكريم الإلهي للإنسان في عدة أمور منها أنه جعله خليفة في الأرض، فهو الكائن العظيم الفريد الذي انطوى فيه سر الكون وتعلقت به المشيئة الإلهية بالاستخلاف في الأرض وتوقفت عليه الحياة فيها واختاره الله تعالى من سائر خلقه وميزه على غيره وكلفه بعمارة الأرض وشرفه بالنفخ فيه من روحه وخلق له الجنة وكرمه في الكتب السماوية وأرسل له الرسل والأنبياء فقال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..( ، وجعله محور الرسالات السماوية فقال تعالى (وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان)، كما فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات وميزه بالعقل. "" من أجل كل هذا فإننا نرفض هذا العدوان القاسي الشرس على أهل غزة ونطالب جمعيات حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية التي تدعي بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنه أن تتدخل لوقف هذا العدوان الرهيب الذي يتعرض له إخواننا في غزة، وإلا فما جدوى ميثاق الأممالمتحدة ؟؟ وما دور مجلس الأمن الدولي؟ أليس من المفترض أن يكون دورهما - كما هو معلن في ميثاقهما - حماية الأمن والسلم الدوليين؟ أم أننا - معشر المسلمين- لا حق لنا في هذا؟. إن حق الحياة هو الحق الأول للإنسان وبه تبدأ سائر المخلوقات وعند وجوده تطبق بقية الحقوق وعند انتهائه تنعدم الحقوق فقد حرم الشرع قتل الإنسان والاعتداء على حياته قال الله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) كما كفلت المواثيق والعهود الدولية كلها هذا الحق للإنسان وتعهدت بحمايته، فما بالهم اليوم ينكصون على أعقابهم وغزة تحترق ؟ أليس حق الحياة مكفولا لإخواننا في غزة ؟ أم أنه الظلم الذي تتعرض له أمتنا، ولا زال الكثير منا غير مدرك للحقائق، أو مدرك لها ولكنه يدفن رأسه في التراب؟ لك الله يا أمة الإسلام كم يلعب بك الأعداء وأنت غائبة مغيبة عن ما يحاك لك في السر. إن غزة لن تموت مهما حاول الأعداء ذلك، فالشعوب لا تٌقهر ولا تهزم، ومهما حاول العدو فلن يصل منها لأكثر من هذا، فليقتلوا ماشاؤوا، وليتخاذل المتخاذلون، لكن النصر قادم بإذن الله تعالى، كما وعدنا الله، إن الله لا يخلف الميعاد، وللباطل جولة واحدة لكن الحق لا يموت أبدا والله معكم يا أهل غزة ولن يرثكم أعمالكم. عبد المغيث مرون -كاتب وباحث في الدراسات الإسلامية