قال المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، إن المغرب يشهد عودة حقيقية للمهرجانات والأحداث الثقافية بعد عامين من التوقف بسبب الجائحة، معتبرا أن الجميع عاش حالة استثنائية أثرت على السير العادي للحياة الثقافية، والآن تعود هذه الحياة إلى طبيعتها. وأضاف بنسعيد أنه منذ حظوته بالثقة المولوية السامية قبل عام، اشتغلت الوزارة على فترة ما بعد "كوفيد19" وما تشهده من أحداث ثقافية، وتزامنت هذه الفترة مع إعلان الرباط عاصمة للثقافتين الإفريقية والإسلامية، وهو ما حتم وضع برنامج احتفالات خاص بالحدثين. وأشار المسؤول الحكومي إلى وجود برامج أخرى على الصعيد الوطني، إما من إنتاج الوزارة أو تساهم فيها كشريك مؤسساتي، مؤكدا في هذا الصدد أن "الثقافة ليست هواية، وليست ترفا أو ضياع وقت، بل هي اقتصاد، ومنظومة اقتصادية، واستثمار"، وزاد: "ما ينجز اليوم هو استثمار، بمفهومه الاقتصادي والاجتماعي". وأردف بنسعيد، في حديث مع هسبريس، بأن حوالي مليون شخص شاركوا في مهرجانات عبر ربوع المملكة، مضيفا: "هذه المهرجانات لها تأثير مباشر على الحياة اليومية للمواطنات والمواطنين، حيث تتحرك العجلة الاقتصادية، مع خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، مساهمة في مالية الدولة". واعتبر الوزير أن "هذه المنظومة الاقتصادية الثقافية، التي تتحرك عبر المهرجانات والأحداث الثقافية، تساهم في الناتج الداخلي الخام عبر خلق الثروة، ما يعني أن هناك اقتصادا ثقافيا، مثل صناعة السيارات والطائرات والأوفشورينغ"، وتابع: "هذا مهم، وهو ما نشتغل عليه، أي 'الصناعات الثقافية'". وخلص وزير الثقافة المغربي إلى أن "المهرجانات والأحداث الثقافية وما شهدته من حضور جماهيري كبير يبين مكانة الثقافة في قلوب المغاربة، واهتمامهم بها"، مستطردا: "من الواجب ضمان التنشيط الثقافي وخلق الصناعة الثقافية حتى يكون لها الأثر الاقتصادي على الحياة الاجتماعية للمواطن". وتابع بنسعيد: "عندما ينظم مهرجان هناك شركات في مجال تنظيم الأحداث تشتغل، فنادق، سيارات أجرة وغيرها من المهن المرتبطة بالثقافة، تعرف حركية وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة وحركية مالية ونقدية مهمة". ومضى المتحدث مسترسلا ضمن التصريح ذاته: "الثقافة ليست ضياعا للوقت، وإنما اقتصاد حقيقي على الجميع تطويره"، خاتما: "من الجميل رؤية مليون شخص يساهمون في تطوير هذا الاقتصاد وتأهيل الصناعة الثقافية".